اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيدة سعد تحية لجميع الأساتذة الذين أغنواْ الموضوع بنقاشاتهم ورودهم المفيدة ، وتحية معطرة بأريج التقدير والمودة للأستاذة صانعة النهضة على حسن متابعتها للنقاش وروعة ردودها على مختلف التعليقات . إغناء للحالات التي سردتها اختي صانعة النهضة عن مخاطر إخراج التلاميذ المشاغبين ، سأسرد عليكم ما حدث لي مع تلميذ أخرجته إلى باب القسم لأتجنب ارتكاب "جناية" في حقه وفي حق نفسي .كان التلميذ في المستوى الرابع ، كبير في السن مقارنة مع رفاقه . لازلت أتذكر جيداً ذاك الصباح لم أكن أملك من الصبر مثقال ذرة يتسع فيها شغبه .ثم إن سيل "وقاحته" بلغ الزبى ..لم أتحمله حينها وفشلت في ضبط الفصل بسببه . أخرجته إلى باب القسم الذي كان يشرف على ساحة المدرسة حيث كان تلاميذ إحدى الزميلات يلعبون الكرة خلال حصة التربية البدنية .قُذفت الكرة في اتجاه سلك الكهرباء الذي كان يعبر طول سماء الساحة .فانقطع ولم يسقط إلا على بعد سنتيميترات قليلة من التلميذ إياه ...هي ثوان معدودة كادت فيها روح التلميذ تزهق وكدت ألاقي المصير الذي لن يرضي عدواً ولا حبيباً .. منذئذ أعدت التفكير في التعامل مع الحالات الشاذة المماثلة وبت أحسب ألف حساب وحساب لما قد يترتب عن تصرف غاضب مني إزاء تلاميذي المشاغبين ... حالة أخرى لن تفارق ذهني ما حييت وأعتبرها إحدى نجاحاتي في مشواري المهني ... كان من نصيبي في المستوى الرابع التلميذ عمر الذي رفض الجميع استقباله في أقسامهم لما عرف عنه من سوء تربية وقلة احترام وعنف إزاء التلاميذ والأساتذة وسلاطة وبذاءة اللسان ..كانت كل مقومات التلميذ السئ قد اجتمعت فيه ... كثرت الشكايات من طرف التلميذات والتلاميذ ضد عمر ،واستمرت نيران شغبه في الاشتعال عقب الدخول إلى الفصل طيلة الأسبوعين الأوليين وأنا أعاني الويلات كحكم وسط في مبارة شغب حامية الوسيط ... قررت بعدها وضع حل يضمن السير العادي للدراسة ويوفر جواً ملائماً للتعلم لبقية التلاميذ . انتهزت أول فرصة ألا وهي تقديم شكاية ضد عمر .أوقفت الدرس وخطبت في التلاميذ خطبة بتراء استغرب الجميع لها وانقلب حال الفصل بعدها واستقر إلى آخر السنة الدراسية . أخبرتهم بأن عمر تلميذ مسالم ، وأن جميع الشكايات المقدمة ضده ظلم وعدوان وبأني كنت أراقب الجميع طيلة الأسبوعين الماضيين .واكتشفت أن عمر لا يعتدي على أحد وإنما يرد على الاعتداءات وهذا أمر منطقي وأنا أعذره وأتفهمه !!! لم يستطع عمر رفع عينيه في وجهي وأنا أتحدث بصرامة وحزم ، وعلت وجههه حمرة الخجل ، ووضع رأسه بين يديه يخفي تعابير الإحراج الذي يحس به .أما بقية التلاميذ فقد بلعواْ ريقهم حين أقسمت وحلفت بمعاقبتهم إن هم تعرضواْ لعمر أو اعتدواْ عليه . منذئذ استقرت أوضاع الدراسة داخل فصلي ، وعم الهدوء وعادت الدراسة إلى ما ينبغي أن تكون عليه . الله على راحة ... ملاحظة : يكمن السر وراء شغب عمر وجنوحه للشغب أنه كرر المستوى الأول والثاني والثالث والرابع وهو لا يعرف كتابة اسمه !!! بحق عزيزتي سعيدة أعتبر هذا القسم من هذا الصرح الإعلامي التواصلي تبادل الخبرات والتجارب...فلا يهم من كانت تجربته غاية في النجاح ومن لم يتوفق...المهم كل المحاولات رائدة في المجال تحاول إيجاد حلول ذاتية من خلال تراكمات مهنية . تجاريبك شجاعة ...(تبارك الله عليك )عهدي بالمزاولين لمهنتهم ومتمتعين بالضمير الحي عهدي بهم أبطالا يحملون هاماتهم كل صباح لينغمسوا في معترك التربية والتعليم تاركين وراءهم الكسل والنوم والخمول...غايتهم بناء عقول أجيال الغد. فتحية إكبار وإجلال لكل رجل تعليم ...امرأة تعليم يحمل هم مهنته... وأخص بالذكر... تحية إكبار وتقدير للغالية سعيدة سعد وتجاربها ومداخلاتها... مودتي...
