عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-18, 15:13 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي وقفات إيمانية مع البلاء والمحن


وقفات إيمانية مع البلاء والمحن:

إن الفتن تحل بجميع البشر، ولكن وقعها على المؤمن الصادق يختلف من غيره، فيصبر عليها ويحولها إلى نعمة كما قال تعالى في سورة النساء :
(وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) تألمون أي : تتألمون مما أصابكم من الجراح فالكفار يتألمون أيضًا مما يصيبهم ، ولكن لكم مزية وهي أنكم ترجون ثواب الله وهم لا يرجونه .

فما هي أسباب وقوع هذه الإبتلاءات في حياة المؤمن؟

1
- لأن الدنيا هي دار الفتن والمصائب والبلاء، ولولا ذلك لركن المؤمن لها ولصارت فتنة له ؛
2- ليرتبط قلب المؤمن بالله -تعالى- لجوءً وطلبًا وانكسارًا ،لأن المصيبة تجعل صاحبها يلجأ إلى الله ويلوذ إليه فتنقلب في حقه نعمة بعدما كانت نقمة.

3- أن يطلب المؤمن حاجته من الله تعالى؛ فهو سبحانه يحبأن يُسأل، بل ويلح عليه في الطلب والسؤال. مصداقا لقول الله تعالى :"(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق).

4- والمؤمن مأجور على صبره وعلى تصبره كلما حل به بلاء ؛ فقد أخرج مسلم والبيهقي عن صهيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ).

5- وقد يكون نزول البلاء عقوبة إما على فعل المعاصي أو على ترك الشكر لله تعالى لذا فمن فوائد نزول البلاء والفتن أن يعود المرء لربه فيكفيه البلاء ويبعد عنه الفتن ؛
فقد ورد أن العباس رضي الله عنه لما استسقى به عمر قال : "اللَّهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه بي القوم
إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث"
فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس.

6- قد تكون المصيبة نعمة: فهي كفارة للسيئات، وهي تورث المؤمن انكسارًا بين
يدي الله تعالى؛ وهذا تحقيق لمعنى من العبودية لا يستحضره الإنسان حال العافية،
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِيمُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا) (رواه مسلم).


- أخرج ابن أبي الدنيا عن شريح قال :

"إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات :

أشكره إذ لم تكن أعظم مما هي ، وإذ رزقني الصبر عليها ، وإذ وفقني
إلى الاسترجاع -يعني قول : إنا لله وإنا إليه راجعون-، وإذ لم يجعلها في ديني".
وعن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنه قال : يا رسول الله ما جزاء الحمى ؟

قال: (تَجْرِي الْحَسَنَاتُ عَلَى صَاحِبِهَا مَا اخْتُلِجَ عَلَيْهِ قَدَمٌ أَوْ ضُرِبَ عَلَيْهِ عِرْقٌ)
(رواه الطبراني، وقال الألباني: حسن لغيره).
وقد بيَّن أهل العلم كيفية تكفير السيئات بالمرض أو البلاء فهو إما مأجور
وإما مغفور له ما سبق من الإساءة .

فبهذه الروح الإيمانية الصادقة علينا أن نتعامل مع البلاء والمحن لتكون لنا نعمة.






آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2012-11-18 في 15:17.
    رد مع اقتباس