الراعي المجتهد



بعد سنوات سنعطي القسم بالأدبار.
لم يبق فيه ما يحفزنا . في وقت أصبحت مراقبة الاستاذ أم تلميذة.
بدل المفتش الذي يبدو أنه مل التقارير. وأصبحت الجذاذات مطبوعة من الأنترنيت أغنته عن كتابتها يوميا.
ويظهرأن دورنا بدأ يقل أهمية بعد أن اختار الأطفال أن يبحثوا ويتكلوا على مساعدة العم غوغل.
واقتصرت البحوث على قراءة واحدة منها دون الباقي. لأنها متشابهة نسخات طبق الاصل.
هذه أم تلميذة دللت ابنتها الى درجة مرافقتها الى المدرسة ثم الى القسم تجلس خلف النافذة تطل
على الأستاذ من النافذة لاعمل لها ولامشغلة الا
الأستاذ .هل تغيب ؟ ولماذا أبطأ؟بماذا هو مريض؟
وفي احدى المرات دخلت على الاستاذ وهومازال يلبس بذلته رجته ألا يضرب ابنتها لأنها لم تقرأ القراءة في المنزل وبدأت بتذرعات همية كسبب لعدم اطلاع ابنتها على القراءة.
والغريب في الأمر ولاغرابة أن تجلس خلف النافذة تنتظرشيئا. وقبل ذلك بدأت في سرد غرائب المدير ولم تذكر الا سيئاته .ازداد الأستاذ تخوفا وانزعاجا ينتظر دوره في معالم عيوبه. ولكنها أشادت به هذه المرة.
ومن حسن حظه هو الان أستاذ البنت.
جلست القرفصاء خلف النافذة. وفجاة وضعت أنفها على زجاج النافذة . شيء غريب حير الأستاذ وأدخله في متاهات التساؤلات. وبدأ يرجع الذاكرة الى الوراء لعله تذكر وهو يتفحص ويتمعن في أخاديد وجنة الأم المتجعدة ذهب به خياله الجامح الى قصة الراعي والغنم لأحمد بوكماخ.
ذلك المعلم الصبور. ذلكم المثابر. كاتب قراءات خمس مستويات .عبقرية شربت من مشارب عباس محمود العقاد .الذي لم يكن مستواه هو أيضا يتعدى الشهادة الابتدائية. كاتب عبقريات محمد .عبقريات عمر.
كان راعي أحمد بوكماخ جالسا خلف النافذة . وهو يرعى غنمه ويتنصت في ان واحد على الأستاذ.
و ذات يوم خيم وجوم وصمت وسكون وهدوء على القسم. حاضروه من المتعلمين غائبون ذهنيا وحاضرون بدنيا .هائمون وتائهون في كوكب القمر.
قام ليجيب عن أسئلة الأستاذ من خارج القسم وهو خلف النافذة . فكانت اجاباته في صميم الدرس.

فأطلق عليه الأستاذ من ذلك اليوم: الراعي المجتهد.
ومن الغرابة أن البنت خرجت في الاستراحة وذهبت توا الى المرحاض.
فقيل امرأة أمام أبواب المرحاض تنتظرمن؟ ابنتها...