سورة الحج تعريفها: سورة مكية إلا الآيات من قوله تعالى"ومن الناس من يعبد الله...إلى هذان خصمان" فمدنية، عدد آياتها 78 آية،وقد نزلت بعد سورة النور. بين يدي السورة : تتميز هذه السورة أن آياتها نزلت في أوقات مختلفة فبعض آياتها نزل في مكة و البعض في المدينة، و بعضها نزل صباحا و الآخر مساءً، و بعضها نزل في الحضر و الآخر في السفر. و الحج هو الركن الوحيد من أركان الإسلام الذي سميت سورة من سور القرآن باسمه. و تحتوي السورة على آيات تتحدث عن موضوعات كثيرة و مختلفة و لكنها جميعا لها علاقة بالحج فتتكلم عن: * يوم القيامة و يذكرنا الحج بيوم القيامة ففي الحج العرق شديد و الشمس حارقة، و الزحام كبير و كل الجموع البشرية تتحرك ككتلة واحدة من مكان لآخر، و كل الحجيج يدعون و يبتهلون إلى الله تعالى، و حتى في المظهر فكل الحجيج يلبسون ملابس متشابهة، و في كل هذه الأوجه مظاهر تشابه كثيرة مع يوم القيامة و ما يحدث فيه، لذلك جاءت أول آية في السورة تتحدث مباشرة على يوم القيامة. * ثم تنتقل السورة بعد ذلك إلى الحديث عن البعث، و يوجد بينه أيضا و بين الحج مظاهر تشابه، فلو نظرت إلى نفسك بعد يومين أو ثلاثة من ارتدائك لملابس الإحرام ستجد أن التراب قد علاها، و العرق أصبح شديدا، و تذكر حينها حالك ساعة البعث من القبر و التراب يغطيك و هو تراب مئات بل آلاف السنين. * كما تذكر السورة آيات عن ال****، و الحج تدريب شديد على ال****، سواء كان **** النفس أو التدريب البدني. و الحج يذكرنا بالعبودية الشديدة لله تعالى، فتصور حال الحجيج و هم على جبل عرفة و كل من عليه يدعو و يبتهل إلى الله، و انظر إلى الآية 18 لتصور لنا الحقيقة الهامة و هي أن كل الكون بما عليه عابد خاشع لله. و في سورة الحج آخر سجدة نزلت على رسول الله في الآية 77، و كانت أول سجدة نزلت في سورة العلق و كانت تخاطب رسول الله وحده، ثم جاءت آخر سجدة هنا لتخاطب المؤمنين كافة.