عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-12, 15:26 رقم المشاركة : 1
رشيد زايزون
مشرف منتدى التعليم العالي ومنتدى التفتيش التربوي
 
الصورة الرمزية رشيد زايزون

 

إحصائية العضو









رشيد زايزون غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي الطباق و المقابلة في القرآن الكريم


الطباق هو أن يُجمع بين متضادين في الدلالة مع مراعاة التقابل كلفظي البياض والسواد .
وهو قسمان:
1- طباق إيجابي ، و هو أن يُذكر اللفظ و ما يُقابله في المعنى شريطة أن يكون اللفظان من نوع واحد ، إما اسمين كقوله عز و جلّ : ( و ما يستوي الأعمى و البصير و لا الظلمات و لا النور و لا الظّل و لا الحرور و ما يستوي الأحياء و لا الأموات. حيث عقد سبحانه وتعالى في هذه الآيات مقارنة بين أضدادٍ لتوضيح الفرق الشاسع بينها، وهي: الأعمى وهو الكافر والبصير أي المؤمن ، والظلمات وهي الكفر والنور أي الإيمان ، والظل وهو الجنّة والحرور أي النار ، أو فعلين مثل قوله تعالى : ( تؤتي الملك من تشاء و تنزعالملك ممن تشاء و تُعزّ من تشاء و تُذلمن تشاء )أو حرفين كقوله : ( لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت )
2- طباق سلبي ، وهو أن يؤتى بمعنى ثم بما يقابله باستخدام أدوات النفي ، كقوله تعالى : (قُل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ) و كقوله : (فلا تخشوا الناس و اخشون )
و قد يتحول الطباق إلى مقابلة إذا تجاوز الطباق ضدين و ذُكر معنيان أو أكثر ثم ما يقابلهما في الدلالة على الترتيب :
أ- فمن مقابلة اثنين باثنين قوله جل و علا : ( فلا صدّق و لا صلى و لكن كذّب و تولى)
ب - ومن مقابلة ثلاثة بثلاثة قوله سبحانه: ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)
ت - ومن مقابلة الأربعة بالأربعة قوله عز و جل : ( فأما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنىفسنيسّره لليسرى وأما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسّره للعسرى )
إن استعمال كتاب الله للطباق و المقابلة كمحسّنات معنوية يدلّ على اهتمام البيان القرآني بالعبارة، وحرصه الشديد على توظيف العبارات التناغمية التي تتعادل وحداتها الصوتية، وتتوافق من حيث الأوزان في انسجام تام مع السياق والمقام ، مع أداء المعنى أحسن أداء، وإخراجه في أبهى حلة.






التوقيع




    رد مع اقتباس