عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-08, 09:00 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي المجتمع في قلب المدرسة ...أي تفعيل ...؟


المجتمع في قلب المدرسة ...أي تفعيل ...؟




أحمد ونناش

بقيت المدرسة تحت رشقات مجموعة من الإصلاحات والبرامج ،التي تتماشى مع التغيرات التي تشهدها الساحة السياسية المغربية ،من خلال ما أفرزته صناديق الغقتراع ،في محاولة منها إصلاح قاطرة التنمية بمفهومها الإيديولوجي ...
وقعودنا وسط الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،الذي يتضمن مجموعة من المواد والفقرات ،التي لا تخلو من أهمية في إصلاح المنظومة التربوية ..التي بقيت سجينة التفعيل بمفهومها التربوي الخالص ،القريب من مصلحة الطفل ومصلحة الأجيال الصاعدة التي يعتمد عليها في بناء وطن أجمل ..
وسأقتصر في هذا على الفقرة التاسعة من الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،والتي تسعى من ورائها المدرسة الوطنية الجديدة ،إلى أن تكون منفتحة على محيطها ،و جعل المجتمع في قلب المدرسة ،و الخروج من أسوارها إليه ،لنسج علاقات مرتبطة ثقافيا واقتصاديا وبيئيا وسياسيا ...تماشيا مع فلسفة الشراكة والتشارك التي جاء بها الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،لتوفير كافة الشروط الملائمة للطفل ،وتفتح الطريق أمامه لصقل ملكاته ،ويكون منفتحا مؤهلا وقادرا عل التعلم مدى الحياة بدون معاناة..
ولضمان استمرارية هذا الورش ،والوصول إلى الغاية المنشودة ،يجب أن يكون الخروج وفق نهج تربوي ،مرتكز على دعامات متينة في قلب المدرسة ،وتوفير كل ما يعود عليها بالنفع والتطور لبناء المواطن الذي نريده لهذا الوطن ..
ومن أجل تحقيق ذلك ،على المجتمع أن يولي عناية فائقة للمدرسة ،ويشارك في تدبيرها وتقويمها ،كما عليه أن يهتم بالتخطيط والإنجاز والتتبع والتقويم والإصلاح لكل المشاريع التربوية . لضخ دماء جديدة في العملية التعليمية التعلمية .
ومن المعلوم أن الدولة وحدها غير قادرة ،على تحمل النفقات المرتفعة التي تنخر ميزانية الدولة كل سنة ،لإصلاح منظومة التربية والتكوين ،للتخفيف من هذه الضغوطات على ميزانية الدولة ،لهذا تم الاستنجاد بمكونات المجتمع المدني،لتصحيح ما يمكن تصحيحه لمواكبة التطورات والبيداغوجيات الناجحة للدول المتقدمة والمتطورة التي تهتم برجل المستقبل ...
لكن هل تم تفعيل هذا المشروع ؟
كما جاء في الميثاق :
" على المجتمع التجند الدائم لرعاية التربية والتكوين وتكريم القائمين عليها والإسهام بكل فعالية في توطيد طاقتها وتوسيعه وخاصة الفعاليات المذكور حقوقها وواجباتها .."
وكما جاء أيضا في خطاب صاحب الجلالة
" المشاركة الفعالة والمنسجمة والمؤثرة في جهود التنمية المستدامة في ظل العدالة وتكافؤ الفرص والكرامة والحق والقانون.."
فمن خلال مواكبتنا سواء للاندفاع المجتمعي نحو المدرسة أو المبادرات المحتشمة نحوه ،لتوفير الشروط التربوية الملائمة للتلميذ ،وتفعيل انفتاح المؤسسة على محيطها ،وذلك بإشراك الفاعلين التربويين ( جماعات محلية وجمعيات المجتمع المدني بما فيها جمعيات أمهات وأولياء التلاميذ... )من خلال أجرأة مشاريع المؤسسة ،التي ارتكز عليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين والمقاربات البيداغوجيا الجديدة ،المعتمدة على التشارك من خلال بناء مشاريع أنشطة تربوية للمؤسسة ،تماشيا مع الحكامة الجيدة التي تعتمد التدبير الجيد ..وفتح حوار مع المدرسين القريبين من العملية التعليمية التعلمية وسائر الأولياء والشركاء، وخلق شراكة وتعاون ميداني، مع كل هذه الأطراف الفاعلة في الحقل التربوي بتخطيطها وتدبيرها وتقويمها ..
لكن نجد أن هؤلاء الشركاء ،لم يعوا بعد الدور المنوط بهم ، كما جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،إذ أصبحت حرمة المدرسة عرضة لتدخلات خارجية لا تنسجم مع متطلباتها ، ،بحيث نجد أطرافا من المجتمع ،تتجاوز اختصاصاتها ،تسعى إلى تمرير إيديولوجياتها إلى المؤسسة ،تحقق من خلالها أهداف شخصية انتخابية محضة على حساب ماهو تربوي .
نجد المادة 22 من الميثاق الجماعي ،فقرة تنص على إعطاء الأولوية لقطاع التعليم ،والمساهمة الفعالة في خلق فضاء مناسب للطفل .هذه المادة الغائبة في جماعاتنا ،باعتبارها المساهم الأول في هذا الورش ، بل أصبحت هذه الجماعات تمارس عليها ،انتقادات و"ردار" عليها ،تراقب جميع تحركات العاملين فيها ،والتفرج عليها ،متجاهلة دورها في تطور الحقل التعليمي ،لأن اليد الواحة لا تصفق...
في المقابل نجد جمعيات أولياء الأمور بدورها ،تتدخل التنظيم التربوي الذي ليس من اختصاصها كذلك ،بالتمييز بين أطرها ،وفق توجهاتها ...
وإذا كانت هذه الشراكات مع المؤسسات التربوية ،هدفها القيام بأنشطة ثقافية وترفيهية ،وأنشطة تربوية وتكوينية ، التي تدخل ضمن إطار المجتمع ،ونجاح هذه المشاريع رهين بمدى تفاعل مكونات المجتمع ،مع هذه المخططات ،وتتحمل كامل المسؤولية في نجاحها وفشلها ،لكن هذا التفاعل تم إجهاضه منذ البداية ، لتكون الإنطلاقة خاطئة ،في غياب عنصر الإتصال المباشر، بدء من الإعلام المفروض أن يكون نشاطه حاضرا من خلال نشرات وبرامج هادفة ونقاشات وحوارات ..،حول التربية والرفع من مكانة العاملين في كنفها ،خدمة لمصلحة الطفل ..
متى سينخرط المجتمع جميع مكوناته ، ليساهم في التخفيف من معيقات الإصلاحات ،التي تسعى وزارة التربية ،إيجاد شركاء فاعلين ، يتحملون كافة المسؤولية ،وإعطاء الأهمية لهذا الحقل الحيوي في المجتمع ،الذي يقاس به تقدم الأمم ...؟





التوقيع

    رد مع اقتباس