عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-02-01, 06:36 رقم المشاركة : 1
لbatouli
أستـــــاذ(ة) مشارك
إحصائية العضو







لbatouli غير متواجد حالياً


Now سذاجة ومكر بغيض


سداجة ومكر بغيض
جالس قرب ابيه ,محدثا إياه عن طفولته البريئة ,عله يأخذ منها عبرا يستلهم منها ما يرجع عليه بالنفع. وتكون له نبراسا في حياته المستقبلية وذلك داخل دكان بقالة بحي شعبي من أحياء مدينة عتيقة .
تتقاطر على الدكان أفواج من المتبضعين بجلاليب صوفية, وعمامات بيضاء ناصعة اللون يشترون مايحتاجونه من سكر وزيت وصابون وغيره من المواد الغذائية .
نادرا ما تترجل امراة من نساء الحي بإزار ناصع البياض أو غطاء من الصوف الداكن بلثام أسود لاترى من رأسها سوى عينين لامعتين يصاحبهما _كحل_ سواد بأهذاب رموشهما, تطلب من البقال دقيق وخميرة في صباح بارد لتحضير خبز الغذاء , قبل أن تطل عليها شمس يومها .
قال الاب لصغيره_ وهو ينصت إليه بإمعان وتبصر _ ساردا له قصة حياته الطفولية بنبرة يلفها الندم , لما كان مساعدا لأخيه بأحد دكاكين المدينة العتيقة بشارع الرباط قرب جوطية الأثاث المنزلية التي كانت سوقا ممتازا للمعمرين الفرنسيين خلال الثلاتينيات من القرن العشرين .
استمر الاب مسترسلا في حديثه لما كان في سن ابنه ذو السابعة من العمر مدمنا على مشاهدة الأفلام السينمائية الصامتة باللونين الأبيض والأسود بسينما قرب المسجد الأعظم الذي أصبح اليوم قسارية لبيع الملابس الجاهزة بالقرب من باب الشعبة .
كان شغف الاب كبيرا بحب السينما, يلهيه عن أي شيء سوى توفير_ صولدي مثقوب – للظفر بتذكرة دخوله للسينما رفقة معمرين ومعمرات فرنسيين وفرنسيات , وأجانب من جنسيات اخرى وأعيان المدينة القلائل .
نظرا لقلة ذات اليد - زاد الأب مستطردا في حديثه – فإن أخي الأكبر لا يمدني بمايكفيني من النقوذ إلا نادرا خلا الشهر.
كنت أختلس الفرصة – يضيف الأب وهوفي حسرة وندم – لأسرق بعض النقوذ المعدنية - من نقوذ وصولديات – من الدرج بغفلة منه .
أطلب من أخي بعد إجراء العملية الدنيئة السماح لي بقضاء حاجتي خارجا , لأعرج على باب الدكان بزاوية جدرانه لأحفر ثقبا أخفي فيه مالدي من نقوذ .
بعد الزوال –يزيد الاب مستطردا- أقصد المكان لأنبش لاستخراج مابه من نقوذ .
لما أتناول وجبة الغذاء رفقة اخي الذي ياخذ قيلولة المساء , أسرع مهرولا قاصدا باب السينما ,لأنتشي بمشاهدة أفلا م الوسترن وشارلي شابلان وليونيل وهاردي وأفلا م الموسيقار محمد عبد الوهاب المفضلة لدي .
من خلال ثقب الشرفة المطلة على دكان بقالة أخي كان يهوديا رفقة زوجته يراقبان أفعالي الماكرة التي اقوم بها لما أخفي مالدي من النقوذ .
كلاهما اليهودي- جاكوب - واليهودية- شميحة – يلتقطان أنفاسهما بكل ما أوتيا من حيطة وحذر ليقصد اليهودي الماكر المكان المعلوم للذخيرة في المكان المعلوم يأخذ النصف ويترك الباقي .
تكون قسيمة العملية متكررة من دون علمي, مما جعل اليهودي أن لايبلغ عني رغم الصداقة الحميمية التي تربطه بأخي. استشاط غضب اخي لما بلغ عني أحد الاقارب لمداومتي المتكررة عن بلية السينما مما جعله يضرب عني حصارا منيعا شل جميع محاولاتي الماكرة .
لم أعد أضع النقوذ المختلسة – مضيفا الاب – مما حدا أثار حفيظة اليهودي جاكوب وزوجته شميحة فبلغ عني وعن فعلي الجرمي الذي كان سببا في طردي من الدكان إلى أجل مسمى لما وعدت أخي البكر بعدم رجوعي لتلك الافعال الدنيئة بإيعاز من عمي وعمتي اللذان حلا خصيصا للغرض ذاته .
مكر اليهود لا يعلمه إلا الله جل جلاله .
ويمكرون ويمكرون والله خير الماكرين.
عبرة من عبر الحياة سقتها بكل أمانة لتكون درسا من دروس حياتنا اليومية في عصرنا الحالي .





    رد مع اقتباس