الإستعمار الفرنسي حرم المغاربة من متابعة البحث العلمي قال الباحث التربوي، رشيد جرموني، إن الاستعمار الفرنسي أصاب العقل المغربي بإعاقات كثيرة ومتعددة كعدم القدرة على مسايرة وثيرة البحث العلمي الذي ينتج الآن باللغة الإنجليزية، مادام ما ينشر بها يوازي تقريبا 85℅ من مجموع الإنتاجات الفكرية والعلمية، وهو ما يجعل المغاربة يحرمون من الاطلاع عليها نظرا لضعف ملكاتهم اللغوية الإنجليزية. واستطرد الدكتور في حديثه لهسبريس حول موضوع "ماذا لو استعمرت بريطانيا المغرب بدلا من فرنسا؟"، بأن هناك دولا تفطنت لهذا الانقلاب اللغوي، واستبدلت لغاتها الثانية الأجنبية باللغة الإنجليزية، حتى تساير الركب وتنخرط في مجتمعات المعرفة والعلم، كماليزيا أو سنغافورة أو تايوان التي طورت اقتصادياتها بالاعتماد على هذه الإستراتيجية، بل وكذلك حتى بعض الدول المستعمرة سابقا من طرف فرنسا كتونس، التي اعتمدها نظامها التعليمي الانجليزية في زمن المخلوع بن علي وأثمر ذلك تطورا في مخرجات التعليم في هذا البلد. وأضاف إن التبعية الاستعمارية التي يعاني منها المغرب لصالح فرنسا، عملت على تشكيل نخب تابعة لها متشبعة بفكرها ولغتها، هي من سيطرت على دواليب الحكم في قطاعات حيوية كالتعليم والإدارة والاقتصاد والإعلام، مستشهدا بقولة للمفكر عبد الإله بلقزيز عندما قال "كان هم فرنسا إنجاز جراحة ثقافية ولغوية تكرس مبدأ التبعية والاستحمار والإذلال والذيلية". وقد أكد جرموني على أن الاستعمار الفرنسي جني علينا أكثر من مرة، سواء خلال مرحلة الاستعمار عندما "نهب ثرواتنا وخيراتنا وطاقتنا البشرية، وعطل مسيرة التنمية، وأحدث اختلالات عميقة في نسيجنا المجتمع بتكريس الازدواجية في كل شيء في السلوك والقيم والأخلاق، وسواء بعد الاستقلال عندما ترك لنا أزلامه ومتعاونيه المعروفين بالطابور الخامس، الذين عملوا على الحفاظ على مصالح فرنسا في بلدنا" يقول الخبير في علوم التربية.