عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-24, 23:04 رقم المشاركة : 19
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الإنسجام مع الذات:هل أنت راض عن نفسك ؟



تبدد الظلام شيئا فشيئا...عرفت أن القوة التي أحتاجها لن أجدها إلا عند القوي،فلجأت إليه في الليل...أخلو به لأرقى بروحي...حتى أقدر على إسعاف جروحي

ظروفي لم تسمح لي للقاء الدكتور الفقي رحمه الله ولا تسجيلي بأية دورة تدريبية على البرمجة العصيية ،( لا داخل المغرب ولا خارجه) ولكن إصراري جعلني أتدرب عمليا من خلال النظري...أطبق ،أمارس، أفشل مرات ،وأنجح مرة...وكل سلم نجاح ...كان يرفعني للقمة...
تواصلت مع الدكتور راشد الراشد مرارا مما زاد من شعلة رغبتي في التغيير..



علاقاتي مع الجميع...تغيرت ...من حسن إلى أحسن
وكلما كنت أرضى على ذاتي كان الآخرون يرضون عني...فهمت بعدها أن الرضى عن الذات (الرضا الداخلي ) يؤثر على الرضى الخارجي.
أصبحت حاملة إشارة التغيير والتجديد والتطوير...
أصبحت امرأة متفائلة لأقصى الحدود...حتى أن الجميع يشتكون وأنا أقول لهم "فصبر جميل""تحملوا لعل في ذلك خير" أصبر وكلي رضى على نفسي ...فهدأت أعصابي...وصرت أقبل كل وضع وكل ما يعتري حياتي...لا أتعصب على أحد ولا على رأي...أقبل الإختلاف،أحترم المختلف معي ولا أصطدم...وإن حاول أحد الإصطدام معي أستوعب غضبه وقلقه
وأهدئ من روعه...


صرت نموذجا يحتدى به في أسرتي...وعملي...بين زميلاتي وزملاء عملي...
ودائما فلسفتي في مواجهة الصعاب ...(الصبر والحكمة للخروج من المحنة)


انقلبت حياتي 180درجة...كنت كلما دخلت إلى المطبخ لأغسل الصحون وأطهو أتذمر من الروتين القاتل،وأكره عملي بالمطبخ...ولكن البرمجة العصبية برمجت عقلي على أن أعتبر المطبخ مملكتي...وأنا ملكة عليها أحكمها وأسوسها على رغبتي ووفق سياسات ذاتية...حتى قبلت هذا العمل المتعب والروتيني بكل رحابة صدر،واجتهدت في تجديد وسائل عملي بالمطبخ في حدود طاقتي ...
بدأت نظرتي للحياة تختلف...طبقت تمارين صباحية بسيطة...التأمل والجلوس على التراب في الحديقة كل صباح ...المشي بين الربيع والخضرة حافية القدمين...الإسترخاء والتمدد على الأرض ...التأمل في الأشجار والزهور التي أعدت غرسها والإهتمام بها...
ملأت فراغي بالتأمل وبناء أحلام يقظة جميلة تحمل متمنياتي التي لن أعيشها على أرض الواقع.

جددت هواياتي...صرت أنقش على الأرض وأغرس الزهور والورود والنباتات العطرية البديلة ...بدأت أدخل إلى المنتديات واقتحمت عالم غوغل ودخلته من مصراعيه لأقضي فيه أوقاتا شيقة...بدأت أبحث عن التشويق والتجديد والتغيير ...

ولعل أول شئ بدأت به طريق تغييري...الإهتمام بشكلي ومظهري...بدأت ممارسة المشي كل صباح باكر مع شرب الماء، اهتممت بجمالي وأناقتي وأنوثتي التي تناسيتها زمن الكدر والسقوط ،ونظرا لمدخولي الذي لا يؤهلني لاقتحام عالم الموضة وتغيير الملابس وتجديدها...تعلمت فنون الخياطة والتطريز...ولكي أجمل بيتي الذي هو مملكتي...تعلمت فن الرسم على الزجاج والخزف والسيرميك ...وصنعت أشياء رائعة عبرت عن رقي ذوقي ورقة أحاسيسي...


اليوم وبعد عشرين سنة من هذه التجربة القاسية والتي نفذت منها بأعجوبة ...أجدن نفسي شخصا مختلفا تماما عن السابق
أجدني إنسانة واثقة من نفسي ،قوية في تصرفاتي وأفكاري وثقافتي وهواياتي وعبادتي وعملي ... يعجبني التحدى وأتهيأ له لأفوز في النهاية ...هذه أنا اليوم (والعياذ بالله من قول أنا)

صبورة حكيمة في تدبير الأمور واتخاذ القرار...مسؤولة عن قراراتي...ناجحة ومتميزة ...لست أنانية ولكنني نرجسية أحب التميز عن الجميع في كل شئ ...لا أسمح في حقي ولا أسمح لأحد أن يهينني...ولكنني بقدر قوتي وثقتي بقدر رقة مشاعري التي ما زلت أحافظ على جمال شجونها وحنانها ودفئها...
راضية عن ذاتي وقدراتي وعطائي. ونجاحاتي...والحمد لله.



بالنسبة لعلاقتي بربي...هي الصلة القوية التي أوصلتني لكل هذا النجاح الذي أعيشه اليوم...لولا رحمة ربي ولولا أن هيأ لي من أمري رشدا ...لضعت
ولكنها الرحمة الإلهية ...لكنني أبدا لا أصل للرضى عن ذاتي في علاقتي به سبحانه وتعالى
عندما أرى من لا يملك حاسة من الحواس ...ألوم نفسي...كيف أعطاني ربي ومتعني بكل النعم وأنا ما أزال أخطئ بالليل والنهار؟؟؟ولكنني أعرف أن الإنسان خلق ضعيفا ليخطئ ويتوب،وأنه ليس ملكا خلق للطاعة بلا عصيان.


لا أجلد ذاتي ...ولكنني أخشى أن يعاتبني ربي على زلاتي...

وتبقى هذه نقطة ضعفي ...وسبحان الله هي التي تجعلني أتذلل ولا أتجبر
ودائما أقول "أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم"
غاليتي...ربما أطلت الحديث عن نفسي...ولكنها قصة واقعية لإنسانة تغيرت معالم شخصيتها 180 درجة
أسأل الله أن يجعل ما مر بي من كرب وحزن في ميزان حسناتي
مودتي...











التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس