عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-20, 01:14 رقم المشاركة : 3
الزرقاء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية الزرقاء

 

إحصائية العضو







الزرقاء غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة

وسام المرتبة الأولى

مسابقة المبشرون بالجنة 2

المرتبة الثانية

وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المركز 3حزر فزر

وسام العضو المميز

وسام الرتبة الأولى مسابقة مقدم

وسام تحدي الصور 1

افتراضي رد: هل يتفلسف الأطفال !؟





وهنا يتوجب على المتخصصين في مجال الفلسفة ابتكار المادة، وتحديد الطابع الفكري لها. ويأتي دور المدرسين الذين يطبقونها في برامج عملهم. وهذا يعني أن المدرسين يطبقون أفكار ونظريات أبدعها آخرون. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيف يمكن للمدرسين من تجنب التأثر بنصوص غريبة عنهم ؟ وكيف يمكن طرح الأسئلة حول أسئلة طرحها الآخرون؟ وهذا يعني في نهاية الأمر أن تطبيق المناهج يدين منفذيها ويدفعهم إلى موقف غير فلسفي. إذ كيف يمكن توحيد المسائل المختلفة التي تولد في معترك الحوار والجدل؟ وكيف يمكن تعميم مختلف وجهات النظر ؟ وكيف يمكن صدّ الجديد الذي ينبثق ؟ تلك هي المشكلات التي تفرضها الكتب المدرسية.

وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن اعتماد الكتب المدرسية موضوعا للممارسة الفلسفية يبدو لنا أمرا متناقضا في ذاته : فالممارسة التي تنبثق عن الفلسفة ذاتها لا يمكن أن تبدو واضحة لذاتها بيّنة بمعانيها الذاتية. إن المشاريع الفلسفية التي نطرح غالبا ما تأخذ طابعا سياسيا قوامه تحقيق الديمقراطية. وهنا نجد أنفسنا أمام موقف إشكالي يختنق بالتناقض قوامه : من غير الديمقراطية لا توجد هناك فلسفة، ومع الديمقراطية هناك فلسفة لا تضع القضايا الديمقراطية في محط التساؤل. وهنا نجد بأن الفلسفة تخضع لمآرب وغايات سياسية فتضع نفسها بعيدا عن التناول الفلسفي. وهنا يمكن القول بأنه لا يوجد هناك تجديد فلسفي في فلسفة تسعى إلى تحقيق أهداف خارجة عنها.

فالنص الجيد لا يمكن التنبؤ بجماع معانيه، والنص الذي يتصف بالغنى يعطي مساحة أكبر للتساؤل. وهنا نجد المناظرة الحقيقية وجها إلى وجه بين الفلسفة والأدب، وليس لأحدهما بالطبع أن يملي على الآخر قانونيته الخاصة لأن ذلك يؤدي إلى عملية تشويه وضرر.

خلاصة :

إن الفلسفة منهاج يعمل على بناء أفكار تربوية ويحرض على التأمل والبحث والنظر. وهذه الفكرة جديدة إلى حدّ ما وذلك عندما نأخذ بعين الاعتبار أننا نضع بين يدي الأطفال شيئا جديدا للتفكير والتساؤل وهي فكرة لم يسبقه إليها أحد : وهذا الجديد يتمثل في ممارسة الفلسفة. ولكن العمل على وضع هذه الفكرة في إطارها المؤسساتي يفقد عنصر الجدة والابتكار.


في الفلسفة لا يوجد هناك حلول سحرية، لأنها ممارسة فكرية معقدة وصعبة، إنها نشاط يحيل ذاته إلى دائرة التساؤل. حيث لا يمكن لأحد ما أن يستبق تساؤلات الآخر، وليس لأحد ما أن يتفلسف من أجل الآخر.

والفلسفة يمكنها أن تكون أداة حرية وتحرير لأنها تعطي مساحة كبيرة للتساؤل. ويمكنها أيضا أن تسمح للأطفال بالتفكير بأنهم في مرحلة تاريخية محددة وأن تجعلهم يفكرون في ذاتيتهم. وبهذا المعنى فإن المعلم المبدع هو الذي يساعد الأطفال على التفكير ويحسهم على التأمل. وهو من أجل ذلك يجب عليه أن يتحرر من قهر الأنظمة التقليدية القائمة وأن يخرج من عباءة المناهج الكلاسيكية ويرفض أدواتها .

ونحن لن نكون مجددين أبدا إذا عملنا على تأصيل أنظمة أخرى سابقة لأن ذلك يؤدي إلى نتائج سلبية في الحياة التربوية. وهذا يعني أنه لا يوجد منقذون في التربية بل هناك ضرورة لطرح إشكاليات وتجارب وممارسات: التفكير الجاد والتساؤل الحر في القضايا والمسلمات والطروحات من غير الخضوع لنماذج فكرية محددة.






التوقيع







    رد مع اقتباس