منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة - شفشاون: اغتصاب معلمة كانت في طريقها إلى العمل

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بداية ،أشد يدي على يد المواطنة الشابة التي تعرضت لأبشع أنواع الإعتداء الجسدي ألا وهو الإغتصاب. وأندد بمثل هذه الجرائم التي تعد من أرذل وأقبح سمات العنف المجتمعي.
ولكن
.
.
.
الموضوع يا إخوتي حينما نناقشه علينا أن نستحضر العقول قبل العواطف ، وهنا اسمحوا لي أن أوجه لوما للشابة التي أعتبرها ساهمت بشكل أو بآخر في هذا المصير المؤلم، هل نحن في مجتمع مثالي حتى توقف رجلين في سيارتهما وتركب معهما دون أدنى خوف منهما؟
هل ظاهرة -الأوطو سطوب - ظاهرة طبيعية ونابعة من وسطنا؟
هل يخول لنا الحق أن نعتبر الغاية تبرر الوسيلة؟
إذا كانت غاية المعلمة أن تصل لمقر عملها هل تصل بكل وسيلة ممكنة حتى على حساب شرفها وكرامتها وتخاطر بسلامتها؟
اسمحوا لي أن أقول لكم:لا
الغاية أبدا لا تبرر الوسيلة.

كل الأسر المغربية تقريبا لها بنات أو قريبات يشتغلن في التعليم ويلتحقن بمناطق نائية وبعيدة ومعزولة، وهذا موجود في كل دول العالم ليس المغرب وحده ، ولكن كل فتاة تحافظ على سلامتها وشرفها وتدبر حالها بشكل قانوني وعقلاني وفق الظروف المتاحة لها،فجل المعلمات اللواتي يشتغلن بالعالم القروي يسكن هناك ويدبرن أمورهن أو يستقرن مع نساء أرامل ...وعندما ينتقلن آخر الأسبوع لزيارة الأسرة يركبن وسائل النقل العمومي وبالتالي إذا كان ولا بد فمن الأولى أن يصاحبها الأب أو الأم أو أحد إخوانها حتى تصل مقر عملها ويطمئنون عليها ويحمونها من الذئاب التي تنهش أي جسد كان سواء جسد رجل التعليم أو غيره...

وأحب هنا أن أتوقف قليلا معكم إخواني لنعرف موقف الشرع الحكيم في هذه النازلة ،ما موقف الشرع في هذا الموضوع؟هل يجوز لهذه الشابة أن توقف رجلين أجنبيين وتركب معهما لاجتياز مسالك وعرة وهم في خلوة ؟
انظروا معي كيف حافظ الإسلام على المرأة وصان عرضها وشرفها،
لا تعتقدوا أنني امرأة قاسية وأنانية ،ولكنني أناقش الأمر بكل موضوعية ،ما بالنا نشجع المخطئ على خطئه؟
طبعا أنا لست ضد ما حدث للشابة ...أبدا أنا معها وأشد يدها وأساندها في مصيبتها، لسبب واحد وهي أنها مواطنة من حقها أن تسافر من منطقة لأخرى دون أن تتعرض للعنف والإغتصاب.إلى هنا أنا معها وأساندها.

ولكنني لست معها في الأوطوسطوب للوصول إلى مقر عملها،خصوصا وأنها تعلم كيف تنامت ظاهرة العنف والإعتداء الجسدي والتحرش والإغتصاب في بلدنا جراء المسلسلات الأمريكية المصدرة.

وأختم مداخلتي بهذه الأسئلة للإخوة الأعضاء:
في مثل هذه المأساة ،لمن نرجع الخطأ؟ ومن يتحمل المسؤولية ؟
هل :وزارة التربية الوطنية والتعليم؟
هل وزارة الداخلية ؟الأمن؟
هل الشابان المهووسان بالنهش في الأعراض؟
هل الفتاة الضحية ؟
هل المجتمع ؟؟؟؟؟؟
من ؟ وكيف تعللون جوابكم ؟
أنتظر مداخلاتكم ...
وأخيرا لا يسعني إلا أن أعبر عن كامل الأسى والأسف على ما وصل إليه حال مجتمعنا .
وأقول للشابة ...كان الله في عونك لتجتازي هذه المرحلة الصعبة،ونحن معك في محنتك.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم