عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-11, 16:14 رقم المشاركة : 1
brahimovic
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية brahimovic

 

إحصائية العضو








brahimovic غير متواجد حالياً


افتراضي استعد كرامتك أيها المدرس


المشتغلون بالتدريس هم من يصنع الحدث في هذه الفترة. فبين مدرسة تحضر الشاي وتنفجر قنينة الغاز لديها ومدرس يتحرش بتلميذة ومدرسة تضرب تلميذتها بعنف وآخر يشتغل في مدرسة خصوصية بجد ويهمل تلامذته في المدرسة العمومية.. بين كل هذا يجد المواطن ما يشغل به وقته بمساعدة إعلام مريض لم يجد قضية تهم الوطن فصنع معركة وهمية مع الذين انتدبوا أنفسهم لإخراج الناس من الجهل.


هذه الحالات المذكورة موجودة حقا، لكنها فقط جزء صغيرمن الصورة. فلماذا تسليط الكاميرات على الجزء وإغفال الكل.


ماذا كان سيحدث لو سلط الإعلام ـ ومعه المواطن الذي أصبح يسوقه الإعلام وكأنه تحت وقع مخدرـ كاميراته على الصورة كاملة، بل وعلى باقي الصور المجتمعية، وهي لا تتعلق كلها بالمدرسين والمدرسات لأن هناك مخلوقات أخرى غيرهم؟


لو سلطت الكاميرا بالشكل الصحيح لرأى الرائي أنه في مقابل المدرسة التي كانت تحضر كوبا من الشاي، هناك أناس آخرون في مواقع أكثر حظا يصنعون الشاي وأكثر من الشاي ولا يستعملون قنينة الغاز، بل يكون شايهم على حساب المصالح التي يشتغلون فيها. ويدخل ذلك في استغلال الموارد. وهناك مسؤولون يأكلون ويشربون في مكاتبهم المخصصة لإستقبال المواطنين وقضاء مصالحهم، وفي أوقات العمل لا في أوقات الإستراحة كما هو الحال مع المعلمة المذكورة.. والذين يرون أنفسهم أكثر ذكاء أرادوا أن يبعدوا عن أنفسهم شبهة تناول الطعام في مكان العمل، فاختاروا الإنصراف إلى بيوتهم في وقت الغداء والعودة قبيل الساعة الثالثة. نعم. أليس العمل بالتوقيت المستمر يحتم العمل إلى حدود الثالثة؟؟؟؟


لكن، في الحقيقة هناك ماهو أخطر من تناول الطعام. وهو التلاعب بحياة وصحة المواطنين. والخطورة لا يدركها كل الناس. فمثلا أولئك الذين ينتقدون الأستاذ الذي يعمل في مؤسسة خصوصية بحجة أنه لا يمكن أن يؤدي عمله في مؤسسته العمومية كما هو مطلوب لا يرون صورة تشبهها لكنها أكثر خطورة. إنها صورة الطبيب الذي يشتغل في المستشفى العمومي وفي العيادة الخاصة، والذي يترك مرضاه في الإنتظار وهو يجري عملية في العيادة التي يملك، أو الذي يأمر مرضاه بالقدوم إلى عيادته لإجراء عملية كان بالإمكان إجراؤها في المستشفى العمومي، وأيضا ذلك الطبيب الذي يبيع المرضى دواء كان من المفروض أن يقدم بالمجان.


الصورة لن تكتمل إلا برؤية المحامي الذي يخدع موكله، والأمثلة كثيرة عن محامين استولوا على تعويضات حوادث سير وقعت لموكليهم، وآخرين زوروا وثائق.. أما بعض القضاة من صنف أولئك الذين في النار، فعددهم ليس قليلا.


المواطن لا يحتج ولا يغضب من القاضي الظالم ومن الموظف المرتشي ومن المحامي الخائن ومن الطبيب الإنتهازي لكن يغضب ويظهر شجاعة غير مألوفة تجاه المدرس الذي لا يأخذ رشوة ولا يتلاعب بحياة أحد.


أحيانا تسول لي نفسي الأمارة بالسوء أن أقول أن المواطن من هذا النوع يستحق ما يحصل له على أيدي أولئك لأنه جبان، ويرى في المدرس فرصة يحاول أن يعبر فيها عن وعيه بما يجري دون أن تكون له الجرأة على مواجهة من يهضمون حقوقه بالفعل.

القضية قضية كرامة. والكرامة لن يعيدوها إليك أيها المدرس، فاستعدها أنت.





التوقيع


لايتواضع إلا الكبير

ولايتكبر إلا الحقير

    رد مع اقتباس