عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-19, 22:41 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي "الكميلة" والطرز بحجرات مدرسية بالجديدة


"الكميلة" والطرز بحجرات مدرسية بالجديدة

الجمعة, 19 أكتوبر 2012 12:04



مدرسون ارتقوا مهنيا على حساب التلاميذ بمتابعة دراستهم الجامعية داخل الأقسام
قبل الحديث عن جملة من حوادث وأحداث وممارسات غريبة تقع بالمدرسة العمومية، حضرية كانت أم قروية، لا بد من الحديث أولا عن ظروف واشتغال رجال ونساء التعليم، التي تضطرهم إلى اللجوء إلى مثل هذه الأفعال والممارسات المرفوضة أساسا. وإذا كانت ظروف اشتغال المدرس بصفة عامة داخل المدار الحضري مقبولة وملائمة، فإن ظروف الاشتغال بالعالم القروي، تبقى صعبة وغير مطاقة وتتسبب في وقوع أحداث لم تكن منتظرة. هناك مدرسون يطلبون من تلامذتهم الذهاب إلى البئر لجلب الماء وهناك من يطلب منهم الذهاب إلى بقال الدوار لشراء السجائر، وهناك من يطلب منهم الخروج من القسم لإحضار الخبز. ولعل ما حدث مؤخرا بإحدى مدارس الدار البيضاء، بعد انفجار قنينة غاز، سيعيد إلى الأذهان العديد من الحوادث والممارسات المماثلة التي تقع داخل رحاب المدرسة المغربية.
"الصباح التربوي" استمع للعديد من رجال ونساء التعليم، الذين وجدوا الفرصة ملائمة للبوح ببعض من معاناتهم، رغم أنهم يرفضون ممارستها، لكنهم كما عبر واحد منهم، "مجبرون لا أبطال". تحدث (عبد الله.س) بمرارة عن بعض تفاصيل مذكراته اليومية بمدرسة قروية لا تحمل إلا الاسم، مؤكدا أنه أمام بعده عن المدار الحضري، إذ كان يشتغل في منطقة نائية، كان يجد نفسه مضطرا لنصب "الكميلة" على قنينة الغاز بالقسم/القاعة الوحيدة المنعزلة وسط شبه صحراء. يقتني لوازمها من "الفيلاج"/السوق الأسبوعي ولوازم الأيام التي يقضيها داخل "معقله"، الذي يستعمله مكانا للتدريس نهارا ومكانا للنوم ليلا. يتدبر أمور الخبز بتكليف تلامذته حسب إمكانياتهم واستعداد أهاليهم. هو يعلم خطورة الوضع ولكن كما صرح بذلك، "اللهم ارحمني عاد ارحم والدي".
قديما كنا نلاحظ مدرسات يأتين إلى القسم يحملن معهن أدوات الطرز وصنع"التريكو". وكان البعض منهن يأتي بكل أنواع الخضر لتنقيتها استعدادا لتهييئ طعام الغذاء. وكنا نعلم علم اليقين، أن هناك مدرسين ارتقوا مهنيا على حساب التلاميذ بمتابعة دراستهم الجامعية داخل الأقسام. ومن المعلمات من كن يطلبن من تلميذاتهن الذهاب إلى منازلهن لغسل الأواني وتنظيف وتوضيب مرافقها ومنهن من كن يطلبن من أمهات التلميذات على الخصوص تهييئ "الثريد" والحلويات والإتيان بأنواع معينة من العطور. ممارسات انقرضت ولكن الشاذ، لحسن الحظ، لا حكم له. هناك ممارسات أخرى أشد وطئا وأشد قبحا ونذالة من كل ذلك. بالأمس القريب، تم اعتقال مدرس بإحدى المجموعات المدرسية التابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية بالجديدة، قام باغتصاب ثمانية من تلميذاته على فترات. المعني بالأمر اعترف اعترافا تاما أمام النيابة العامة ولازال قاضي التحقيق يواصل البحث معه. ومن المنتظر أن يحال على أنظار غرفة الجنايات في الأيام القليلة المقبلة.

أحمد ذو الرشاد (الجديدة)






التوقيع

    رد مع اقتباس