عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-23, 13:33 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c5 أين إنسانيتنا مع :"مما أفريكا"؟


أين إنسانيتنا مع :"مما أفريكا"؟




أتصور أن العنوان أعلاه، هو من بين العناوين الجميلة التي حملتها بعض التجارب الموسيقية المحلية الرائعة في الأيام الخوالي، حيث كانت أغانيها تتضمن شحنة قوية من التضامن مع الأم المظلومة إفريقيا، وتعبر عن تعاطف والتزام كبيرين بالقضايا الإفريقية، لقد “نيلسون مانديلا” يومئذ رمزا ونجما حقيقيا، يتردد اسمه في مختلف التظاهرات السياسية والثقافية والفنية والنضالية بشكل عام.. أما اليوم فيبدو أن الأمور تغيرت كثيرا إلى درجة أصبحنا فيها أقل إنسانية، وأكثر انطواء على الذات ربما من حيث لا ندري..


يعود سبب نزول هذه المقدمة إلى ما بتنا نشهده من أحداث مرتبطة بما يسمى بـ”المهاجرين السريين غير الشرعيين المنحدرين من دول جنوب الصحراء”، فقد حدث لغط كبير حول السبب الحقيقي الذي أودى بغرق قارب كان يقل مهاجرين أفارقة غير شرعيين بعرض مضيق جبل طارق.. ونحن هنا لا نريد أن نجادل في الأسباب لأن المعلومات تعوزنا كثيرا في هذا المجال، والمسؤولية في ذلك تقع على الجهات التي لا تزال تعتقد أن مثل هذه الأمور تدخل في باب “أسرار الدولة”، وإنما نريد أن نضع موضع تساؤل بعض مواقف مجتمعنا المدني، الذي يبدو أنه غير معني تقريبا بما يجري، صحيح أننا ضد التهجير السري بمختلف أشكاله المافيوزية، وقبل ذلك فالهجرة السرية فعل يعاقب عليه القانون، وبالتالي فنحن نعي جيدا الخطورة التي يمكن أن يجلبها هؤلاء المهاجرون السريون الأفارقة للمغرب.. لكن ذلك كله، لا يمكن بأية حال أن يحولنا إلى قلوب جافة وضمائر مخشبة، حتى لا تقشعر أبداننا أمام توابيت الموتى بصفوف هؤلاء الضحايا الأبرياء وعابري السبيل الذين دفعتهم ظروف الحياة القاسية إلى المغامرة بأرواحهم بحثا عن كسرة خبز يسدون بها رمقهم، أليسوا بشرا مثلنا ؟؟ كيف يعقل أن مجتمعنا المدني لا يحرك ساكنا ولا يقدم أي خدمة إنسانية لهؤلاء السود ؟؟ هل فقط لأنهم كذلك فهم لا يلزموننا بشيء ؟؟ هل يحتاج مجتمعنا المدني دائما إلى قضايا تتعلق بأفراد من عائلته كي يقيم الدنيا ولا يقعدها ؟؟ نحن هنا لا نطالب بالقيامة، بل نطالب بما يفرضه علينا الواجب الإنساني في هذا الإطار، خاصة وأننا نعلم بأن هؤلاء الأفارقة الذين يتم إلقاء القبض عليهم على مستوى المنطقة، لا يحظون بأي دعم مادي أو معنوي (إنساني بطبيعة الحال)، ألا يستحق منا هؤلاء البشر أن نمدهم بقارورات ماء أو حليب يروون به عطش الحياة الأعمى، أو خبزا حافيا يسكتون به غرغرة أمعائهم ومعداتهم الفارغة، أو حتى أغطية وبطانيات يلحفون بها أجسادهم المنهكة والمرتجفة من برودة البحر القاسية ؟؟ هل نملك اليوم الجرأة للقول بأن أفعالنا أمست، في كثير من الأحيان، تكتسي مضمونا عنصريا من حيث لا ندري ولا نشعر ؟؟ هل سبق لأحد منا أن شاهد روبورطاجا تلفزيا عن هؤلاء المهاجرين السريين يقادون إلى الملاجئ، ولا يجد بجانبهم أفرادا من الصليب الأحمر الدولي وباقي المنظمات الحقوقية الدولية الأخرى… فأين هو هلالنا الأحمر ؟؟ وأين هي الجمعيات والمنظمات الحقوقية التي تدافع عن حقوق الإنسان ؟؟ وأين… وأين…؟؟؟
لا شك أن ثمة خللا ما ينبغي لفت الانتباه إليه فيما يخص هذا الأمر.. إن القضايا التي تحدث فوق أرضنا وفي عرض بحرنا هي قضايانا بالضرورة، ومثلما ترتفع صرخات حناجرنا في أمور ربما أقل أهمية، يجب أن نبرهن أيضا ــ كمجتمع مدني ــ أننا قادرون على تجسيد قيم النضال الحقوقي بمعناه الإنساني الواسع، وهو المعنى الذي علمنا ضرورة عدم التمييز بين القريب والبعيد، بين الحبيب والغريب، بين الأبيض والأسود، بين الغني والفقير….






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس