عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-16, 20:24 رقم المشاركة : 131
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تعرف على صاحبة القلم الذهبي صانعة النهضة في اسبوع ......


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الزهراء مشاهدة المشاركة
بالتمر والحليب نستقبلك





أغرب طرائفك مع التلاميذ في الفصل [/center]
[/center]









أختي الغالية أم الزهراء...اعذريني أجبت على أسئلتك منذ اليومين الأولين ...ولكني لم أنتبه إلى سؤال مهم للغاية ...لأنه سؤال يهم صلب مهنتي وصلب العملية التعليمية...
أغرب طرائفك مع التلاميذ في الفصل
فوددت لو تحدثت عن طريفة جميلة ومؤثرة والتي اعتبرها زملائي واعتبرتها الإدراة من المغربات.

وقعت القصة منذ حوالي خمس سنين: ومع مطلع فصل الربيع يهوى بعض التلاميذ قطع نبتة من إحدى الحدائق العمومية المتواجدة بالمنطقة ،رائحة هذه النبتة التي لا أعرف إسمها باللغة العربية رائحة قبيحة لا تطاق،كل من يشمها بسرعة قصوى يتقيأ من هول رائحتها .لكن هذه الرائحة لا تنبعث من هذه النبتة إلا إذا حككتها جبدا .
كانت إدارة المؤسسة في ذلك الوقت مرتخية لأن المدير كانت سنته الأخيرة ليحال على التقاعد...فوجد التلاميذ فرصتهم وبحلول الربيع بدأوا في ممارسة هوايتهم الماسخة حيث يحضرون النبتة ويدخلونها للقسم وبعد ربع ساعة تقريبا من الدرس يحكها أحدهم على الأرض وتبدأ في نثر الرائحة التي لا تحتمل...فيخرج الأستاذ متعصبا يتوعد ويرعد ويتبعه التلاميذ هربا من الرائحة ...وتعم الفوضى ويربح التلاميذ حصة كاملة في الساحة يتفرجون حصص الرياضة ويمرحون ويلعبون....
بالنسبة لي ما إن رأيت القصة قد تحولت لهواية جميلة بالنسبة للتلاميذ حتى انتابني القلق ،لأن حصتي ستكون قريبة ليمارسوا فيها هوايتهم ...ويستحيل أن تعرف من وراء الفعلة لأن الجميع يشارك وكل الأقسام تشارك...حزمت أمري وأنا الأستاذة صاحبة المبادئ والقيم والجدية والحقوق والواجبات...كيف سأتصرف لو فعلوها معي خلال حصتي؟ أنا لن أرضى بالمهانة أن يضحك علي ثلة من الأطفال،كرامتي لا تسمح لي بذلك،سيعتبرونني غبية أو ضعيفة ...كما يقولون على الأساتذة اللذين مرروا عليهم الخطة.
ماذا سأفعل لأمنع وقوع ذلك؟ فكرت وشحذت همتي فخرجت بالقناعة التالية:
التلاميذ لا بد وسيفعلون بي ذلك...سيأتي دوري لا محالة...إذن الحل خارج من يدي ،علي الآن أن أفكر في كيفية تدبير الأمر،حتى لا أصبح عرضة للإستهزاء والتهكم حتى من زملائي الأساتذة...فقد عشنا تلك السنوات أياما عصيبة مع هؤلاء الصغار .
استرجعت بعض الدروس التطبيقية التي كنت أتكون فيها في علم النفس بغاية التكوين في خلية الإنصات والإستماع ...نفعتني تلك الحصص التجريبية لأن الدكتور كان يعلمنا كيف نسترخي...ثم كيف تقبض أنفاسنا ونتنفس من الفم ونحن مسترخين لدقائق عديدة...كنا نطبق ذلك في حصص التطبيق...تذكرت ذلك وبدأت أسترجع الدروس النظرية والتطبيقية لأن ذلك وحده هو من سيحميني من البهدلة .
