2013-03-31, 17:00
|
رقم المشاركة : 10 |
إحصائية
العضو | | | رد: بين يدي سور القرآن الكريم...متجدد | هدفالسورة الإيمان بالقضاء و القدر. فهو ركن من أركان الإيمان فلما سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الإيمان قال:" أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره." يجب علينا أن نسأل أنفسنا سؤالاً هاماً، هل الله تعالى عادل أم ظالم؟ هل هو تعالى خبير عليم أم لا؟ بالطبع الإجابة أن الله تعالى عادل حكيم عليم خبير و هو الحق و الحق عكس الصدفة و العبث، فلا يصدر عنه تعالى أي عبث و كل شيء يحدث في خلقه له حكمة قد يبينها الله لنا و قد يخفيها عنا، و لكن في كل الأحوال يجب أن نؤمن بأنه تعالى لا يُظلم عنده أحد، و يجب أن تتمكن صفاته تعالى من قلبك و توقن بها. تسمية السورة سميت السورة بيونس لأنهم قوم تابوا بالرغم من كفرهم من قبل و كان العذاب سيقع عليهم بالفعل لكن الله لما أحس صدق توبتهم لم يظلمهم بما فعلوا من قبل بل لأنه تعالى لا يظلم أحد فأعطاهم الفرصة مرة أخرى و قبل توبتهم. و من بداية السورة ركزت على أن كل شيء يحدث له حكمة عند الله فحتى اختيار الرسل جاء لحكمة من الله تعالى حتى و لو لم نعرفها نحن فجاءت الآية 2 تخاطب كل من تعجب من اختيار الله تعالى لسيدنا محمد كي يكون خاتم الأنبياء " أكانللناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس"
ثم تخاطب الآيتان 3-4 كل من يتساءل عن القدر فيقول لهم تأملوا في خلق الله و تدبيره في خلقه و الكون من حولك، فمن أنشأ هذا الكون لا يمكن أن يصدر عنه العبث، بل إن من أنشأ هذا الكون هو الحكيم العادل. و جاء ذكر كلمة الحق في هذه السورة 23 مرة و هي أكثر سورة ذُكرت فيها كلمة الحق لأن الحق عكس الصدفة و العبث، و يجب هنا أن نعلم أن من يسأل الأسئلة المتعلقة بالقدر هو الغافل أو العابث فالمؤمن الحق لا يسأل مثل هذه الأسئلة بل يعمل كل ما أمر به و يثق في حكم الحكيم العادل الخبير و يثق بأن الله لا يظلم أحداً.
و تأتي الآيتان 13- 14 لتقرر حقيقة هامة و هي أن الله تعالى لا ينزل عذابه بأحد إلا بسبب ظلمهم و طغيانهم " ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا" و الآية المحورية في هذه السورة هي الآية 44 " إن الله لا يظلم الناس شيئاًولكن الناس أنفسهم يظلمون"
ثم جاءت السورة بقصة في الآية 22-23 فتذكر قصة أصحاب السفينة التي جاءتها الريح فدعوا الله فلما نجاهم إذا هم يبغون في الأرض و يظلمون، فكيف تتعجبون من قدر الله بالرغم من أفعال بعض البشر تكون اشد غرابة. و تبدأ السورة بذكر قصص لبعض الأنبياء فتذكر: * نوح عليه السلام في الآيات 71 إلى 74، لتركز على معنى التوكل على الله تعالى و أنه مهم. * موسى عليه السلام في الآيات 75 إلى 93 و هي هنا في هذه السورة تركز أيضا على معنى التوكل على الله تعالى و أهميته، لأن من يؤمن بالقضاء و القدر لابد من أن يفعل كل ما عليه و يتوكل على الله في كل أموره.
و تنتقل السورة بعد ذلك لنموذجين تعرضوا لنفس الظروف و لكن اختلفت نهايتهم: * نموذج فرعون الذي عصى، و كفر، و كذب برسول الله موسى فلما أنزل الله عليه عذابه و أحس فرعون بأنه سيغرق قال آمنت برب موسى و هارون و لكن الله رد عليه فقال "الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " و هنا لم يقبل الله توبته و أغرقه، لماذا ؟؟ لأن الله بعلمه قد عرف أنه لو نجّا فرعون لعاد أكثر عنادا و كفرا و عداوة للمؤمنين. * و أما النموذج الثاني فهو نموذج قرية يونس الذي أرسله الله تعالى لهم فدعاهم للإيمان فلم يؤمنوا و كفروا فوعدهم يونس عليه السلام بالعذاب و رحل عنهم، و بالفعل رأوا العذاب قد اقترب و لكنهم تابوا و استغفروا، و أحس الله تعالى صدق توبتهم فعفا عنهم و أرجع لهم يونس و كانوا من أكثر الناس عبادة و تقربا لله، فالله تعالى علم بعلمه الكبير أن هؤلاء تابوا توبة صادقه و علم أنه لو أعطاهم الفرصة مرة أخرى فسيكونون من أشد العباد له و بالفعل كانوا كذلك، فختموا حياتهم باختيارهم طائعين صالحين. و جاء ختام السورة في الآيات 105-106 تدعو للعبادة و التوكل الحق على الله تعالى، و التسليم بقضاء الله و قدره و اليقين بأن قدر الله لا يأتي إلا بخير. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |