عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-02-07, 17:05 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b3 عندما تصبح البلادة متعة!


عندما تصبح البلادة متعة





من النعم الكبرى التي يحلم بها الإنسان في هذه الأيام الرغبة في الشعور «بالتبلد» الدائم! هذا الحلم الجميل يعني أن يكون جلدك سميكا مثل جلد الفيل «التنزاني» لا تؤثر فيك المصائب، ولا يتسلل إليك الشعور بالاكتئاب، ولا تصاب بأي ردود فعل تجاه ما تقرأه في الصحف أو تشاهده في نشرات الأخبار.

الشعور باللاشيء في زمن الهستيريا والجنون والصوت العالي والتطاحن في برامج الإنترنت والثأر والثأر المضاد على مواقع «تويتر» و«فيس بوك»، هو الإنقاذ وطوق النجاة الذي يساعدك على الخروج من دورات الاكتئاب.


. لذلك كله بات الناس يفضلون هذه الأيام أن يصابوا بداء «التبلد»، بحيث لا يهزهم خبر منشور في جريدة، ولا تدمع أعينهم عند مشاهدة نشرة الأخبار، ولا يرتفع معدل السكر في الدم عندهم حينما يتابعون الأحداث السياسية لبلدانهم والعالم من حولهم، ولا يننفعلون لأي سبب قد يؤلمهم ...



«المتبلدون» سعداء لأن الله منحهم «سترة مضادة للمشاعر» لا ينفذ منها غضب أو حزن أو حسرة على أوضاع الأمة العربية. حينما تكون متبلدا لا يزعجك أي خبر ولا يؤرق نومك أي مشهد من مجزرة في سوريا أو فلسطين المحتلة، ولا يحترق دمك بسبب ظاهرة الإخوة الأعداء في لبنان أو مصر أو فلسطين. حينما تكون متبلدا لا تغضب للهزائم المتكررة للفريق القومي لكرة القدم، ولا تصاب بأي حزن جراء سوء الأداء السياسي المتكرر للجامعة العربية تجاه قضايا الأمة وأزماتها الملحة.


التبلد يجعلك لا تستهوي حالة الفوارق المذهلة بين الفقراء والأغنياء، ولا يؤثر فيك أن أكثر من ثلث العرب يعيشون تحت معدل عتبة الفقر، ولن يغضبك أن منطقة الشرق الأوسط أكثر من ينفق على التسلح على الرغم من عدم وجود حروب!


المتبلدون هؤلاء السعداء لأنهم أعطوا عقولهم عطلة رسمية، ووضعوا ضمائرهم في مخزن تبريد وتجميد، وكتبوا على ألسنتهم عبارة «ممنوع الغضب أو الاعتراض».
وكما يقول أهل مصر «يا بختكم يا ولاد الإيه»!
فما رأيكم ...هل ستستمتعون بالتبلد ؟؟






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس