عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-31, 16:54 رقم المشاركة : 9
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: بين يدي سور القرآن الكريم...متجدد


سورة التوبة



هي آخر سورة نزلت في المدينة و ذلك على تعقيباً على غزوة تبوك، بعد 22 سنة من البعثة، فهي تمثل البيان الختامي للدعوة و قد جاءت و المسلمون على أعتاب الخروج برسالة الإسلام إلى خارج الجزيرة العربية. و هي السورة الوحيدة التي لا تبدأ بالبسملة ( قال العلماء عن البسملة أنها بوابة من يقرأها يدخل تحت اسم الله تعالى)، وقال العلماء أن الله تعالى حرم منها الكفار و المنافقين، لأن السورة تتكلم عنهم. و للسورة أسماء أخرى فهي تسمى الفاضحة لأنها فضحت المنافقين و أفعالهم، و تسمى الكاشفة لأنها كشفتهم وكشفت أخطاءهم.
و تتكلم هذه السورة عن آخر غزوة للنبي صلى الله عليه و سلم، و تتكلم السورة التي قبلها و هي الأنفال عن أول غزوة للرسول صلى الله عليه و سلم، وجاءت السورتان متتاليتان ليمكن للقارئ أن يتصور المجتمع الإسلامي في بدايته و نهاية حياة النبي صلى الله عليه و سلم، و يعرف الفروق التي حدثت خلال هذه الفترة منذ بداية تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة و نهاية حياة الرسول صلى الله عليه و سلم.


سبب التسمية
بالرغم من أن السورة شديدة على الكفار و المنافقين و تخاطبهم بلهجة شديدة، و لكنها بالرغم من ذلك سميت التوبة فهي آخر ما نزل من القرآن و من ثمّ فهي تحذر الكفار و المنافقين و تتوعدهم، كما تفتح لهم باب التوبة، و تنبه الناس كلهم فهل من توبة قبل الوداع.

و هي أكثر سورة ذُكرت فيها كلمة التوبة فذُكرت فيها 17 مرة، في حين ذُكرت في سورة البقرة 13 مرة، و في آل عمران 5 مرات.


كما تخاطب السورة المنافقين و الكفار و تهددهم و تطلب منهم التوبة، فهي تخاطب أيضاً المؤمنين فمن أخطأ منهم فليتب و ليستغفر الله تعالى، و حتى الصحابة و النبي صلى الله عليه وسلم جاء في ختام السورة أن الله تعالى تاب عليهم، و السورة تتكلم عن الصفات و الأخطاء التي قد تكون في المؤمنين و تحتاج منهم إلى التوبة.


و ذُكر القتال في السورة فالتخاذل عن القتال، أو عن نصرة الإسلام ذنب يحتاج إلى توبة، و هنا ندرك أن القتال إذا ذُكر في القران كان الهدف من وراءه هدفاً ساميا، فلما ذُكر في سورة النساء كان الهدف نصرة المستضعفين في الأرض، و لما ذُكر هنا كان الهدف قتال الأعداء المصرين على عداوة الإسلام حتى يتوبوا أو يتم الأمر للإسلام.


و إذا قرأنا السورة و تأملنا ترتيب آياتها لوجدنا أنها تأتي بعدة آيات متتالية فيها التهديد والوعيد للكفار و المنافقين ثم يأتي بعدها مباشرة آيات تدعو للتوبة و تعدهم بها، بل و توضح أن من يتوب يتخذه المسلمون أخاً لهم و يعاملونه كما يتعاملون فيما بينهم، فكيف بنا إذا بمن أخطأ منا و تاب، كيف نشك في أن الله تعالى لم يقبل توبته و هو الذي يقبل التوبة من الكافر و المنافق.

في الآيه 24 ذكر الله تعالى 8 أشياء حلالا " قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم " أحب إلي المؤمن من الله و رسوله لكان فاسقاً بالرغم من أنها حلال، فما بالنا بمن يفضل أشياء حرمها الله و و يفعلها و هو يعلم أن ذلك يغضب الله تعالى؟؟


و جاءت الآية 83 شديدة و فاضحة لنماذج من الذين تخاذلوا عن الخروج مع رسول الله و رضوا بأن يتخلفوا عن نصرة الإسلام و المسلمين.





في الآية 74 دعوة لكل المنافقين و المرتدين للتوبة " فإن يتوبوا يك خيراً لهم" فجاءت بأجمل ختام لأطول سبع سور في القرآن.


و تنتقل السورة لنوع آخر من العصاة و تدعوهم للتوبة فالآية 102 تدعو المترددين " خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم"


ثم جاءت الآية 104 لتدعو الجميع مرة أخرى للتوبة " ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عنعباده"


و في الآية 112 تذكر لنا صفات المؤمنين الذين يكرمهم الله بالشهادة "التائبون العابدون الحامدون"


و جاءت الآية 117 بالتوبة على صفوة الأمة فتاب على النبي صلى الله عليه و سلم و المهاجرين و الأنصار " لقد تاب الله على النبيوالمهاجرين والأنصار"، و بعدها جاءت التوبة على الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك في الآية 118 " وعلى الثلاثة الذين خُلفوا"

و ختام السورة في الآيات 128-129 بالرحمة التي انزلها الله علينا المتمثلة في شخص رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم، فإن كان الله تعالى قد حرم الكفار من الرحمة في أول السورة و لم تبدأ بالبسملة فقد جاء ختامها مليئا بالرحمة فرسولنا صلى الله عليه و سلم رؤوف رحيم بالمسلمين حريص عليهم و يرشدهم لكل ما يرضي الله تعالى و يقربهم من جنته.






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس