عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-02-17, 21:01 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي الهندام في الوسط المدرسي: بين التنظير وأجرأة القوانين


الهندام في الوسط المدرسي: بين التنظير وأجرأة القوانين




يكتسي الهندام أوالشكل المادي الخارجي للفرد داخل كل المجتمعات أهمية قصوى، بحيث يوحي إلى مجموعة من الإيحاءات المجتمعية، التي تواضع عليها أفراد كل مجتمع. ففي المجتمع المغربي مثلا نجد الهندام أو الصورة المادية التي يظهر بها الإنسان أو المظهر الخارجي، مؤشرا دالا على
الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد، وذلك تحت سيطرة عناصر المادة على الروح. لدرجة أن النصابين والمحتالين يتخذون مظاهرهم الخارجية وملبسهم مطية للوصول إلى أهدافهم، ويستعملونها طعما للوقوع بفرائسهم.
وإذا ما تناولنا مفهوم الهندام في الحياة الإنسانية، فإننا نجد أهميته تطرح بحدة في تقويم أداء الموظف في مهنته أو المتعلم في مدرسته، لكن الإشكال المطروح، والذي أود أن أثيره للنقاش وإعادة النظر فيه هو: ما هي المعايير تقويم الهندام سواء للموظف أو التلميذ؟
صحيح أن لكل شعوب العالم عادات وتقاليد وقيم تواضعوا على قبولها لبناء حضاراتهم. لكن معايير الهندام تختلف من شعب إلى آخر وبين جيل وآخر باختلاف مرجعياته الإثنية ومشاربه الثقافية والأخلاقية. فما هو مقبول وعادي لدي شعب قد يكون إخلالا بالآداب العامة والحياء لدى شعب آخر. ففي المغرب مثلا خصص المشرِّع للحديث عن الآداب العامة والحياء أبوابا وفصولا من القانون الجنائي، تنطوي على لبس في تحديد المفهوم القانوني المنصوص عليه في الفصول 483 إلى 496 من القانون الجنائي، كالإجابة عن سؤال: ما معنى الآداب والأخلاق العامة؟ وهل استعمال تعابير لغوية قد لا يستسيغها البعض تدخل ضمن الإخلال بالآداب العامة والحياء أم أنه لا بد من وجود دلائل مادية على ذلك كمظاهر العري إلى آخره؟
ففي نظم تقويم أداء الموظف في الوظيفة العمومية، نجد أن شبكات التنقيط تخصص نقاطا لهندام الموظف، رغم غياب معايير نوعية لتحديد المفهوم. فداخل المجتمع المغربي نفسه تختلف نظرة أفراده إلى الهندام أو الزي الذي يستعملونه؟ فما هي معايير الهندام المقبول؟ وما الهندام غير المقبول؟ وبين كل سؤال وسؤال تضيع الحقيقة ويلتبس المفهوم، فما كان مقبولا من قبل في مرحلة زمنية من تاريخ الشعب المغربي لم يعد مقبولا الآن أو العكس. والسبب كما يوضحه الدكتور الخمار العلمي في كتابه ( أسس التربية ـ ص 33 ) بقوله" فحين يتعلم الإنسان كيف يتصرف أخلاقيا يتعلم في نفس الوقت قيادة نفسه تباعا لمبادئ ثابتة متعالية عن رغباته وإيحاءاته العارضة، أي يعمل تباعا لما هو واجب لا لما هو رغبات مجرد رغبات " مشيرا في ذات الوقت إلى أن ما يميز روح الانضباط كونه غير ثابت، بل هو متغير بتغير طبيعة الإنسان ذاتها وباختلاف الأزمنة. ويرى مؤسس المدرسة السوسيولوجية الفرنسية إميل دوركايم (1885ـ1917) أن القول بأن الشعوب البدائية لم تكن لها أخلاق هو خطأ تاريخي. لأنه لا يوجد شعب بلا أخلاق، كل ما هنالك ان أخلاقنا تختلف عن أخلاق تلك الشعوب. ولنأخذ نموذجا من الحقل التربوي، باعتبار المدرسة فضاء من أفضية التنشئة الاجتماعية، ففي الوسط المدرسي نجد القوانين المنظمة للحياة المدرسية، بما فيها القوانين الداخلية للمؤسسات التعليمية، تخصصا مواد وبنود للحديث عن الهندام. لكن الفاعلين التربويين يواجهون صعوبات جمة داخل أسوار المدارس والثانويات في قبول أو استحسان هندام تلميذ دون آخر للبس المعايير والمؤشرات الدالة على عتبة القبول من الرفض. فهل القبعة الرياضية ـ مثلا ـ والسروال القصير والحذاء ذو الكعب العالي ونوع الحلاقة والسراويل الفضفاضة وكثير هذه المظاهر تدخل في خانة الإخلال بالهندام المقبول؟؟؟
لذا يتوجب على الساهرين على فعل التربية إعادة النظر في المفاهيم المرنة والهلامية، وذلك لارتباطها بالقوانين المنظمة للحياة المدرسية وكيفية أجراتها، علما أن الهيئة الإدارية والتربوية تتدخل لمنع تلاميذ من ولوج الفصول الدراسية تطبيقا بنود القوانين الداخلية للمؤسسات التربوية. ونفس الشيء يطرح حول معايير تقويم أداء الموظف، خصوصا ما يتعلق بشق الهندام، فعن أي معايير لهندام الموظف يتحدث المشرع المغربي، آخذين بعين الاعتبار الاختلافات الجوهرية التي عرضت لها في التحليل: اختلاف المشارب التي الإثنية والثقافية والأيديولوجية التي يمتح منها كل إنسان موظفا كان أم طفلا متمدرسا؟
عمر الحسني ـ نيابة تنغير






التوقيع

    رد مع اقتباس