عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-12, 17:35 رقم المشاركة : 1
بنيحيا
أستـــــاذ(ة) جديد
 
الصورة الرمزية بنيحيا

 

إحصائية العضو








بنيحيا غير متواجد حالياً


افتراضي التعليم إلى أين؟


صدق من قال:" إن عمليات إصلاح التربية و التعليم ضربات بالسيف في الماء."

الأزمة عميقة جدا ، وأعمق مما يتصور الناس عادة، ولعمقها يتباطأ طفو مشاكلها على السطح. إلا أن القرارات الأخيرة والتي وصفت بالتاريخية للوزارة المعنية بالقطاع أسرعت بكشف جانب من الأزمة، وهو ما أثار مجموعة من ردود الأفعال ، خاصة انطلاق بعض الألسن من معاقلها بعد صوم طويل.

المثل المغربي يقول : " ما حاسْ بالمزوي غير اللي مضروب بيهْ" ، لذلك فالممارس الميداني للتربية والتعليم هو الذي يعاني الأمرّيْن ويكتوي بنار القرارات المزاجية التي تتخذ من داخل الغرف المكيفة ومن على الأرائك الوثيرة ، ويتيه وسط ركام من المذكرات الوزارية والأكاديمية والإقليمية والداخلية تنزل عليه كأوراق الخريف.

أتصور الأزمة – بعد ممارسة عشرية متواضعة- كنقطة الزئبق التي يحاول كل طرف الإمساك بها ولكن هيهات.

لا أحد يستطيع أو يدعي القدرة على حل المعضلة التربوية-التعليمية – ذات الرؤوس المتعددة.

إن قطاع التعليم- الذي يعتبر أخطر قطاع باعتباره يشتغل على النشء المادة الخام والقوة الحقيقية لكل بلد – شكل منذ الاستقلال مختبرا للتجارب وأصبح سوقا للتجارة وبرصة للاستثمار، تهيم عليه الوجوه الكاسحة الكاسدة لتحقيق ربح مادي زائل أو حظوة دنيوية زائفة، زٍدْ على ذلك اعتبار كثير من أبناء الميدان لهذه الخدمة "مهنة" خبزية معاشية وليس "رسالة" تربوية-تعليمية على حساب طفولة بريئة هي عضل المستقبل فمُحِقتْ بركةً التربية و بُدِّدَ نور الرسالة.

إننا لا زلنا ببلدنا الحبيب نحارب الأمية داخل مدارسنا بطرق بدائية متخلفة لا يجدي معها استيراد بيداغوجيات جاهزة ولا استجلاب مكاتب دراسات وبحث أجنبية ولا غير ذلك.

هذه أرضُنا وتربتُنا وهؤلاء الأبرياء غرسُنا فنحن أدرى بما يصلُح أمرنا وأمرهم. لا بد من تحرك خبرائنا وتدخل كفاآتنا واستعمال عقولنا المحلية في نهضة شاملة تهم جميع القطاعات لأن التعليم كيان عضوي لا ينفصل عنها ولا ينصلح بمعزل عنها.

فمتى تتوقف ضربات السيف على الماء التي لم تأتي إلا بالفشل والعياء.





التوقيع

إنــــــــــــــــــــا قادمــــــــــــــــون
    رد مع اقتباس