شكرا أخت نورة على تفضلك طرح هذا التساؤل الذي يحمل في طياته غموضا لأن الكرامة قيمة إنسانية كما تعرفها جميع الدساتير فهي قيمة تولد مع تشكل الإنسان و يجب الفصل بينها و بين مفاهيم أخرى كالشرف و العزة و الكبرياء و الشهرة .
فكرامة الإنسان هي أمر لا يمس به و احترامها وحمايتها هي واجب كل سلطات الدولة.
ثبت دولة القانون الكرامة في دستورها، لتمر القوانين من تحت سقفها فتبقى أسمى من أن يعلو عليها شيء . من هذا المنطلق تحمي القوانين كرامة الإنسان دون أي مقابل, فالكرامة حق طبيعي وقيمة مجردة تولد مع تشكل الإنسان وتبقى معه حتى موته. لاعلاقة للكرامة إذا بما يقدمه الإنسان أو بحالة الإنسان, وتنفصل أيضا عن الاعتقاد بارتباط الكرامة بالأعمال ونوعها, فالكرامة لا تُمنح ولا تصير من خلال الأعمال أو الحالة .
أما بالنسبة للقلب فهناك آيات كثيرة في الذكر الحكيم تتحدث عنه قال تعالى ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) و قال تعالى في سورة الحج ( فّإنَّهّا لا تّعًمّى الأّبًصّارٍ ولّكٌن تّعًمّى القٍلٍوبٍ التٌي فٌي الصٍَدٍورٌ) فالقلوب هي التي يكون بها العقل ويكون بها الفهم ويكون بها التدبير كما قال الله ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها).
والخلاصة كي لا أطيل أكثر ليس بإمكان المرء أن يعيش بدون كرامة فهي قيمة تجعله إنسانا أو بدون قلب فسيكون غير عاقل أي ليس إنسانا.