هههههههههههههههههههه
هههههههههههههه
ههههههه
أسبوع يأكمله وأنا أتريض على الإستنشاق من الفم مع غلق الأنف...كنت في المطبخ أطهو وأنقي الخضر والسمك وأنا أتدرب على التكلم أثناء رد الزفير والشهيق من الفم. كانت أياما عصيبة بالنسبة لي ولكنني صامدة...صابرة ,,,هناك دافع قوي يدفعني للنجاح في خطتي...
لم أرض أن أخبر أحدا في الموضوع حتى أسرتي زوجي وأبنائي ...كرامتي لا تسمح لي ...
وجاء اليوم الموعود.
على الساعة 2 مساء بعدما دق الجرس والتحق قسم 1/11 بمقاعدهم...كالعادة فتحت نوافذ القسم المشمس (نافذتين كبيرتين) والباب أيضا ...بدأت الدرس كعادتي بتقويم تشخيصي قصير عرجت بعده على وضعية مشكلة...لم أنته من كتابتها على السبورة حتى بدأت أشم رائحة قبيحة ...سافر عقلي بسرعة إلى النبتة الخبيثة ،زادت الرائحة وأنا أشرح وأكتب على السبورة...تيقنت منها.بدأت الحركة في القسم تتعالى.
بسرعة البرق ...وحتى لا أتقيأ أمام التلاميذ ...أغلقت أنفي وبدأت آخذ نفسي عن طريق الفم ولكنني مثلت على التلاميذ أنني لا أشم شيئا. كان الجميع يصرخ:أستاذة رائحة كريهة...نريد أن نخرج...ما هذا؟ من فعلها؟ أستاذة...الكل يصرخ .وفي لحظة من القوة والتحدي صرخت في وجوههم.
كفى.,.أنا ما شممت شيئا،هيا خدوا دفاتركم ولنكتب الدرس.
كان الجو رهيبا ...صمت الجميع لأنني أبنت عن غضبي وقلما أفعل. هددتهم...وأمرت التلاميذ بغلق النوافذ ،وأغلقت الباب.
ازدادت الرائحة الكريهة انتشارا...حقيقة لم أشمها إطلاقا بعدما أغلقت أنفي.
بدأ التلاميذ يبكون...بعضهم بدأ يتقيأ لهول الرائحة وكراهيتها...ولكنني صممت أن لا يخرج أحد.
ممنوع الخروج من القسم .هذا قانون المؤسسة.وممنوع فتح النوافذ...
بقي التلاميذ يتعذبون حوالي 40 دقيقة وهم يشمون تلك الرائحة المنفرة...
وأنا أمثل عليهم وأقول لهم:غريب ...عن أية رائحة تتحدون؟
فاضطروا للإعتراف بعملتهم ،وأعطوني اسم التلميذ الذي جلبها من الحديقة واسم التلميذ الذي حكها برجله ...عساني أسمح لهم بالخروج. ولكنني لم أفعل.
بقينا كذلك وأنا صامدة حتى دق الجرس.
آنذاك أعطيتهم درسا لن يسوه طيلة حياتهم ...وطابت منهم أن يحذروا أصدقاءهم في الأقسام الأخرى لأن الإدارة والأساتذة وجدوا حلا للمشكلة .
وطبعا أخذت التلميذين بمعية الحارس العام وطفنا بهما كل الأقسام في الحصص الموالية واعتذرا في كل قسم دخلا إليه إلى الأستاذ واعترفا أنهما تصرفا بقلة عقل ومسؤولية ...وقدما وعدا أمام التلاميذ أنهما لن يكررا الخطأ ...

هذه طريفتي ومقلبي مع تلاميذ قسم 1/11 اللذين لن ينسوها طول حياتهم..
لكن حتى أكون صريحة معكم...تلك الليلة لم أستطع النوم جراء ألم في رأسي...ربما كان سببه الضغط ،ربما حرارة المكان قسم مغلق يحوي 48 تلميذ ورائحة أحذيتهم تخنق الأنفاس...كان ذلك رهيبا،ولكنه ضروريا ...للتربية والتوجيه.
أختي أم الزهراء ...تحيتي
ومودتي...
[/center]





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