عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-16, 18:49 رقم المشاركة : 1
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

b8 حفر سكنتنا و سكنّاها .






يوسف بوغنيمي


استوقفتني لافتة عملاقة بأحد أهم الشوارع الرئيسة بالمدينة من اخراج لجماعة الحضرية لأسفي وقد كتب عليها بالخط العريض :

"آسفي مدينة السمك والخزف والشواطئ الطبيعية حاضرة المحيط "

ملصق إشهاري أثار حفيظتي واستفزتني إلى حد ما عباراته مما دفعني لاقتراح عناوين بديلة قد تكون أكثر تعبيرا واقرب منها إلى واقع الحال على غرار :

آسفي مدينة الحفر والحفر الطبيعية والبشرية ...أو أسفي عاصمة الحفر بامتياز أو آسفي حاضرة الحفر .

الأحرى بجماعتنا ومعها مهندسو هاته اللوحة الفنية ان يقربونا من الواقع الذي نعيشه مع حفر تسكننا ونسكنها ولنا معها حكايات غريبة وعجيبة .

تلك هي مدينتي أسفي لايكاد يخلو شارع من شوارعها و زقاق من أزقتها من حفر مختلفة الإحجام والأشكال والألوان ,بحسب الطول والعرض .

جولة بسيطة بشوارع مدينتي الراقية منها والشعبية تجيب كل جاحد ,حتى أن شوارع قد يتم تبليطها لتجدها في اليوم الموالي قد تم تهشيم أوصالها والعذر أشغال لم يكتب لها يوما أن تنتهي ,عجيب حال مدينتي حاضرة المحيط .

طالما سمعت أمثالا شعبية تخلد للحفر وتحتفي بها من قبيل المثل الشعبي العامي "لي حفر شي حفرة يطيح فيها "لكنني لم استسغ الفكرة يوما, حتى وجدتني أقف على حقيقة هاته الحفر التي تنتقي أصحابها بإمعان ,وتتربص بذلك المواطن البسيط,لتوقع به في اقرب فرصة ,إن كان راجلا أو راكبا سواء كانت مطيته سيارة خاصة او اجرة او حافلة فنصيبه ان ينطح سماء دابته الحديدية ويلمس إطارها العلوي ليس الا اما ان كان ماشيا فنصيبها اختيار عثرة من العثراث طائرا أو سابحا .

حفر حقيقة ألفناها وعز علينا فراقها ,حفر أضحت تسكننا ونسكنها ,وأصبحت بالكاد تعرفنا ونعرفها لكل منها مسمياتها ,بأسماء مستمدة من اقرب ادراة او مؤسسة عامة او خاصة, هذه الحفر التي بلغ تعلقنا بها درجات خيالية ,حتى أنها لم تعد تطفو على سطح شوارعنا ,بل بلغت درجة تعلقها بنا وتعلقنا بها, ان تسلقت جدران أهم معالم مدينتي "قصر البحر" للتربع على جداره ,ثم اعتلت أسطح بيوتنا بالمدينة العتيقة فارتاحت من ضجيج السيارات وضوضاء الشاحنات ,حتى اذا بلغت درجة من العشق والهيام ولحظة روحانية سقطت على رؤوسنا وأطبقت على أجسادنا في مشهد درامي طالما تكرر اذ تعجز عن تصويره ومحاكاته اعتي مسارح العالم إبداعا وإلهاما.

حفر أصبحت تعيش بين ظهرانينا وعز علينا فراقها حتى انه مؤخرا ازدانت احد شوارع مدينتي بحفرة تؤرخ لمجد مدينتي ,احتفلنا بها جميعا وجعلناها مزارا نحج إليه ومعنا العالم وشاهدناها على التلفاز وسمعنا عنها في الميديا وخشينا أن تبلغ درجة من الغرور والشهرة وتفارقنا بعد أن ألفناها وعشقناها.





التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
    رد مع اقتباس