عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-30, 20:54 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي "العنف المدرسي :الأسباب ،النتائج والحلول"


"العنف المدرسي :الأسباب ،النتائج والحلول"



العباس الوردي
الأربعاء 30 يناير 2013 - 14:33
تعد المدرسة وحدة من وحدات التكوين الأساسي التي تعتمد عليها الانسانية من أجل تلقين مجموعة من المدارك المعرفية والنظرية لفائدة النشأ اناثا وذكورا، لذلك عمدت مختلف بقاع المعمور الى الاهتمام بهذه المنظومة التكوينية بامتياز وذلك لما لها من فوائد مباشرة وغير مباشرة انطلقت من عصر الانسان القديم الى نظيره المعاصر أو العو لماتي ان صح التعبير .
تعتمد المؤسسات التكوينية في تحقيق أهدافها على مجموعة من الوسائل المادية واللوجستية التي تشكل الموارد البشرية نواتها الصلبة ،وبالتالي يمكننا القول بأن مسألة التلقين ترتبط بالتراكم المعرفي للأطر التربوية من جهة وكذا بقدرة المتلقي التفاعل مع المقررات المدرسية من جهة أخرى ، كل هذه الوسائل نجد بأنها وانطلاقا من الاحصائيات العالمية المرتبطة بمستويات التكوين قد ساهمت في التخفيف من وطأة افة الأمية بداخل المجتمعات الدولية والتي يعد المغرب من بينها.
لقد سعى المغرب ومنذ حصوله على الاستقلال، التأسيس لمنظومة تربوية تكوينية تتماشى ومتطلبات التنمية الاقتصادية الاجتماعية والثقافية لمغرب ما بعد الاستعمار ،الأمر الذي تكلل بتكوين أطر متعددة التخصصات قادرة على تثبيت معالم دولة الأصالة والحداثة، الا أن حصد هذه النتائج الإيجابية لا يخلو بدوره من مجموعة من المشاكل التي طفت على السطح في عصر النهضة الرقمية المرتبط بتحديات العولمة.
تعد ظاهرة العنف المدرسي من بين المشاكل العويصة التي أصبحت تعاني منها المنظومة التربوية لبلادنا ،الأمر الذي لطالما أسفر عن ارتكاب مجموعة من الجرائم في حق تلاميذ ولما لا أساتذة ،مما يدفعنا للتساؤل عن ماهية الأسباب الكامنة وراء ظهور هذه الافة الخطيرة التي لا زالت تهدد مناعة الجسم التربوي الدولي والوطني .
ان الأسباب الكامنة وراء ظهور العنف المدرسي يمكن حصرها في مجموعة من المؤثرات، والتي تتجلى أساسا في :

- المؤثرات الاجتماعيةوالمتمثلة أساسا في : تعاظم ظاهرة الفقر داخل مجموعة من الأسر، الأمر الذي يجعل التلميذ يشعر بالنقص ومن ثمة الاحساس بالحقد بالنسبة لمن هو أحسن منه حالا مما يولد لديه أفكارا غريبة يمكن أن تؤدي به الى ارتكاب الجرم ;
- المؤثرات البسيكولوجية : هناك مجموعة من التلاميذ الذين يشعرون بحالة من اللاتوازن البسيكولوجي ،الأمر الذي يخلق لديهم حالات من الارتباك البسيكولوجي يمكن أن يصل في بعض الأحيان الى حالة الانفصام في الشخصية ;
- المؤثرات الأسرية : والمرتبطة بغياب التأطير التربوي لفائدة التلاميذ الذين هم في طور التكوين الأمر الذي يحدث قطيعة بين برامج التكوين الملقنة من طرف المؤطرين التربويين داخل المدارس والتفاعل والمراقبة الأسريين
- المؤثرات المرتبطة بالمحيط المدرسي :مما يمكن تفسيره بانتشار مجموعة من مروجي المخدرات السجائر وما شابهها من المواد المحظورة بالمحيط التربوي،مما يجعل المتلقين ونتيجة لقلة خبرتهم عرضة لتعاطي هذه المواد السامة مما يجعل العنف بداخل الحجرات الدراسية أمرا متداولا باستمرار ;
- المؤثرات التربوية : والتي يمكننا ربطها مباشرة بحالة الركود التي تمتاز بها الكراريس والمقررات الدراسية المغربية والتي لا تتلاءم البتة مع التطورات التي تعرفها الوسائل الحدثة للإعلام والتواصل والتلقين،الشيء الذي لطالما أدى الى ظهور حالة من الارتباك في صفوف الأطر التربوية وبالتالي انعكس على جودة تكوين نشأ المستقبل الخ ……
انطلاقا من كل الأسباب السابق ذكرها، يمكننا الجزم بأنها ساهمت بشكل مباشر في ارتكاب التلاميذ لمجموعة من التصرفات اللاواعية التي مست في غالب الأحيان السلامة الجسدية للمتلقي ولمالا الملقن وخير مثال على ذلك ما تعرض اليه أحد الأطر التربوية المنتمي لمدينة سلا من طعنات بالسلاح الأبيض من طرف تلميذ له ،كما أن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل تعداه الى تعنيف الاطار التربوي لنظرائه مثال ذلك جريمة القتل التي ارتكبها اطار تربوي في حق زميل له خلال الأسبوع الثاني من السنة الجارية ،ومن هنا يمكننا القول بأن ظاهرة العنف المدرسي تشمل كلا من الملقن والمتلقي ولمالا الملقنين بعضهم البعض .
لقد أدت ظاهرة العنف المدرسي ببلادناالى انحراف المؤسسات المدرسية عن الهدف الذي خلقت من أجله ،وبالتالي وللحد من هذه الظاهرة ذات الصفة العدوانية وجب التفكير في ماهية الحلول الكفيلة بالقضاء عليها.
ان القضاء على ظاهرة العنف المدرسي، يقتضي تظافر جهود كل الفاعلين الاجتماعيين دولة ومجتمع مدني مدعومة بذلك باستخدام مجموعة من الاليات المواكبة، والمتمثلة أساسا في :
- تنميط المقررات الدراسية والواقع الاقتصادي، الاجتماعي والثقافي المعاش ;
- خلق وحدات للطب النفسي داخل المؤسسات التربوية، تعنى بقضايا التلاميذ ولمالا الأطر التربوية ;
- خلق وحدات المساعدة الاجتماعية داخل المؤسسات التربوية ;
- تفعيل دور جمعيات آباء وأولياء الأمور في بناء نظام تربوي يتأسس على المقاربة التشاركية في تأطير الخلف ;
- تطعيم الكراريس الدراسية،بمفاهيم تكرس المفاهيم الأخلاقية واحترام الاخر الخ ……
ختاما، يمكننا الاستشهاد بالمثل القائل بأن الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.





التوقيع

    رد مع اقتباس