عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-11, 10:37 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي حينما قتل جمال عبد الناصر "شيان بوليسي"بسيارته


مـعـلـم في الأرياف: حينما قتل جمال عبد الناصر "شيان بوليسي"بسيارته


الأربعاء, 10 أبريل 2013 00:00


زاوية يكتبها الزملاء الصحافيون والمراسلون بالتناوب ترصد واقع التدريس بالوسط القروي من خلال شهادات حية لمدرسين ومدرسات ينحتون الصخر لإنجاح هذا الشيء الذي اسمه "مدرسة النجاح"..فتحية لهم ولهن.
ذات يوم من أيام فصل شتاء بارد كانت الشمس فيه أذنت بالمغيب باكرا ، وكعادته كان سي عبدالله ببنيته القوية وقوامه الممدود ، أنهى لتوه حصته المسائية في اللغة العربية التي كان يحفظ قواعدها عن ظهر قلب، وكيف لا يكون متمكنا منها وهو خريج بن يوسف بمراكش ، ويفتخر كونه كذلك كلما جمعته الظروف بمعلمين من خريجي مدارس تكوين المعلمين .
وككل المرات كان سي عبدالله يمتطي سيارته في نهاية الحصة، وهي سيارة نالت من عطفه وعنايته الشئ الكثير ، فكان لاينام حتى يغطيها بـ»الباش» بإحكام شديد ويوصي بها الحارس الليلي خيرا، ويطردنا نحن الصغار لما كنا نلعب الكرة بجانبها ، بل يمد المقدم البشير بن جامع بأسمائنا ، ولا يتوانى أن تصل هذه الأسماء إلى لاجودان العربي الذي قاسيا علينا بواسطة أعوانه من المخازنية، ليقفل راجعا من مقر عمله ببادية تقع بضواحي الجديدة إلى مقر سكناه بالمدينة ذاتها ، وكان الناس عرفوا عنه أنه يحتاط جيدا أثناء السياقة ، بل يطبق قانون السير بكل حذافيره وينصح الناس أن يكونوا كذلك محتاطين حذرين .
لكن في ذلك اليوم كانت الشمس غربت باكرا وامتلأت السماء غيوما، كان ذلك علامة على ليلة مطرة تجود فيها السماء بسخاء كبير، ما دفع سي عبدالله أن يحتاط أكثر ويلتزم أقصى اليمين وهو يردد مع نفسه في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.
وفي كل المرات كان يصل سي عبدالله سالما غانما إلى منزله بدرب البركاوي ، ولكن ماكل مرة تسلم الجرة ، فلما شارف علامة 40 سمع فجأة وقع ضربة قوية بالواجهة الأمامية للسيارة. ذعر سي عبد الله وترجل وهو يتمتم «ياربي السلامة ليبصر جثة مرمية بأمتار انتابه فزع قبل أن يكتشف أنها لكلب بوليسي من أصل ألماني، ويسمع صاحبه وهو يوجع إليه لوما شديدا واش أنت أعمى ماكاتشوفش أسي جمال عبد الناصر، هنا ثارت ثائرة سي عبد الله ليرد بلغته العربية الفصحى كالعادة سيارتي من نوع بوجو 203 لا تعرف الوقوف عند علامة سطوب».

عبدالله غيتومي (الجديدة)







التوقيع

    رد مع اقتباس