عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-06, 20:42 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي وإذا المطرودة سُئلت..


وإذا المطرودة سُئلت..


ميمون أم العيد
السبت 06 أبريل 2013 - 00:47
إن أكبر دليل على أن ما يتم تدريسه في المدرسة المغربية لا يبرح جدران الفصل ولا يستفيد منه التلاميذ، ما حدث في قصبة تادلة قبل أسبوعين. إذ تم " اكتشاف " تلميذة تدرس في شعبة علمية وهي حامل، والفاعل ليس سوى زميلها. رغم أنه من المفترض أنهما درسا معا ملفا عن التوالد البشري ماداما يتابعان معا الدراسة في شعبة علمية بالباكالوريا.
عائلة التلميذين تدخلت وقامت باحتواء المشكل، وتزوج التلميذ التلميذة ومريضنا ماعندو باس. لكن الثانوية التي يدرسان بها عقدت مجلسا تأديبيا، واتخدت قرارا غريبا، يقضي بطرد التلميذة الحامل نهائيا، وهي تلميذة متفوقة. مع العفو عن التلميذ والسماح له بمتابعة دراسته، رغم أنه يمكن اعتبار زواجهما الذي تم بالتراضي وبموافقة عائلتهما مُسقطا لأي عقوبة أو تأديب محتمل.
في مدينة الوروود ، قلعة مكونة بالجنوب الشرقي، لم يتسبب تلميذ آخر في حمل زميلته، فقد اكتفى بالاستمناء داخل القسم في حصة الاجتماعيات. رغم أنني شخصيا حرت في إيجاد أي درس في مادة الاجتماعيات يمكن أن يثير مراهقا ليستمني؟ اللهم إذا كان يحتج بطريقة غير لبقة عن تاريخ مزيف يتم تدريسه للتلاميذ. التلميذ ينفي المنسوب إليه إلا أن الأساتذة يؤكدون أنه بَلّل خشب الطاولة ويملكون أدلة لذلك، فتم عقد مجلس تأديبي وطرده من الثانوية، مع منحه الحق في "اللجوء الدراسي" أي ثانوية أخرى. تدخلت العائلة ـ وهي التي لم تُعلم ولم تُستشر قبل اتخاد قرار الطرد ــ لكن بلا جدوى، وأصبح الشارع مصير هذا التلميذ.
في أولاد تايمة شجار بين تلميذين في الفصل في احدى ثانويات المدينة، دفع بالمجلس التأديبي إلى طرد أحدهما، والذي يقول المجلس إنه هدد صديقه باستعمال آلة حادة داخل المؤسسة. وفي حالة حمل مشابهة في نفس المدينة تم طرد التلميذة مع الاحتفاظ بالتلميذ.
وقبل ذلك أدى قرار طرد في حق تلميذ وتلميذة تم ضبطهما في وضع مخل بالحياء داخل الثانوية، أدى قرار طرهما من الثانوية إلى هروبهما نحو وجهة مجهولة هربا من ألسن الزملاء والعائلة والأقارب.
سُقت هذه الأمثلة الحقيقية ليس لتسليط الضوء على تجاوزات تحدث في المدرسة المغربية منذ القدم، واستفحلت مؤخرا ، وأعترف ـ كممارس ـ بأن هناك حالات ينفذ معها الصبر، لكن قرار الطرد لا يجب اللجوء إليه سوى في حالات يكون فيها التلميذ يهدد السلامة الجسدية لزملائه أو لأساتذته. لاعتبارات كثيرة: أولها أن طرد تلميذ من داخل المدرسة دليل على فشل المدرسة والأسرة في تربية هذا التلميذ وتعليمه. وطرده لا يعني انتصارا للمجلس التأديبي، إنما يعني إقرار قانوني بأن المجلس لا يملك حلا لأزمة معينة.
ثانيا: هناك شريحة كبيرة من التلاميذ خاصة المشاغبين منهم، يتمنون بدون وعي، أن يتم طردهم من المدرسة، ويبحثون فقط عن وازع لتبرير مغادرتهم للتعليم.
ثالثا المدرسة ليست ضيعة فلاحية و لا شركة تجارية لا حل لها سوى ابعاد كل عضو غير منتج، إن الأستاذ والمدير والحارس العام ما يتقاضون راتبا إلا للاصلاح والتربية والتعليم.
رابعا : حق التعليم حق دستوري مكفول للجميع، حتى السجناء والمذنبين، وما بالك بتلميذ يخطئ ويصيب، وما طرق باب المدرسة أصلا إلا ليتعلم.
أكبر معضلة تواجهها المدرسة المغربية هو غياب دور الأسرة، والتي تنصلت من دورها في متابعة التلميذ وتتبعه واقتصر دورها على إطعامه وإيوائه وإلباسه، في حين أن حضور الأسرة إلى جانب الطاقم التربوي يمكن أن يحل أزمات كثيرة ويمنع حدوث مشاكل جمة تواجهها المؤسسات التربوية كل يوم.
واستشارة هذه الأسرة والتعاون معها قبل اتخاد أي قرار يمكن أن يُعفي الادارة من اتخاد قرار "غير قانوني " كالطرد الذي تلجأ إليه المجالس التأديبية، دون الأخد بالاعتبار بأن التلميذ تلميذ. وأنه في طور التعلم، يخطئ ويصيب، وقد يأتي أفعالا غريبة وغير مستساغة. لكنه في نهاية المطاف تلميذ ما قصد المدرسة إلا ليتربى ويتعلم. ونجاح مؤسسة تربوية ما هو نجاحها في إدماج تلاميذ عنيفين، ومشاغبين، و غير مؤدبين، وإنقاذ متعثرين دراسيا وليس بطردهم. أما تلاميذ متفوقين ومؤدبين وجيدين فهم " مْقادّين " من عند الله.





التوقيع

    رد مع اقتباس