الموضوع: العنف المدرسي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-04, 20:45 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي العنف المدرسي


العنف المدرسي



عبد المجيد الخطيب
الخميس 03 يناير 2013 - 14:10
تابع الجميع المأساة الأخيرة التي حدثت بإحدى المؤسسات التعليمية، حيث اعتدى أحد التلاميذ بسكين على أستاذ أصيب على إثرها إصابة خطيرة. ومهما تكن ملابسات الحادث وحيثياته، فإن ما وقع يستوجب من الجميع التوقف لفهم أسباب وتداعيات ذلك، وسبل الحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت واقعا معيشا يعاني منه أبناؤنا، وتعاني منه الأطر الإدارية والتعليمية في نفس الوقت.
ومثل هذه الأحداث، وما نشاهده أيضا في الشوارع والفضاءات العمومية، ينبئ بأن تحولا عميقا عرفته مجتمعاتنا. فعن قريب كان الصغار يوقرون الكبار، والولد يستحيي أن يجلس في مجلس يجلس فيه أبوه، والبنت تلبس لباسا محتشما ولا تسمح لها نفسها بإظهار مفاتنها. في المساجد والمعاهد كان المعلم والفقيه والشيخ يحظون بتوقير كبير من طرف تلامذتهم ومن طرف المجتمع، ينظرون إليهم نظرة تعظيم وتقدير، وفي قلوبهم يكنون لهم المحبة والتعظيم. تلك كانت السمة الغالبة لمجتمعاتنا التي تلقت تلك الأخلاق جيلا عن جيل. كل هذا يكاد يندثر، وبدأت تسود سلوكات سمتها العنف المادي والمعنوي
إن المدرسة جزء من المجتمع. فهي وإن كانت تعد النشء للحياة، وتعتبر عاملا من عومل التغيير إن وفرت لها جميع الشروط؛ فلا يمكن أن تنتفي فيها الظواهر السلبية والإيجابية للمجتمع. فلا غرابة إذن أن نجد الأساتذة يتعرضون للعنف من طرف التلاميذ. ذلك أن التلميذ يحيى في مجتمع كله عنف مادي ورمزي بسبب التناقضات الصارخة. مجتمع يجمع بين فقر مدقع وغنى فاحش، بين من يموتون تخمة وآخرون جوعا.. مجتمع ترفع فيه شعارات لا توجد في الواقع، فهو يسمع أن الرشوة حرام، لكنه يرى أن مفاصل الدولة لا تتحرك إلا بها، وهلم جر من أمثلة لا حصر لها.. هذه المشاهد اليومية المتناقضة لا شك أنها تمارس عنفا رمزيا على الإنسان تفقده التوازن الذي يعد عاملا حاسما في النمو السليم.
لست بهذا أبرر عمل التلميذ، وإنما نروم معالجة الظاهرة بأبعادها المتعددة. فلا يمكن أن نتصدى لهذه الظاهرة باعتماد المقاربة الزجرية والقانونية لوحدها وإن كانت ضرورية. لا بد من مقاربة شمولية تقوم على مركزية الإنسان والاهتمام به من خلال احترام حقوقه في العيش الكريم، واعتماد التربية على القيم والأخلاق كمدخل أساسي في التربية والتعليم. ولما كانت التنشئة الاجتماعية للطفل لا تساهم فيها المدرسة لوحدها، وإنما تتقاسم هذا الدور مع الأسرة والإعلام بشكل مباشر ومع مؤسسات مجتمعية أخرى بشكل غير مباشر؛ فيكون لزاما على الدولة أن تولي هذه المكونات العناية البالغة لبناء مناخ عام ملائم للتنشئة السليمة.
*مفتش تربوي














التوقيع

    رد مع اقتباس