عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-10, 15:32 رقم المشاركة : 24
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: بين يدي سور القرآن الكريم...متجدد


سورة النور



تعريفها:

سورة النور مدنية ، عدد آياتها 64 آية،

بين يدي السورة:


معظم آياتها تتحدث عن الآداب الاجتماعية خصوصاً داخل البيوت.

نزلت السورة رداً على حادثة الإفك، عندما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم مع الجيش في غزوة من غزواته، و في أثناء استراحتهم افتقدت السيدة عائشة عقدا لها فذهبت لتبحث عنه، و في أثناء ذلك أكمل الجيش المسير، فلما عرفت أنهم رحلوا جلست تنتظر أن يفتقدوها و يرجعون، فمر عليها صفوان بن المعطل و هو من الصحابة، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجعله يتبع الجيش ليجمع لهم ما قد ينساه أي فرد من الجيش فلما وجدها أناخ لها ناقته و أركبها و تقول عنه و الله ما وجدت أتقى منه لم يكلمني كلمة. و لكن عندما رآهما رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول و هما يدخلان المدينة قال و الله ما سلمت منه و ما سلم منها، و بدأ الحديث في الانتشار حتى صرح بعض المؤمنين بالزنا، و انقطع الوحي لمدة شهر بأكمله حتى يتعلم المسلمون و نحن معهم كيف نتعامل في هذه الظروف و ما يجب أن نفعله و ما لا يجب أن نقوله، و جاءت الآيات مبرئة السيدة عائشة و فاضحة لكل من قال مثل هذا الحديث الباطل في الآيات 11إلى 23 و وصفت هذا الحديث بالإفك و هو الكذب الشديد، ثم ذكرت الآيات أن وراء هذا الحادث خير " لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم" فالخير المقصود هنا هو استفادة المجتمع الإسلامي بأكمله في كيفية التعامل مع هذه الأحاديث و عدم الانسياق وراء أي خبر دون التأكد من صحته خصوصاً لو تعرض هذا الخبر للأعراض.

و جاءت الآية 12 تشيد بموقف أبي أيوب الأنصاري و زوجته في التعامل مع هذا الحدث حيث لم ينساقا إلى التكلم و الخوض في الأعراض بل سأل أبو أيوب زوجته عن رأيها فقالت لو كنت أنا مكان السيدة عائشة هل كنت سأفعل الفاحشة فأجاب لا، قالت فعائشة خير مني، ثم قال لها و لو كنت أنا مكان صفوان ما كنت سأفعل الفاحشة و صفوان خير مني، فنزل قوله تعالى "لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا و قالوا هذا إفك مبين" فكان تصرفهما هو القدوة التي يجب أن نقتدي بها، و يجب دائماً أن نظن في إخواننا المسلمين كل الخير و ألا نصدق كل ما قد يقال أو نردده دون بينة.

و جاءت بعدها الآية 17 و فيها تأكيد شديد من الله تعالى بألا نعود أبداً لمثل هذا الفعل " يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداًإن كنتم مؤمنين"

و نلاحظ أن السورة بدأت بكلمة " سورة أنزلناها وفرضناها " و فيها تأكيد على فرض الله علينا بكل ما هو موجود في هذه السورة، و تشدد على الالتزام بكل ما جاء فيها من آداب اجتماعية.

و جاء بعد ذلك الآيات التي تحدد عقوبة الزاني و الزانية و هي عقوبة شديدة و قاسية بل و يجب عند إقامة الحد أن يشهده طائفة من المسلمين فكان أساس حد الزنا لا رأفة و لا ستر، و لكن الله تعالى وضع قبل تنفيذ هذه العقوبة ضوابط يجب أن يطبقها المجتمع ليمنع الوقوع في هذا الذنب العظيم من أساسه و كانت هذه الروابط كالتالي:
8 الاستئذان في الدخول إلى البيوت في الآية 27، بل و حددت لمن يسكن البيت من أطفال أو خدم أوقات يجب أن يستأذنوا فيها على أصحاب البيت في الآية 58 فحددت أوقات الراحة التي يجب أن يحترمها ساكنو البيت.
* غض البصر في الآية 30-31 و وجهت الخطاب هنا للمؤمنين و المؤمنات على السواء.
* تزويج الشباب في الآية 32 و طالبت المجتمع بالتساهل في طلبات الزواج و حددت أن الفقر ليس سببا كافيا لإعاقة شباب المجتمع عن الزواج، و في هذا حفظ للمجتمع كله و لشبابه من الوقوع في الفاحشة و حفظ لشهواتهم و رغباتهم.


* منع البغاء في الآية 33 و فيه حفظ للمجتمع أيضا من الوقوع في الفاحشة.
* الحجاب في الآية 31 و في هذه الآية الرد على كل من يتساءل عن شرعية الحجاب و فيها أيضا وصف دقيق لكيفية الحجاب و هيئته.
* منع إشاعة الفاحشة في الآية 19 و فيها تهديد و وعيد شديد لمن يحب أن يشيع الفاحشة في المجتمع فتوعدهم الله تعالى بالعذاب الأليم في الدنيا و الآخرة.
* تحريم قذف المحصنات في الآية 23 فلعنهم الله تعالى في الدنيا و الآخرة و وعدهم بالعذاب الأليم.

وإذا تأملنا كل هذه الضوابط التي وضعها لنا الله لنطبقها في مجتمعنا لوجدنا أن من يقع في الفاحشة بعد كل هذه الضوابط يستحق أن يقام عليه الحد و ألا تأخذنا به هوادة أو رأفة.

و وضعت الآيات أيضا شروط معينة لإقامة الحد فاشترطت أن يتوفر 4 شهود عدول على الزنا، بل و أمرت بأن يقام الحد على من يصرح بالزنا على أحد و لم يكن معه شهود فأمرت بجلده 80 جلدة، الآية 4، و قد حدث أثناء خلافة عمر بن الخطاب أنه قام و خطب في الناس و قال رأيت بعيني و سمعت بأذني فقال له عليّ هل معك أربعة شهود فقال لا قال له عليّ: "لو نطقت باسميهما بغير شهود فالحد في ظهرك".

و قد ذكرت السورة في أكثر من موضع التوبة لأنها السبيل الوحيد للنجاة عند الوقوع في الخطأ إذا لم يكن المجتمع يقيم الحدود بطريقة صحيحة.

سبب التسمية
سميت السورة النور لأن المجتمع الذي يطبق القواعد و الآداب التي ذكرتها السورة لابد أن يسود النور حياة كل المجتمع، فشرع الله هو النور الذي ينير المجتمع بأكمله، و جاءت في السورة الآية 35 " الله نور السماوات والأرض" توضح لنا أن الله هو مصدر النور، ثم الآية 36 " في بيوت أذن الله أن ترفع" توضح أن النور يتنزل على بيوت الله في الأرض و هي المساجد، ثم الآية 37 " رجال لا تلهيهم " توضح على من يتنزل النور، و الآية 39 تذكرنا بأن هذا النور لا يمكن أن ينزل على من لا يمشي على شرع الله، كذلك فقد ذكرت كلمة آيات مبينات في السورة 9 مرات لأن النور هو الذي يبين لنا طريق الحق.

فنصل هنا إلى أن الهدف الأساسي من السورة: شرع الله هو نور المجتمع.







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس