عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-29, 07:36 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي الوزير الوفا و"صاحبتو"


الوزير الوفا و"صاحبتو"



عمر بنعمر
الجمعة 28 شتنبر 2012 - 22:24
" المدير وصاحبتو..."
"والله أوباما باباه ماعندو هاد الثانوية لي كاينة في المغرب"
" غادي نصيفتك لآسا الزاك، باش تعرف أشنو هو الوسط القروي..."
" وكنت غادي نجمع مع المدير... ولعامل قبطاتو الرعدة حيت سحابليه غادي نقول لوزير الداخلية هاداك شي لي شفت..."
الكلام لوزير التربية الوطنية، في لقاء مع أطر من رجال التعليم، خلال "نشاطه" الحزبي.
عذراً أيها التلميذ الصغير، الذي لم تبلغ الحُلم بعد، إن خدش براءتك معلمك الأول، وزير التعليم، و صُدمت في من يسهر الليالي و يُقرِّح المآقي من أجلك، لترتقي في درجات العلم والمعرفة، و تبلغ مبالغ الأدب و الأخلاق الحميدة...
عذراً أيتها التلميذة في الصف الأول التحضيري، يا من لا يزال بفمك اخضلال حليب أمك، عذراً إن أقلق سمعك سعادة الوزير، فاضطرب ماء وجهك الصافي خجلاً... من الآن وصاعداً، ضعي أنملتيك الصغيرتين في أذنيك يا بنيتي، و أغمضي عينيك الملائكيتين، ثم اذهبي بعد ذلك إلى المدرسة، أو اقعدي في كسر بيت أبيك... فلا خير في علم بلا حياء...
عذراً أيتها السكرتيرة، كاتبة المدير، أيتها الزوجة العفيفة الشريفة، التي تعمل أضعافاً مضاعفة ما يعمله المدير، يا من تستحمل غلاظة زوجة المدير، يا من تتستر على غياب المدير، عذراً لأن وزيرك لخص وظيفتك كلها في مخادنة المدير يا صاحبة المدير...
عذراً أيها المدير، أيها الرجل الشريف، يا من استأمنك الآباء على فلذات أكبادهم، يا قدوة التلميذ و مثله الأعلى، فلست في نظر وزيرك إلا معربداً يلتف حوله الخليلات فوق مكتبه الموقر، ذلك المكتب الذي يقف أمامه وقفة الذليل من كاد أن يكون رسولا، فما بالك بمن يقف وراءه...
عذراً أيتها المَدْرَسَةُ الحُلْوَة، يا منبت البراعم الصغار، يا مشتل المستقبل. أحقاً أنك مُسِخْتِ إلى ماخورٍ و لا ندري، و باسم العلم ذُبح الشَّرف و انتهكت الحُرمات خلف جدرانك...؟ وبعد ذلك يُقسم الوزير بأغلظ الأيمان أن "أبا" أوباما لا يملك مثل هكذا مدرسة؟
فليعلم الوزير، يا من تدرج في سلك الدبلوماسية سنوات عديدة، بعد أن كان طُويلباً يُفَرِّقُ ملصقات u.g.e.m في الحي الجامعي السويسي، و يمارس هواية القفز فوق الطاولات والرمي بالكراسي في مدرجات الكلية، أنه لو قال ما قال في دولة القانون لأحيل إلى القضاء بتهمة تحقير و إهانة موظف للدولة، و تهديد نائب إقليمي بالنفي إلى آسا الزاك، وكأني أمام ستالين ينفي معارضيه إلى سيبيريا... العمل في آسا الزاك، سيدي الوزير، ليساً عقاباً، و ليس أكثر قسوة من العمل في حواشي المدن الكبرى، حيث قُطَّاع الطرق يعترضون سبيل المُدرسات... فعذراً يا إقليم آسا الزاك، عذراً يا فلذة كبد مغربنا العزيز، يا من أصبحت منفى المغضوب عليهم...
لو كنا في بلد القانون، لانقضت عليك جمعيات حقوق المرأة بعد أن جرحت الموظفة المغربية في كرامتها، و استنقصت من كبريائها، و احتقرت كل كاتبة تعمل بشرف واجتهاد، ولخرجت جمعية "ماتقيش سكرتيرتي" إلى الشارع مطالبة بإقالتك...
وربما، بعد ذلك كله، بعث لك فخامة رئيس الكرة الأرضية باراك أوباما أقل محاميه خبرة، المتخرج من مدارسه الأقل كفاءة من مدارسنا النموذجية، ليطالبك بدرهم رمزي بتهمة المساس بحرمة رئيس دولة، و سيربح الدرهم و إن استجمعت أبرع محامييك ضده...
أما الطامة الكبرى التي أقامت صلاة الجنازة على روح الجهاز التربوي، فهي التفاف أطر المفتشين و الموجهين حول الوزير، و استجابتهم لكلامه بالضحك حتى النواجذ والاستهزاء بزملائهم و زميلاتهم في المهنة، و قد كان حري بهم أن يَنْفَضُّوا من حوله تعبيراً عن سخطهم، بدل التملق له و الترامي على نكته البئيسة، و ذلك أضعف الإيمان.
أ بالأيفون و قميص أبيض شفاف مفتوح الصدفتين تُسَيَّرُ وزارة بحجم وزارة التعليم؟ أ هكذا تُملى إحصائيات الوزارة شفهيا أمام الملأ؟

سيقول قائل، دعك و شأن الرجل، فهو لا يعرف لغة الخشب كما عهدنا في الوزراء السابقين، و حسبك ما ترى من تنقلاته المتتابعة، و قراراته الحاسمة الخالية من التدرج لإصلاح ما أُفسد، و لا تنس أن التعليم لم يكن بأحسن حال قبل مجيئه، فلا تكن قاسياً عليه لمجرد هفوة عابرة أو زلة لسان خفيفة...
إن كان حقاً يريد الإصلاح كما يقول، و أظنه صادق في دعواه، فدونه سبيل الجد و العمل مفتوح و معروف، و ليسلكه كما يشاء، و ليدخر نكته و سخريته لمجالس أنسه الخاصة، فكثرة الضحك تميت القلب...
فالجد الجد يا رجال التعليم، والفضيلة الفضيلة حفظكم الله، فهي عزائنا الوحيد لهؤلاء التلاميذ الغر المساكين و أملنا الوحيد فيهم، فربما جاء يوم لا يبقى لنا شيء سواها.
هسبريس





التوقيع

آخر تعديل abo fatima يوم 2012-09-29 في 07:39.
    رد مع اقتباس