عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-25, 19:23 رقم المشاركة : 1
سعيدة سعد
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية سعيدة سعد

 

إحصائية العضو







سعيدة سعد غير متواجد حالياً


وسام المنسق

وسام المركز الثالث مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثاني بأكاديمية الأستاذ

وسام المشرفة المتميزة

افتراضي القناع والنار والموت والماء قواعد الاحتفال بعاشوراء


عناصر حاضرة في احتفالات المغاربة موروثة عن الحضارات السابقة
تتحدد أهم محطات الاحتفال بعاشوراء في أربعة عناصر أساسية تتحكم في هذا الاحتفال حصرها الباحث محمد بلاجي في "القناع والنار والموت والماء" قائلا "إن هذا الرباعي كانت تصاحبه طقوس معقدة عند الشعوب القديمة في الشرقين الأقصى والأوسط، فالقناع كان منتشرا عند كثير من الشعوب شرقا وغربا، وبيوت النار عرفت عند القدماء خاصة في بلاد فارس وكانت مما بنته المجوس بالعراق وأرض فارس وكرمان وسجستان وخراسان وطبرستان والجبال وأذربيجان والران، وفي الهند والسند والصين"، كما أن أناشيد الموت كانت معروفة لدى قدماء المصريين، أما الماء فهو طقس مسيحي يقام عند التعميد.
أما كيف تجاورت كل هذه العناصر في احتفالات عاشوراء بالمغرب فالجواب عن هذا السؤال يبدأ من معطى أساسي هو أن المغرب تعاقبت عليه دول كثيرة وثنية ومسيحية وإسلامية شيعية وخارجية، فتركت بصماتها على اللغة والعادات والثقافة والاحتفالات، كما أن الاستعمار الفرنسي بدوره ترك بصماته على "عيشور" إذ من المحتمل أن تكون عبارة "بابا عيشور" من "بابا نويل" فضلا عن استعارة جزء من طقوس "نويل" المتمثلة في اللعب الحربية والدمى.
كما أن دلالات رباعي "القناع والموت والنار والماء" لها علاقة بعادات الشعوب القديمة التي تحدرت منها هذه الطقوس، يوضح بلاجي، فمثلا طقس إيقاد النيران وصب الماء يوجد عند الفرس وعند العباسيين، إذ كان الفرس يخصصون ليلة للاحتفاء بالوقود يسمونها "السذق" كانت ضمن عاداتهم الوثنية التي لم تندثر حتى بعد اعتناق الكثير منهم الإسلام، وكانت تحيى خلال رأس السنة الفارسية المسماة "النيروز".
وهو الأمر الذي تفطن له بعض الخلفاء العباسيين الذين ابتكروا طقس صب الماء على النار رغبة منهم في إلغاء هذه العادة وشكلت جزءا من الصراع الذي ظل قائما بين رواسب المعتقدات الوثنية والمعتقدات المضادة لها.
كما أن المسيحيين كانوا يحتفلون في العديد من البلدان التي يوجدون فيها بما يسمونه "عيد القلندس" إذ يحتفي أهل الشام المسيحيين بليلة يوقدون فيها النيران ويظهرون فيها الأفراح، وهو الأمر الذي تابعه الأقباط فكانوا أيضا يحيون عيد النيروز ذا الجذور المجوسية، فيوقدون النيران ويصبون المياه، كما كان يشاركهم بعض المسلمين في هذه الاحتفالات.
إلا أن طقس إيقاد النيران لا يختص بالحضارة الفارسية وحدها، وإنما توجد له إحالات في الثقافات والديانات الأخرى، فالنار تشكل تمثيلا رمزيا لقتل الحسين بن علي لأن الرواية الشعبية تقول إنه بعد قتله شرع اليهود في تقاذف رأسه في النيران، كما أن هناك من يربط النار بالجانب التطهيري، وفي الأدبيات الفارسية يتم الحديث عن هذا العنصر الطبيعي باعتباره مزيلا للعفونة في الهواء كما يستحضرون قصة النبي إبراهيم والنيران التي بردت بمجرد ما ألقي فيها.
أما عنصر الماء فالاعتقاد الشعبي السائد في المغرب مثلا مضمونه أن كل مياه الآبار تتحول إلى مياه زمزمية يوم 10 محرم، فيجعل الناس من رش المياه رغبة في الحصول على البركة.

عزيز المجدوب
جريدة الصباح






التوقيع











    رد مع اقتباس