عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-16, 20:48 رقم المشاركة : 1
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

c3 خَصَائِصُ الأَدَاةِ « لا النَّافِيَة » كَحَرْفِ عَطْف


خَصَائِصُ الأَدَاةِ « لا النَّافِيَة » كَحَرْفِ عَطْف

د. حسن عباس


أولاً- حول خصائص حرفيها ومعانيهما الفطرية :

1- (اللام) : للإلصاق والالتزام .

2- (الألف اللينة) : لها امتداد صوتي يوحي بالعلو، مما يؤهلها أن تكون حاجزاً صوتياً يفصل ما قبلها عما بعدها.

وعلى الرغم من التناقض بين معاني حرفيها هنا فلقد كان لها المزيد من المعاني والاستعمالات التراثية. وذلك يعود فيما نرى إلى مرونة صوتي (اللام ، والألف اللينة) بمعرض التكيف في النطق بهما تعبيراً عن المزيد من تلونات المعاني إيحاءً فطريّاً.


ثانياً- حول معانيها واستعمالاتها التراثية :


باستقراء معانيها لدى (ابن هشام) عثرنا على ما يزيد عن الخمسين وجهاً ومعنى واستعمالاً كان العطف أحد معانيها أما معظمها فكان للنفي.
أما (المحيط) فقد أوجزها في سبعة أوجه رئيسة كثيرة الاستعمال وقد نيفت تفرعاتها عنده على الثلاثين هي:


- نافية تعمل عمل (إنْ)
– نافية تعمل عمل (ليس)
- نافية عاطفة
- نافية لا عمل لها
- نافية جوابية
- ناهية جازمة
- زائدة لا عمل لها

وهكذا قد سيطر النفي على معانيها العاملة جميعاً. وذلك التزاماً من الإنسان العربي بخاصية (الألف اللينة) بوصفها حاجزاً صوتياً مانعاً. ليقتصر الحكم على ما قبلها لا يتجاوزه إلى ما بعدها.
وسنقتصر هنا على الحديث عن خاصية العطف فيها فحسب، باعتبارها من أسرة أحرف العطف.



النافية العاطفة : ولها ثلاثة شروط

1-أن يتقدمها إثبات. نحو: ((جاء زيد لا عمرو))، أو أن يتقدمها أمر، نحو: ((اضرب زيداً لا عمراً)).
2-أن لا تقترن بعاطف. فإذا قيل: ((جاء زيد، لا بل عمرو)). فالعاطف هي (بل). وإذا قيل ((ما جاء زيد ولا عمرو))،

فالعاطف هو (الواو)، وتكون (لا) لتوكيد النفي. وذلك لأنها مختصة أصلاً بالنفي كما لحظنا في معانيها. وهذا يدل على أن (لا) هي أضعف فعالية في العطف من سواها.
3-أن يتعاند متعاطفاها، فلا يجوز القول: ((جاءني رجل لا زيد)). وإنما (جاءني رجل. لا امرأة)).



استطراد لا بد منه :

نلاحظ في الأمثلة السابقة أن (الألف اللينة) في (لا) قد فصلت بين المعطوف عليه والمعطوف في الحكم، فوقع على ما قبلها. ففي قولنا
((جاء زيد لا عمرو))
قد اقتصر المجيء على (زيد) المعطوف عليه فقط.

وذلك على العكس مما لحظناه في استعمالات أحرف العطف :
(أو-بل-أم)، إذ أن الحكم فيها جميعاً،
إما أن يقع على ما بعدها حصراً، أو أن يكون من الجائز وقوعه على ما بعدها، كما في (التخيير) مع (أو).

ففي قولنا: ((جاء زيد (أو-بل-أم) عمرو))،
فحكم المجيء في هذه الأمثلة قد وقع على ما بعدها كما لحظنا آنفاً إذ اقتصر على مجيء (عمرو). فلم ذلك؟.

ما نحسب أن هذا الأمر قد تم مصادفة، إذ يبدو لنا أن العربي قد راعى في ذلك خصائص الأحرف العربية التي شاركت في تراكيب أحرف العطف هذه، ومن ثم مواقعها من المعطوف عليه والمعطوف
وذلك:
((سوقاً للحروف على سمة المعنى المقصود والغرض المراد)).

فقد لحظنا سابقاً أن (الواو) للجمع العشوائي في (أو)، و (اللام) للإلصاق في (بل) والميم للجمع والضم في (أم) تقع جميعاً في أواخر أحرف العطف الثلاثة هذه، أي من جهة المعطوف.
أما (الهمزة) ذات النتوء الصوتي في (أو + أم)، وكذلك (الباء) ذات الانفجار الصوتي الفاصل في (بل)
فهي تقع في جهة ما قبلها، أي من جهة المعطوف عليه. وهكذا كان من الذوق العربي الفطري أن يجعل الأحكام تقع على ما بعدها،
ويبقي ما قبلها على حاله، بفعل العازل الصوتي في (الهمزة)- أو (الباء).



أما في (لا) النافية العاطفة. فالأمر على العكس من ذلك:
لأن (لام) الإلصاق فيها تقع من جهة ما قبلها. أما (الألف اللينة) الفاصلة العازلة فتقع في جهة ما بعدها.
فكان من ذوق العربي الفطري السليم أن تلتصق الأحكام بما قبلها، و يبقى ما بعدها على حاله في معزل عن الأحكام التي تسبق (لا)، بفعل
(الألف) الفاصلة .

حـروف المعاني بين الأصالة والحـداثة - حسن عباس
دراسة -من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق2000

منقول







التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس