عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-08, 21:38 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي والله اوباما باباه


والله اوباما باباه



خالد أشيبان

عندما ضرب إعصار ساندي الولايات المتحدة الأمريكية أسبوعاً قبل الانتخابات الرئاسية، توقعت أن يؤجل الأمريكيون الانتخابات إلى حين معالجة آثار الإعصار الكارثي وترميم ما يمكن ترميمه بعد الإعصار. لكن ما حدث هو أن عمدة مدينة نيويورك خرج بعد الإعصار مباشرةً، وأعلن للأمريكيين عن مخططه لما بعد الكارثة والذي يتطلب أربعة أيام فقط لتعود الحياة إلى مجاريها. وعاد التيار الكهربائي ونظفت الشوارع ووزعت التعويضات، وعادت نيويورك إلى الانتاج ونظمت الانتخابات في وقتها وكأن شيئاً لم يكن.
وعندنا في المغرب وفي الوقت الذي كان فيه إعصار ساندي يضرب نيويورك، كانت تتساقط بعض الزخات المطرية على المدن المغربية تسببت في انهيار منازل المدينة القديمة في الدار البيضاء و فاس ووفاة بعد ساكنيها و اختنقت الطرق و غرقت الشوارع و لم يتحرك أحد.
لأنه وببساطة المواطن عندنا لا يساوي شيئاً ولا يملك حقاً وهو آخر ما يمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار.
وما زلنا ننتظر أن يزور الملك مدينة ما ليقوم المسؤولين القائمين عليها بتنظيفها وصباغة اشجارها وحافات طرقها، وما زلنا ننتظر أن تأتي مؤسسة محمد السادس للتضامن لتبني دار الطالبة ودار الشباب وملعب الحي، و ما زلنا ننتظر إحدى الجمعيات الأجنبية لتأتي و توزع العجلات على أطفالنا في القرى و كراسي المعاقين.
فما دور الحكومة إذاً ومجالس الجهات ومجالس المدن و الجماعات المحلية إذا لم تخدم المواطن وتوفر حاجياته ؟
الفرق بيننا وبين الدول المتقدمة هو أن هذه الأخيرة وضعت الإنسان محوراً لكل شيء، وحفظت كرامته قبل كل شيء. لأن الإنسان هو الأساس وهو الذي يشيد البنيان ويبني الحضارات وليس العكس، وأي تنمية لا تبدأ بالبشر لا يمكن أن تكتمل. نحن نعيش في بلد يأتي فيه رئيس الحكومة بعد سنة من الحكم ليطرح علينا داخل البرلمان التساؤلات "من المسؤول؟" و "ماذا يجب أن أفعل؟" و "هل أنا أعلم كل شيء؟" و "الحكومات السابقة هي المسؤولة" و "التماسيح والعفاريت" ... لأن هاجسه وببساطة هو الانتخابات القادمة وليس خدمة الشعب الذي أتى به و لأنه يفتقد لكل شيء.
ما لم نفهمه بعد هو ان شعبنا ما زال يقبع في قاعدة هرم "ماسلوو" الذي يحدد حاجيات البشر، لأننا لم نوفر بعد للناس الحاجيات الأساسية من مأكل ومشرب وتعليم أساسي. ثم نأتي و نتحدث عن الدستور وعن الملكية البرلمانية وعن أشياء لا تمثل أي هاجس للناس البسطاء.
فمتى سنوفر للناس حافلة نقل في المستوى، وماء صالح للشرب في المستوى، ومدرسة ومستشفى في المستوى، ومنحة دراسية في المستوى، وإدارة عمومية في المستوى، و إدارة أمن تحترم كرامة الناس ولا تهينهم صباح مساء ؟
صراحةً لاأدري.
هبة بريس





التوقيع

    رد مع اقتباس