المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيدة سعد
ــ التلميذ المشاغب شخص يعاني ، وعندما يشاغب فهو يعبر عن الاضطرابات النفسية التي يعيشها رغم اتسام ظواهر الشغب أحياناً بالتهريج أو التنكيت داخل الفصل قصد إثارة انتباه الزملاء .
ظاهرة شغب التلاميذ داخل الفصول الدراسية يختلف التعامل معها جملة وتفصيلاً بين المستويات التعليمية .
شغب تلميذ في المدرسة الابتدائية خاصة في المستويات الدنيا لا يقارن بتاتاً بشغب تلميذ الإعدادي أو الثانوي ، وعليه أرى أن إخراج تلميذ مشاغب من الفصل في المستويات الدنيا دليل قوي على فشل الأستاذ في ضبط جماعة قسمه وانفلات عقال تدبير الأزمات من بين أصابعه ...بيد أن الأمر مختلف في المستويات الأعلى .
مؤسساتنا التربوية لا تتوفر على تلك الاسفنجة التي تمتص نشوز التلاميذ ، وهيجانهم وجنوحهم للعنف والتخريب ، بل أكثر من ذلك لا تعتمد السياسات التربوية الوقائية المحتضنة للتلاميذ قبل يعمدوا إلى ممارسة العنف إزاء الأساتذة أو زملائهم أو ممتلكات المؤسسة . فضاءاتها لا تحتضنهم بالطريقة التي يأملونها ، ولا يجدون في جنباتها غير جدران تلفظهم إلى الخارج عقب انتهاء الحصص الدراسية أو عقب تغيب أحد الأساتذة .
الأستاذ مطالب باحترام الزمن المدرسي ولا يجهد جهداً إضافياً بعد انهاء حصصه ،التلميذ أحياناً وخاصة في مرحلة المراهقة يحتاج لشخص يستمع إليه ، يحاول تحويل الأنظار والاهتمام إليه .أحياناً أخرى لا يجد في المدرسة سوى فضاء لتجزية الوقت بدل أن ينهكه التسكع في الشوارع والطرقات .الخريطة المدرسية التي أذنبت في حق أفواج وأفواج من تلاميذنا ، والتي جعلتهم يتدحرجون من قسم إلى أعلى دون أدنى مقومات الاستمرارية في التمدرس .ما يشعرهم بالضعف وقلة الحيلة أمام كثرة المواد الدروس من جهة صعوبة استيعابها من جهة أخرى . هذه بعض الأسباب المؤدية إلى الشغب ، فكيف يستطيع أستاذ إيجاد حلول لها جميعها كي يغير من سلوكات التلميذ المشاغب ؟؟؟ إن كان من الواجب أن يهتم الأستاذ ببقية التلاميذ فمن من الواجب عليه أن يهتم بالتلميذ المطرود ؟؟؟ من يهتم برأب الصدع الذي حدث بين التلميذ والأستاذ ؟؟؟
أكيد أن في السلسة حلقة هامة مفقودة لحد الساعة في مدارسنا . هاته الحلقة هي تلك الاسفنجة الممتصة التي قد تصلح بعض ما أفسده عصر المناداة بالحقوق مع التخلي عن أداء الواجبات ...مدارسنا في حالة تسوء يوماً بعد يوم ، وتزداد فيها الهوة اتساعاً بين التربية والتعليم ، يزداد التلاميذ تمرداً على آبائهم ويعجز الآباء عن السيطرة على أبنائهم حتى أصبحوا يتجرؤون على أساتذتهم وهم متيقنون أنهم لن يحاسبواْ ... أخلاق تلاميذنا تسوء يوماً بعد يوم ولا قدر الله لنا يوماً نرفع فيه الراية البيضاء في أوجههم ...