عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-26, 13:31 رقم المشاركة : 1
محسن الاكرمين
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية محسن الاكرمين

 

إحصائية العضو







محسن الاكرمين غير متواجد حالياً


وسام المشارك في المطبخ

وسام المشارك

b2 حملة محو الامية هذه السنة غير دستورية


برنامج محو الامية هو مشروع يراد منه الانتقال من حالة عدم التهجي للحروف والكلمات الى حالة امتلاك كفاية نقل رسم الحروف واستيعاب دلالاتها اللغوية و حمولتها المعرفية ،هذه العملية انخرطت فيها الدولة منذ الحصول على الاستقلال بمحاولة اشعال نهضة وطنية تتخطي الكفاف المعرفي السائد وسط الاوساط الشعبية .
ولتاصيل العملية فلا بد من البحث عن بعض اوجه التشابه او التباين بين مصطلح الامية ومفهوم الجهل .
فهل الامية هي مرادف للجهل ام ان الجهل اعم والأمية لا تستوعبه ؟
فبيان القول ان محو الامية هي صيغة ادارية يراد منها في المغرب نقل فئة من حالة عدم معرفة القراءة والكتابة الى حالة القدرة على القراءة ونقل رسم الكلمات الى تصور معرفي ذو دلالة ،اما الجهل فهو الحد الاقصى من الشرود الاجتماعي حيث ان صاحبه لا يمتلك صفة التصنيف ضمن المنظومة البشرية لأنه يفتقد الى مجموعة من الاليات التفكيرية القادرة على الانخراط ضمن الكتلة الاجتماعية ،فهو كفيف العقل في العمليات التفكيرية ،ومتعصب المشاعر في المواقف الحوارية ،ويمكن ان نقول عنه "حيوان غير مدجن "،ولهذا ارى ان الامية ارحم من الجهل ،فالامي يمكن ان يمتلك الحس الاجتماعي فضلا عن مجموعة من الخبرات والتمثلات والمواقف الكفيلة بفك شفرات ورموز عدة اشكاليات ومواقف حياتية...
وليكن الامر فركوب الدولة نحو صيغ لمحو الامية هو عملية يراد منها تحقيق نقلة نوعية تصنيفية ضمن قائمة الدول العالمية الممتلكة لكفايات القراءة والكتابة ،لكن العملية ومنذ الاشتغال فيها بهذا المنطق وهي حبيسة مكانها لعدة اسباب من بينها:
Ø الافتقار الى خطة وطنية قوامها معايير ومواصفات المواطن المغربي المراد تعليمه
Ø الاشتغال بمنطق الانية واللحظية المراد تسويقها كصورة نمطية لمحاربة الامية
Ø تداخل المتدخلين وازدواجية القرارات في هذا المجال (وزارة التربية الوطنية / وزارة الثقافة/ وزارة الاوقاف،باختلاف التسميات عند كل حكومة معينة)، ثم جمعيات المجتمع المدني المشتغلة في هذا المجال...
Ø جعل عملية محاربة الامية مهنة لكل المشرفين عليها دون تحقيق الاهداف الوطنية ولو الوسطية
اذا و العملية لم تبارح مكانها بازدياد المتسربين من المستويات الاولى من التعليم العمومي ونكوص البعض الاخر نحو الامية ،هنا الح على وجوبية وقفة تأملية او اكثر من ذلك ،فالأرقام الوطنية المصرح بها منذ الاستقلال – في مجال محاربة الامية - لو قمنا بعملية تجميعية لها لوصت الى حد سكان المغرب في اخر احصاء عام .
اذن ما الجدوى من العملية ونحن لازلنا لم نجفف مستنقع الامية ان لم نوسع طاقة استيعابه؟؟،هل ننتظر من القدر المتمثل في الموت المحتوم لكل امي بان يخلصنا من اعداد الاميين ونعلن خلاصنا منها ؟
وحتى نكون نشتغل ضمن التنزيل المؤسساتي للدستور الجديد ، فحملت محو الامية هذه السنة تتعارض كليا مع منطوق وفحوى فصول دستور المملكة المغربية ففي الفصل الخامس ينص على " تعدالأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة، بدون استثناء.يحدد قانون تنظيمي مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم، وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، وذلك لكي تتمكن من القيام مستقبلا بوظيفتها، بصفتها لغة رسمية. "
لذا لم لا نعطي للمواطن سلطة الاخيار بين ان نحارب معه الابجدية العربية او تيفناغ الامازيغية ،ام ان العملية لاتعدو رقصة موسمية وبنهايتها ينفض الحضور...
ان اعادة صياغة ميثاق وطني بناء على اجراة تنزيل فصول دستور المملكة له الحل الامثل لكل القطاعات ،حتى تعدو كل عملية متأصلة ولا تستلزم اي تسويغ اوتبرير. وحتى نكون عادلين امام كل مكونات الشعب المغربي .
محسن الاكرمين





    رد مع اقتباس