عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-11, 16:22 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

important " شيبتني هود وأخواتها "


"شيبتني هود وأخواتها"





بماذا تميزت هذه السورة حتى قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود وأخواتها"؟!
إن الذي يتلو سورة هود سيجد أنها حفلت بتوجيهات واضحة حاسمة ، والخطاب في هذه التوجيهات موجه إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتتناوله الآيات بضمير الخطاب المفرد ، والمقصود أيضا أمته كما قال تعالى(ومن تاب معك )


هذه التوجيهات تدعوه صلى الله عليه وسلم أن يثبت على الحق ويصبر ولايتنازل لقريش لما يطلبون ،ومن أهم مطالبهم أن يترك شيئا مما أنزل عليه ، يقول له الله سبحانه وتعالى : " فلعلك تارك بعض مايوحى إليك" ويقول له " فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك" ثم يعده سبحانه بأن العاقبة للمتقين.


إنه التصميم الجازم ، أنه الوحي وإنه الدين وإنه الحق لابد أن يقبل كله ،ومن غير المسموح أن يجعل هذا القرآن عضين ، وأن يأخذه الناس تفاريق حسب أهوائهم ورغباتهم.
تتدرج الآيات المخاطبة للرسول صلى الله عليه وسلم على الشكل التالي:


" فلعلك تارك بعض مايوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أوجاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل"

"
أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة اولئك يؤمنون به من يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ... "


وتعقيبا على قصة نوح عليه السلام قال تعالى :" تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ماكنت تعلمها أنت ولاقومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين" وفي نهاية السورة :

"
فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولاتطغوا إنه بما تعملون بصير"


" واصبر فإن الله لايضيع أجر المحسنين" ثم يمن عليه " كلا نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك وجاءك

في هذه الحق
" ثم التذكير بسنته في إهلاك الأمم الغابرة : " وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"


إن ضيق الصدر وكتمان بعض الحق مما يخطر بالبال حسب المعهود من طباع الناس ، وحاشا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكتم شيئا من الرسالة، ولكن القرآن ينبه ويحذر من هذا الفعل، وإن كان بعض ما يوحى إليه يشق سماعه على المشركين، ثم يقول له : "فاستقم كما أمرت"، أي الزم الصراط المستقيم الذي لا عوج فيه، بالثبات عليه، وفي الوقت نفسه لا تطغوا فيه، فالافراط فيه كالتفريط.

وفي ختام السورة يدعو الله تعالى نبيه الكريم أن يستمر في دعوته ولا يتوانى ولا يتنازل(وكلا نقص عليك من أنباء الرسل، ما نثبت به فؤادك..)


كما حفلت سورة هود بذكر حضارات بادت واندثرت لعصيانها أمر ربها، إنه مشهد مأساوي مؤثر، نوازل مريعة حلت بالقرون الخوالي والامم السابقة، أمم مستكبرة تحتقر الضعفاء من المسلمين، ويصرون على اتباع آبائهم ولو كانوا لا يعقلون كقوم نوح ،وأمم غرتهم قوتهم وبنيانهم كقوم هود ،وأناس بطروا النعمة كثمود ،وآخرين انحرفوا عن الفطرة السليمة كقوم لوطوالغارقين في الفساد الاقتصادي وأكل أموال الناس بالباطل كقوم شعيب...إنها سنة كونية وقانون إلهي صارم.


فما هي الدروس والعبر التي يستقيها المسلمون من سورة هود؟

تحذير الله تعالى المسلمين أن يتنازلوا عن الشرع للذين يشنون كل يوم الغارات الثقافية على الاسلام وأهله، ويبرر بعض المسلمين هذا التنازل باسم (الاعتدال و الوسطية،وحوار الحضارات...) وقد يقصدون بها تأويل المحكمات وقواطع الأدلة وتحريفها عن معانيها الصحيحة، فالاسلام وسط بين الاديان التي انحرفت إما إلى الغلو أو إلى التفريط. لماذا يلح القرآن على التمسك بما (أوحي إليك) والاستمرار على الصراط السوي، لأن التنازلات للذين لا يريدون الإسلام سوف يؤدي إلى مس العقيدة وأصول الدين.
فلابد أن يمتثل المسلم لشرع الله ويثبت على الحق مواجها كل التحديات ويضع نصب عينيه قوله تعالى:" فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفوراً"صدق الله العظيم





آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2012-12-11 في 16:27.
    رد مع اقتباس