عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-01, 07:37 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b3 كفانا شعارات...أَنقِذُوا "الزّانياَت"



أَنقِذُوا "الزّانياَت"


طارق بنهدا
الثلاثاء 26 فبراير 2013 -



شكل الفيديو المؤثر للداعية البحريني حسن الحسيني، الذي تابعه أزيد من مليونَي مشاهد، مفاجأة كبرى للمتتبعين خاصة الأشقاء التونسيين، حين اقتحم حياً للدعارة كان ينعت قديما بأهم القلاع الإسلامية بسوسة.. الداعية الإسلامي وجد في استقباله رجالا لم يكلفوا أنفسهم عناء تبرير سلوكات نساء يمتهنّ الدعارة باحتراف، وهُنّ اللواتي اعترفن بجرم ما يقترفن وأعلنّ صرخة صادمة عنوانها: "أنقذونا".

صَرْخَة..
"الآن سنخرج إن تم توفير العمل والدار"، "أنقذنا يا شيح عاوني يعاونك ربي"، "أنقذنا وأخرجنا.. عملو لينا مساكن"، "نخاف نموت.. وكيف نقابل ربنا.."، "يا الله لم أجد أحدا ينقذني ويعطيني"، "يا رب أهلك الرؤساء الذين يشاهدوننا ولم يفعلوا شيئا"..

هي تلك صرخات الإغاثة وآهات الندم والحيرة، عبرت عن حال تلك النسوة اللاتي وجدن أنفسهن مجبرات على الامتهان في كرامتهن وشرفهن وتحولن معها إلى "مراحيض" لتفريغ شهوات الرجال مقابل الحصول على دراهم.
حَلّ عَمَلي..

نعم، استغاثت تلك النساء "الزانيات" بـ"الشيخ" لإنقاذهن من براثن مهنة الدعارة، واعترفت بأن البطالة وقلة الحيلة دفعنهُنّ إلى الفاحشة، وطالبن معها الحكومة المنتخبة من الشعب بالتدخل لجرهن خارج مستنقع خبيث وإيجاد فرص للعمل.. الشيخ لم يتمالك نفسه واستسلم للدموع وأعلن عن بداية حملة واسعة سماها "مشروع الأسر المتعففة لإنقاذها من الضياع والفساد" والذي يرتكز على إيجاد سكن وعمل مناسب لبائعات الهوى وإنهاء الدعارة المرخصة وتحويل ماخور (دار) الدعارة إلى دار للقرآن الكريم.

الداعية البحريني قدم دليلا على أن جزءً من الإسلاميين لا يشكلون ظاهرة كلامية يتقنون فن الكلام والإنتقاد، وإنما أعطى نموذجا للداعية و"الشيخ" المبادر الذي يتبنى في منهجه مقاربة عملية لحل ظاهرة تنخر جسد المجتمع وتهدد سلامته الأخلاقية كما الصحية.
"باراكا" من الشّفَوي

غير بعيد من تونس، لا نختلف في كون ظاهرة بائعات الهوى والجسد باتت منتشرة في شوارع المملكة والطرقات وعلى أبواب الكازينوهات وأمام بعض المقاهي الفاخرة والشعبية والمطاعم المشهورة، حتى أنك إذا خرجت في جولة ليلية مترجلا أو بسيارتك في بعض الشوارع المعلومة مشيرا بعينك إلى إحداهن.. لسارعت إليك من دون تردد مقدمة إليك عرضا خاصا في "إمتاعك" مقابل دراهم معدودة.. إنه الواقع المرّ الذي نتآمر عن غير قصد في السكوت عنه.

لم يعد يكفينا في هذا الوقت انتقاد ظواهر سلبية تُكبّل المجتمع بالشعارات والمواقف الجوفاء وقلب الطاولات والاحتجاج في الوقفات وإعطاء التصريحات الصحفية التي تنبني على الإثارة والصخب الإعلامي، ولم يعد يجدي نفعا الإغراق في الكلام وترك العمل والفعل في المقابل، ولا حتى الخطاب الديني المتشدد الداعي إلى استعمال الحدود الشرعية في حق المخالفين لشرع الله الذي جاء رحمة للعالمين وليس لقطع رؤوس العصاة والمذنبين.

في هذا الوطن للأسف، ولأننا دولة لا زالت تعيش على مخلفات التقهقر الحضاري، نحتفي ونستمتع كثيرا بكثرة التفلسف والكلام، ولا نعطي للمبادرة والفعل مساحة من الأهمية، حتى بات يستهوينا الحديث في البرامج التلفزية والأيام الدراسية والندوات العلمية دون أن نخرج بنتيجة عملية.. وهي اللغة التي يتقنها المسؤولون الحكوميون عندنا بالأنشودة الوطنية التي ألفنا سماعها: "سوف نفعل في أفق.." و"التنزيل السليم للدستور في إطار مقاربة تشاركية.." و"هناك تماسيح وعفاريت وضفادع..".
إلَى العَمَل..
إن حل مشاكلنا التي تهدد سلامة المجتمع، كالدعارة وما تخلفها من أمراض أخلاقية واجتماعية وصحية، يكفيها فكرة ومشروع ثم تمويل مستحَقّ، في مقابل ما يتم نهبه من اختلاس للأموال والتهرب من الضرائب والإنفاق المستهتر على مهرجانات ومشاريع تخرب أكثر مما تبني، في حين يلزم أصحاب القرار إرادة صادقة لحل تلك المشاكل وإفساح المجال لأصحاب الخير والمتبرعين لصرف أموالهم فيما ينفع العباد والبلاد، عوض التضييق عليهم واتهامهم بدعم خلايا "إرهابية".
وهي دعوة لأصحاب الأموال الوفيرة للاستثمار في مشاريع خيرية تعطي نتاجها في دارَي الفناء والبقاء، أو كما قال الحسيني "نريد أموالكم لتصرف في مشاريع خيرية تنقذ النساء من الحرام"..
فِكرَة..
بعد مشاهدتي لذلك الفيديو المؤثر، واستحضارا للواقع الذي نعيش في وطننا الذي نغار عليه، نذرت مع نفسي أن أجعل مقالاتي على هذا المنبر خالصة للحديث عن أفكار عملية بعيدا عن "الشفوي" والنقد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وستمر معنا محطات لإعلان مبادرات ملموسة وواقعية لحل بعض ما نعيشه من مشاكل.. مبادرات ليس من الضرورة أن نكون طرفا فيها، بقدر ما يمكن أن تشكل مصدر إلهام لآخرين وتحفيزا لذوي القلوب والجيوب من أجل "العمل وترك الأثر"..

منقول للفائدة
صانعة النهضة:
لقد استوقفي الموضوع كثيرا،بالفعل كفانا شعارات جوفاء لا يتبعها إلا الكلام المجرد والمنمق،حان الوقت للعمل... في كل المجالات المحتاجة للتغيير ،فمن يشارني الرأي؟






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس