عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-14, 09:43 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي حتى التلميذ لم يسلم من لسان الوزير


حتى التلميذ لم يسلم من لسان الوزير



رشيد أخريبيش
بعد الفيديو الذي أثار حفيظة أسرة التعليم والمتعلق بتصريحات وزير التعليم السيد محمد الوفا الذي سخرفيه من رجال التعليم وقدم لهم اهانات لا تبقي ولا تذر، يعود مرة أخرى ليفجر قنبلة أخرى من قنابله الحكومية الصنع التي لم يكن هدفها هذه المرة لا المدير ولا الأستاذ ولا صاحبة المدير كما يفضل تسميتها السيد الوزير بل هدفها أجيال المستقبل الذي يدعي سعادة الوزير أنه يحاول جاهدا توفير لهم الجو المناسب لاستكمال دراستهم في أحسن الظروف .
لم تكن التلميذة التي تدرس في الصف الخامس ابتدائي والتي كان السيد الوزير قد وجه لها الخطاب نتي أشكديري هنا خاصك غير الرجل ؟ تعتقد أنها يوما يوما من الأيام ستجد نفسها أمام وزير أسمعها من الإهانة ما لم يكن في الحسبان على مرأى ومسمع زملائها وأساتذتها.
فسعادة الوزير غالبا ما يتحدث بلغة غريبة وبأسلوب حواري عجز المغاربة عن فهمه والذي غالبا ما يكون قذف أو اهانة ،فوزيرنا المحترم لم يسلم من لسانه أحد من أعلى الهرم إلى أسفله في منظومتنا التعليمية ،فعوض أن يتحدث وزير التعليم عن لب المشكل الذي يأرق منظومتنا التعليمية ويحاول إيجاد حل ينزع عنا شر تلك المراكز التي نحصدها في كل التقارير الدولية والتي تجعل تعليمنا في ذيل التصنيفات العالمية بدل أن يذهب للخوض في أمور لا تنفع ولا تضر .
في الوقت الذي كان من الواجب على سعادة الوزير أن يزرع روح العلم وحب المدرسة في أجيال المستقبل يتجاوز ذلك بكثير ليدعوهم إلى مغادرة مقاعد الدراسة والتفكير في الزواج الذي هو آخر شيء يمكن لهؤلاء التلاميذ التفكير فيه.
إذا كان كلام سعادة الوزير يراد من خلاله الضحك لا أقل ولا أكثر فإن ذلك لا يصلح لمقام وزير التعليم ولا لمنظومة هي في وضعية لا تحسد عليها ،ولا يصلح أن يصدر عن مسؤول كبير في الدولة ومن وزير يتربع على أهم القطاعات في البلاد والذي كان من الواجب عليه أن يتحلى باللباقة وبالدبلوماسية خاصة وأن الرجل قضى جزءا من حياته في خدمة الدبلوماسية والتفاوض دون أن يتعلم فن هذه الأخيرة .
لم تكن هذه هي المرة التي يخرج فيها وزيرنا المبجل بمثل هذا الكلام، بل سبق وأن شاهدنا معه الكثير منذ تنصيب الحكومة الجديدة والتي لم يرى معها المغاربة سوى الأحزان، فالسيد الوزير معروف بانفعالاته في كل حواراته التي يجريها والتي يكاد يفقد فيها صوابه وأعصابه دون أن يفكر بأن وضعه ومنصبه يحتم عليه التحلي بالصبر وبصدر رحب ويقبل بكل الانتقادات وكل الآراء التي تخالفه .
فبعد أن أطلق العنان لنفسه على الأستاذ وبعد أن تهجم على المدير وعلى مساعدته التي أطلق عليها إسم صاحبة المدير عاد ليعيد الكرة مرة ثانية ليشن حربا ضروسا على التلميد الذي كنا نعتقد أن السيد الوزير سيستثنيه من هذه الاهانات المتواصلة والمتكررة التي يشنها على أسرة التعليم بشكل يستدعي منا وقفة تأمل وإعادة نظر في سلوكات غريبة لم يعتاد المغاربة على مشاهدتها خاصة ممن يحملون شعار الإصلاح والتغيير .
إذن بعد أن أنيط اللثام وأزيل الستار وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الإصلاح ،تأكد الشعب المغربي جليا أنه لا أمل ينتظره ولا حظ له لا مع حكومته التي رفعت شعارات أكبر، ولا مع وزرائها الذين أثبتت الأيام المعدودة أنهم عاجزون بالفعل على تحمل المسؤولية.
ربما بعد هذا الكلام الذي تفضلنا به والذي يرسم واقع من يقود قاطرة التعليم بالمغرب سيعتقد البعض أننا بصدد الانتقام من السيد الوزير ومحاولة منا للتهجم عليه دون أي وجه حق ،وهذا ما لا نقبله ولا نرضى لأنفسنا أن نكون من أولئك الذين يحاولون تصفية حسابات مع أي شخص كيفما كان نوعه ،لكننا فقط هناك بعض الأسئلة التي يجب أن تطرح خاصة بعد أن طفح الكيل ووصل السيل الزبى .هل يمكن للسيد الوزير بتلك التصريحات التي تحط من قيمة أسرة التعليم أن يقود قاطرة الإصلاح بالبلاد ؟أبهذا يمكن لسعادة الوزير أن يرسخ قيم المواطنة ومناهضة عدم التمييز التي ما فتئ يشنف بها أسماع المغاربة جميعا؟
إذا كان سعادة الوزير يقصد من وراء تلك التصريحات التقشاب والهزل وصنع النكت ،فليسمح لنا سعادته بالقول أنه ليس على حساب أسرة التعليم التي تكابد المعاناة أملا في صنع أجيال المستقبل ،وليس على حساب الطفل الذي كان من الواجب علينا أن نلقنه ما يزرع فيه روح العلم والمعرفة بدل تلقينه ترهات لا تزيده إلا تذمرا وتدميرا .






التوقيع

    رد مع اقتباس