عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-12, 18:45 رقم المشاركة : 47
سعيدة سعد
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية سعيدة سعد

 

إحصائية العضو







سعيدة سعد غير متواجد حالياً


وسام المنسق

وسام المركز الثالث مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثاني بأكاديمية الأستاذ

وسام المشرفة المتميزة

افتراضي رد: زواج بغير اعوجاج


ثانيا : يجب على الحاج أن يسعى ليكون حجه مبرورا ، وذلك بالاستغفار من ذنوبه. ويتحلل ممن ظلمه ولو بكلمة واحدة قد أهانه بها ، ويحذر أن يكون قاطعا للرحم فيصل أرحامه وإن قطعوه أو كانوا فاسقين حتى في ترك الصلاة ، ويحذر كذلك ان يكون هاجراً لأخيه المؤمن أكثر من ثلاثة أيام ( استفت العلماء ). كذلك يجب عليه أن يزكى جميع أمواله ولا يقتصر على نفقة الحج فقط ، فإن الله سبحانه وتعالى يقول : ( لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون وما تنفقوا من شيء فإنّ الله به عليم ) ( آل عمران / ٩٢ ) ( راجع صفحة : ٢٧ رجاء ).
فهل يدري الحاج أنه سيرجع إلى بلده ليتمتّع بأمواله التي جمعها وعددها ؟ كلا. فإن الله سبحانه وتعالى يقول : ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأيّ أرض تموت إن الله عليم خبير ) ( نهاية سورة لقمان ).
ثالثا : هو أهم النداءات لأنه يهدف إلى زيادة الإيمان وتثبيته في القلب ، وذلك أن ينظر الحاج إلى سماء مكة المكرّمة ويتصور تلك الطيور التي أرسلها الله سبحانه وتعالى وقد حُمِّل كل طير ثلاثة أحجار صغيرة بحجم ما بين العدسة والحمصة ، أحدها في منقاره والآخران في رجليه ، فرمت تلك الطيور بالأحجار ذلك الجيش العظيم الجبار الذي دخل مكة ليهدم بناء الكعبة ، فدمرته تدميراً كما قال تعالى : ( ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيراً أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصفٍ مأكول ) معنى العصف : العلف الناتج من الحبوب. فالمقصود أن أفراد الجيش قد دُمروا جميعا بصورة أن أجسامهم قد أصبحت مطحونة كالعلف بعد أن يأكله الحيوان ( كما بحثت السورة ، والله أعلم ).
فليفكر الحاج : هل هذه القصة خيالية ؟ كلا. إنّها وقعت وتواتر وقوعها. فمن شكّ فيها كان مثله كمن شكّ في وجوده. لذلك خاطب الله

٨٩

سبحانه وتعالى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله ( ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل ) فإنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم ير الحادثة لأنه ولد في عامها « عام الفيل » بل رآها بوجدانه وعقله لشهرتها بين الناس ، وإجماع المؤرخين على حدوثها.
كيف وقعت الحادثة ؟ اتخذ العلماء الواعون هذه الحادثة من أعظم الدلائل على وجود الله سبحانه وتعالى ، لأنّ حدوثها خارج عن مظاهر الطبيعة وأسبابها وذلك كما يلي :
(أ) هل الطبيعة تُحمِّل الطيور أحجاراً بالمظهر الذي مرّ ذكره ؟
(ب) هل الطبيعة تولد تلك الطاقات الجبارة في تلك الأحجار الصغيرة لتبيد آلافا من الرجال وتقطع أجسامهم إربا إربا ؟
هيهات ، هيهات ! فإن حادثة الفتك والهلاك أحدثها رب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( ألم تر كيف فعل ربّك ) وكذلك هو ربنا ورب العالمين ، وهو الذي نادى رسوله أيضاً ( واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين ) ( نهاية سورة الحجر ).
فليكن النداء الأول ( ألم تر كيف فعل ربّك ) منبها للحاج وللقراء الأعزاء ليتبعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي النداء الثاني ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) وليسلكوا سبيله في عبادة ربهم حتى يأتيهم اليقين ( يعني الموت ) وليحذروا أن يأتيهم الموت بغتة وهم ساهون لاهون ، وعن طاعة ربهم معرضون ( رجاء : راجعوا مرة أخرى الصفحات ١٩ ـ ٢٠ ـ ٢١ ) فإن الله سبحانه وتعالى سيعذب المجرمين يوم القيامة بأحجار عذابها أكبر من الأحجار التي رمي بها أصحاب الفيل أضعافا مضاعفة في الشدة والمدة ويشاركهم أصحاب الفيل أيضاً وذلك لأنها نارية ، ويمتد عذابها لمدة طويلة قد تكون آلافا من السنين ، أو أبدية مضافاً إليها مظاهر أخرى من العذاب ( نعوذ بالله ) كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ( التحريم : ٦ ).

٩٠






التوقيع











    رد مع اقتباس