تعالـــــــوا
هذه الصرخة أسمعها دائما .. تستوقفني .. وفي البيوت .. تسبب لي دواراً في رأسي .. فما إن أمرَّ على كوخ فقير .. حتى أشاهد صورًا باكية .. كأنها تصرخ محتجَة .. " تعالوا انظروا
حالتنا " الأرض عارية .. عفونة .. دخان ..جدران مسودة .. وهواء فاسد .. وكل ذلك غارق في نصف ظلام .. الناس والدواب على مزبلة واحدة .. " تعالوا انظروا حالتنا " فقر رهيب .. شقاء .. نفوس معذبة .. نساء معروقات .. وأطفال وشيوخ .. ورغيف من دقيق الشعير في التنور .. ينضج من أجل الأفواه الجائعة .. " تعالوا انظروا حالتنا " إنه يرجو ويتأوه .. أنتم السادة الحكماء .. يا من نطعمكم .. دعوا حفلاتكم ولو ساعة .. وتعالوا إلينا .. يا من بالضجيج والكلام .. تضيعون كل شيء .. " تعالوا انظروا حالتنا " .. أنتم يا من تعيشون في أمان .. انظروا .. ولو من ثقوب أكواخنا .. سوف تقشعرّ أبدانكم .. من هول ما سترون .. " تعالوا انظروا حالتنا " .. تعالوا ربما تفكرون بالشعب .. أو تعانون من خجل .. أو شعور بالألم .. قد تعرف قلوبكم الرحمة .. كفى حبكم لنا بالكلام .. تعالوا .. تعالوا انظروا .. حالتنا .. هل تأتون .. ؟!
هل تأتون... ؟! هل تأتون .. ؟!
الأديب إيفان فازوف / بلغاريا