عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-01-13, 18:50 رقم المشاركة : 1
مريم الوادي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مريم الوادي

 

إحصائية العضو







مريم الوادي غير متواجد حالياً


وسام المراقبة المتميزة

b7 خيانة تعرضت للسرقة هي الأخرى


خيانة
*********


الليلة وعلى غير عادته تأخر كثيرا، تجاوزت الساعة الثالثة صباحا ،ولم يعد بعد، وجبة العشاء بردت بانتظاره ،ودواخلها انكمشت وهي تبدد المخاوف وتصارع الأفكار خوفا عليه.
هاتفه النقال مقفل، وهاتف العيادة يرن يرن ،ولا مجيب..
اتكأت على الأريكة تحضن قلبها المرتجف كالعصفور:حادثة ؟أم مريض في حالة طارئة ،؟أم عطل في السيارة..؟
وبينما تقلب الأفكار بين ضلوعها، سمعت صوت مفاتيحة على الباب، هرعت كقطة مذعورة ،وقبل أن يكمل دورة االمفتاح، وجدها أمامه بعينين محمرتين ،ووجه شاحب وقدمين حافيتين ..
أمسكت عنه الحقيبة ،وسألته في فزع :خير إن شاء الله ،ما الأمر؟
لم ينظر إليها ،بل لايستطيع النظر إليها ،كأن جدارا يفصل بينه وبينها..
تابع سيره نحو الأريكة ،وانخنى يفك خيوط حذائه ،بينما سؤالها معلق ينتظر ..
جثت على ركبتيها :أنا أفكها عنك،مابك لا تجيب على سؤالي ،هل أصابك مكروه؟
أسند ظهره إلى الأريكة ،وأخرج تنهيدة عميقة من صدره المنتفخ:لا ،لا شيء مقلق ،لقد تعطلت السيارة وأنا في طريق العودة ،لم أجد ميكانيكيا قريبا ،فاتصلت بأحمد ،وانتظرت قرابة الساعتين إلى حين أحضره بسيارته ،ومن تم وأنا في الخلاء ،لقد جمد البرد مفاصلي ، وفقدت أعصابي،لابد من تغيير تلك السيارة اللعينة.
خلعت جواربه بلطف وهي تقول:لابأس لا بأس ،خير إن شاء الله ،في كل مايصيبنا خير ،المهم أنك بصحتك وعافيتك .. سآتيك بماء ساخن ..
تأملها وهي تمشي أمامه ،واختنقت الكلمات في صدره ،لم يعد المكان يحمله ،لم تعد ثيابه تسعه:كيف ارتميت في أحضان أخرى؟كيف خنتها ؟كيف حدث ذلك؟لايمكن لا يمكن؟
إنها تهبني من كل حبها، ووقتها، وحنانها ،وعطفها ،تسهر على كل صغيرة وكبيرة تخصني ،تحيطني برعايتها كطفل صغير ،حتى ملابسي الداخلية تكويها وتقول :كي تتدفأ جيدا.
ماالفرق بينهما؟
لماذا انجرفت إلى هناك، وارتميت كمحروم بين ذراعيها؟ألأنها متحررة؟ألأنها تلبس ما يثيرني، ويحرك غرائزي كلها ؟ ألأنها تكثر من أحمر الشفاه ،فتشعل الحرائق بابتسامتها؟أم لأنها تلازمني طوال اليوم ،والألفة جعلتني أعشقها؟؟
سمع صوت قدميها الحافيتين ،وهما تسرعان الخطو تجاهه:
هاقد أحضرت الماء الدافئ المملح لحبيبي، هيا ارفع قدميك سأطوي سروالك كي لا يتبلل .
حملت بحنو رجله اليمنى ،وقبل أن تضعها في الإناء رشت بعض الماء على ظهر قدمه ،لتجس حرارته: جيد ؟أليس ساخنا جدا؟
أجاب كالمصعوق :لا لا ، إنه جيد أريده كذلك.
ثم سحبت رجله اليسرى وأدخلتها الإناء ،وجلست تدلك قدميه وتدس أصابعها الرقيقة بين أصابعه، وتضغط برفق عليها ،تفرك أظافره الخشنة ،ثم تذهب إلى كاحليه تدعكها ،وتضغط ، ثم تضغط وتسأل ؟:هل اولمك؟هل تحس ببعض الراحة الآن؟
لم يسمع سؤالها الخافت ،لأن الأصوات ارتفعت بداخله،
ضجيج ،وصخب ،وطنين، صوت الضمير أقوى من كل الأصوات .
تأمل خصلات شعرها المتدلية من تحت منديل رأسها :خصلات حريرية ناعمة ،تأمل شفتيها الصغيرتين :توت آدمي ،وعيناها :حياء ووجمال ، وجنتاها : حمرة ربانية ،وشعيرات دقيقة ،خوخة هنا وأخرى هناك، يداها البضتان اللتان لم تلمسا إلاه ،وقدها الصغير الممشوق..
إنها أنثى ،أنثى بكل تفاصيلها ،فمالذي ينقصها؟
ماالذي ينقصني؟
رفع يديها من إناء الماء ،وقبلهما بحنو
قائلا: هيا اجلسي بقربي..
ثم همس بشفتيه في أذنها :لماذا لا تعتنين قليلا بهذا الجمال الهادئ ،وتجعلينه مثيرا وجذابا ؟طبع عهد التوبة على جبينها
ونام في مكانه..



الحرية



مريم الوادي





آخر تعديل مريم الوادي يوم 2011-04-18 في 22:11.
    رد مع اقتباس