عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-21, 09:37 رقم المشاركة : 46
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: بيني وبينك...هل رجل التعليم يقرأ ويطالع؟


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abo fatima مشاهدة المشاركة
تمر القراءة في مجتمعنا العربي بأزمة منذ فترة ليست بالقصيرة، وأزمة القراءة هي انعكاس لأزمة الثقافة برمتها.....

تمثل مسألة القراءة واقتناء الكتاب والمساهمة في تطوير المعرفة من المسائل التي تشكل موضوعا مقلقا لكل غيور على مستقبل هذه الأمة؛ لأن القراءة والمزيد من المعرفة والتعلم صارت هي البوابة الوحيدة للتخلص من التخلف والتبعية...


وفي المقابل نجد الاهتمام الكبير بالقراءة بشتى أنواعها في المجتمعات الغربية وتشجيع الفرد هناك على اقتناء الكتب والمجلات المختلفة، وهذا الاهتمام نجده عند الفرد الغربي في صور متعددة منها استغلاله لوقته في تصفح كتاب أو مجلة حتى في حالات السفر والتنقل في وسائل الموصلات العامة، أما هذا الخمول والإهمال الذي يتصف به الإنسان العربي تجاه القراءة يهدد الأمة بحدوث عواقب خطيرة في المستقبل كفقدان الهوية وضياع الموروث التاريخي الأصيل وضمور الأمة عن إنتاج المعرفة والوصول إلى القدرات العالية في التصنيع والإنتاج والإعلام الفاعل في شتى مجالات الحياة والتعريف بالهوية والتاريخ العربي.


عوامل كثيرة أدت إلى عزوف الشباب عن القراءة وظهور ما يسمى بأمية المتعلمين وهي عدم اكتساب عادة القراءة في الصغر من قبل الوالدين، فالقراءة عادة مكتسبة تحتاج لتركيز كافة الحواس وتفريغ الوقت ما يبعد الطلاب عنها والمضحك أحيانا تعرض الطالب الذي يتصفح بكتاب غير كتابة المدرسي إلى توبيخ من قبل الوالدين أو حتى المعلمين بحجة أن التعليم لا يكون إلا بالمنهاج المدرسي وغير ذلك مضيعة للوقت...
إن معدلات القراءة في الوطن العربي أصبحت محل قلق المنظمات الدولية وللنخبة المثقفة، فقد جاء في تقرير منظمة اليونسكو لعام 2003م إن معدلات المعرفة في الوطن العربي وصلت إلى أقل معدلاتها على مستوى القراءة والتأليف وهو ما يؤكد أن المعرفة تراجعت إلى درجة مزرية مما يعد جزءا من السقوط الحضاري للأمة على الرغم من المؤتمرات ومعارض الكتاب التي تعد أحيانا ضمن زاوية المجاملات الاجتماعية واقتناء الكتب دون معرفة قيمتها وما تحتويه على معلومات نفيسة...

نحن نعيش عصر العولمة وطغيان ثقافة الانترنت وسهولة الحصول على المعلومة دون عناء، فأدوات الجيل الثاني من الويب أصبحت مؤثرة «فالفيس بوك» و»اليوتيوب» وغيرهما أصبحت هي الأدوات الثقافية الجديدة وخلقت ثقافة الحوار والتعريف بالذات من خلال هوية وبلد المشترك وعاداته والتواصل مع الآخر ووضع قضية ما على محك الحوار واستقطاب المحاورين في دقائق وبغض النظر عما يحمله هذا النمط الجديد من ثقافة الحوار فإنه قد يحمل عدد من السلبيات ....
إن عدم إثراء المحتوى العربي المعرفي على شبكة الانترنت هو الأصعب، فكم هو عدد الكتب الالكترونية العربية؟ وكم عدد رسائل الماجستير والدكتوراه المتاحة على شبكة الانترنت؟ وكم هو عدد المجلات العلمية الالكترونية؟ وكم عدد بحوث المؤتمرات المتاحة الكترونيا؟ فالجواب يكون نادرا أو معدوم وبالتالي لم يتبق لنا في ثقافة الانترنت غير الكثير من المحتوى الذي إما أن يكون غير أخلاقي أو سياسي أو ترفيهي. ...


ويقف الغزو الإعلامي المتمثل في مختلف وسائل الإعلام خاصة القنوات الفضائية عائقا أمام القراءة ومطالعة الكتب، ...
إعراض الناس عن القراءة هو عبارة عن أزمة طاحنة، وهي أكبر بكثير مما نعانيه من مشكلات مزمنة مثل البطالة والمخدرات والفقر...

أعتقد أننا لسنا بحاجة إلى مؤتمرات ثقافية ولكن بحاجة إلى جعل القراءة تربية ونموذجا إن أردنا أن يكون لنا دور في زمن العولمة والهيمنة والغزو الثقافي الغربي الذي قد يقلب الحقائق ويزور التاريخ الذي يصنعه دائما المنتصر...
===
أشكرك أختي الكريمة جزيل الشكر على الدعوة للمشاركة وابداء الراي
في هذا الحوار والنقاش الهادف.
بالتوفيق والسداد.



أخي أبو فاطمة ...قلمك الذي كتبت به اخترت له مدادا ملونا بالمرارة وأنت تستعمل كلمات وحروفا في غاية الأسى على مصير أمتنا وقد هاجمتها العولمة واخترقت فراغها الثقافي والفكري...

صدقت أستاذي حين دقيت ناقوس الخطر واعتبرت عزوف المتعلمين والمثقفين عن القراءة هو سقوط حضاري .

والعجيب في الأمر أننا مهما بررنا هذا العزوف إلى تفضيل أجيالنا وسائل الإعلام الحديثة إلا أننا بالمقابل نجد الغربيين أصحاب هذه التكنولوجيات يقرؤون ويشجعون أبناءهم على تعاطي الكتاب رغم اكتساح الانترنيت لبيوتهم ومقرات عملهم ...،فالأزمة إذن في عقولنا وجنوحنا نحو الكسل والبحث عن المعلومة السهلة لا أقل ولا أكثر.

أستاذي أشد على يدك ...فلا حل لأمتنا ولا مخرج لها من هذه الأزمة العميقة إلا بتحصين أبنائها وتربيتهم على القراءة وحب الكتاب واتخاذه صديقا وأنيسا لعله يرقى بالأجيال القادمة،ويبقى أملنا في هذا التغيير المنشود.
والتغيير بأيدينا نحن الأفراد ...كل فرد يبني عقول أبنائه ...

جزيل الشكر والإمتنان لك أستاذي على فيض قلمك وسيل فكرك الثاقب.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس