عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-01, 09:21 رقم المشاركة : 2
tagnaouite
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tagnaouite

 

إحصائية العضو








tagnaouite غير متواجد حالياً


العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: قصبة الأوداية بالرباط


تنتصب قصبة الأوداية بالربـــاط المغربية على ضفة نهر أبي رقراق بوداعة مزهوة بجمال راكمت تفاصيله على امتداد قرون.

كانت الأوداية في الأصل قلعة محصنة، تم تشييدها من طرف المرابطين لمحاربة قبائل برغواطية، ازدادت أهميتها في عهد الموحدين، الذين جعلوا منها رباطا على مصب وادي أبي رقراق، وأطلقوا عليها اسم المهدية. بعد الموحدين أصبحت مهملة إلى أن استوطنها الموريسكيون الذين جاءوا من الأندلس بعد طردهم من قبل ملكها، فأعادوا إليها الحياة بتدعيمها بأسوار محصنة.
وفي عهد العلويين عرفت قصبة الأوداية عدة تغييرات وإصلاحات ما بين ســــــــنة (1757-1789)، وكذلك ما بين سنة (1790 و 1792). وقد عرف هذا الموقع تاريخا متنوعا ومتميزا، يتجلى خصوصا في المباني التي تتكون منها قصبة الأوداية. فسورها الموحدي وبابها الأثري (الباب الكبير) يعتبران من رموز الفن المعماري الموحدي. بالإضافة إلى مسجدها المعروف بالجامع العتيق، أما المنشآت العلوية فتتجلى في الأسوار الرشيدية، والقصر الأميري الذي يقع غربا وكذلك منشئتها العسكرية برج صقالة.
توجد داخل القصبة حديقة ساحرة، أو ما يفضل المغاربة تسميتها بـ«الرياض»، مزروعاتها متنوعة من نخيل وحمضيات وأشجار زهرية، إضافة إلى صهاريج وبرك مائية، وزائر هذه الحديقة تغلب عليه مشاعر الشوق والحنين إلى ماض مجيد، وهو يتجول بين بساتينها تارة وينزل ويصعد درجاتها تارة أخرى، وتمر بذاكرته صور وملاحم من عاشوا بالاوداية وضحوا بالكثير من أجل إبقائها شامخة
إلى جانب الحديقة، يوجد متحف للمنتوجات التقليدية من زرابي ومجوهرات وآلات موسيقية، كما نجد المقهى المطل على نهر أبي رقراق حيث ينعم الزائر بسحر خاص تمتزج فيه الهيبة التاريخية للمكان وروعة منظر البحر والنهر معا، بالإضافة إلى رائحة الشاي المغربي بطعم النعناع.
كان لقصبة الأوداية دور هام إبان بنائها، حيث اتخذ جزء منها محكمة وجزء آخر سجنا، أما جدرانها المكونة للسور، فقد كان لها دور دفاعي في وجه الغزاة المستعمرين، تصمد وتنجو من هجومهم وحصارهم لها. هذا ما يفسر الموقع الاستراتيجي للأوداية المطل على البحر والنهر.
زوار قصبة الأوداية من مختلف الطبقات والأعمار، مغاربة وأجانب، هدفهم واحد وهو اكتشاف ما يزخر به المكان من مآثر والتعرف على معالم تاريخية فالمغاربة يقودهم إحساسهم الكبير نحو ميراث الأجداد، أما السياح فتقودهم رغبتهم الجامحة في معرفة تاريخ أول ما بني من العاصمة المغربية.









التوقيع

محمد الزاكي ( tagnaouite)

آخر تعديل tagnaouite يوم 2013-01-01 في 09:27.
    رد مع اقتباس