عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-03, 22:47 رقم المشاركة : 1
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

c5 خــريـف ـــ للشاعر الفرنسي ألفونس دي لامارتين


بسم الله الرحمن الرحيم
السلاو عليكم و رحمة الله و بركاته




خــريـف
ألفونس دي لامارتين

تحيّـاتٌ ، أيتها الغاباتُ المكسوّةُ بالأخضر المستديم !

الأوراقِ المُصفَـرّةِ على العشب المتنـاثر !

تحيّـاتٌ ، أيتها الأيام الأخيرة الرائعة ! حِدادُ الطبيعة

يُـثيـرُ ألمي ويُمَتِّـعُ عينـيَّ .

أسير بخطواتٍ حالمة في طريق مهجـور ،

وأريد أن أرى ثانية ، ولآخـرِ مرةٍ ،

هذه الشمسَ المتضائـلةَ والشّاحـبةَ والتي لا ينفـذ

نورُها الواهنُ إلى ظلام الغابات عند قدمي إلاّ بجهد!

.

أجلْ، في أيام الخريف هذه ، عندما تموت الطّبيعة ،

أجد إغراءً عظيماً في نظراتها المتستِّرة ،

وَداعَ صديق ، والبسمةَ الأخيرة

من الشِّفاه التي سيغلقها الموتُ إلى الأبد .

.

هكذا أتهـيّأ لأغادر أمدَ عمري ،

أندب الأملَ المُحتضَر لأيامي الطَّوال ،

وأنظر إلى الوراء مرة أخرى ، وبأعين حاسدة

أفكر مَـليّـاً بعطاياها التي لم أنعُـمْ بها قطّ.

.

يا أرضُ ، يا شمسُ ، يا وديانُ ، ويا طبيعةً رائعةً جميلة ،

أنا مدين لكم بدموع على حافّـة قـبري ؛

يُشَمُّ الهواء عذباً ! الضياءُ جِـدُّ نقـيٍّ !

والشمسُ جميلة للمُحتضَـر !

.

الآن أريد أن أشربَ حتى آخـرَ قطرةٍ

من كأس الزَّهرة التي تمزج الرّحيق بالصّفراء!

عند قعر كأس الحياة التي شربتُ

ربما تكون ثمة قطرة من عسل رائق.

.

ربما يدّخر لي المستقبل في مستودعه

قبضةً من سعادة ، أملاً بائساً ؟

ربما تكون بين الحشد روح أُهملتْ

تتفهّم روحي فتتجاوب معـها ؟

.

تسقط الزَّهـرةُ فتمنحُ الريحَ عِطرَها ،

إلى الحياة ، إلى الشّمس ناطقةً وداعَـها الأخيـر؛

سأموت ؛ وروحي في لحظة انتهـائهـا

ستعطي صوتَ حِدادٍ هادئاً وقَـرعَ ناقوسِ موتٍ شجيّاً .

*




ترجمة : د. بهجت عباس

نبذة عن الشاعر

اقتباس:
ألفونس دي لامارتين Alphonse de Lamartine (عاش 21 اكتوبر 1790 - 28 فبراير 1869) كاتب وشاعر وسياسي فرنسي يعتبر رائد الرومانسية، ولعب دوراً محورياً في تأسيس الجمهورية الفرنسية الثانية.
كان هذا الشاعر يعاني من حالة حزنٍ لا تكاد تنقطع و يكابد تباريح روحانية كانت إيذاناً بما عُرف فيما بعد عند فحول الشعراء الرومانسيين ب «داء العصر» (على حدّ وصف موسيه ) أو ما عبّر عنه «بودلير» بعبارة «سبلين» (أى القلق و الكآبة). ويجدر التنبيه إلى أن الدفق الشعري عند لامارتين (المتجلّي بوضوح في قصائد «البحيرة» و«الخريف» و«الوادي») يتحلّى باهم خصائص الرومانسية، وهي كونه نابعا من تجربة شخصية تطبعها الذّاتية إلى مدى بعيد. غير أن الذّاتية المفرطة لم تمنعها من أن تمتدّ لتشمل أجيالا كاملة بتأثيرها وتخاطب كلاًّ منهم كما لو كانت تجربته الخاصّة.

كان شعر لامارتين، شأن الرومانسيين الأوائل، فيضٌ من الأحاسيس الجياشة إلى درجة المبالغة، بل لا يسع المرء أن يحمل كل المرارة المنبعثة من شكواه على محمل المعاناة الصّادقة. و لكن أليس تكثيف المشاعر وتهويل معانات الفرد و شعوره بالغربة و الوحدة هي بعينها أبلغ المؤثرات التي جعلت من مجموعة «التأملات» أكثر الدواوين رومانسية على الإطلاق ؟ للدّلالة على ما يختزنه شعر لامارتين من قدرةٍ هائلة على التّشبيه المبتَكَر و الوصف البليغ للحظاتٍ خاطفة وزاخرةٍ بالأحاسيس الموجعة، و التي لا يكاد المرء يلامسها حتى تنسلّ من بين أصابعه تاركةً وراءها فراغاً و حيرةً، آثرتُ أن أترجم مقدّمته التأمليّة الجميلة لمطوّلته الرّائعة «ذكرى الأموات». و ذلك لما تمتاز به هذه القصيدة من نفسٍ رومانسيّ أصيل ملؤه الأسى الغامض العميق الذي فجرّ في نفس الشاعر أحاسيس رقيقةٍ عذراء، فجرى بها لسان لامارتين معاني أبكار لم يطمثهنّ شاعرٌ قبله، و ما أكثر ما تكررت على ألسنة الشعراء الرومانسيين من بعده إلى درجة الابتذال.
لقد كان زمن لامارتين زمن التّغيير الذي شهد ميلاد عالمٍ جديدٍ و طرائق عيشٍ مختلفة ومشاعر مغايرة، لذا جاءت صور الشاعر و تعابيره ـ و هو المبدع الكبير ـ تقطر جدة وتفرّد.



قراءة ممتعة





التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس