من جمالية الحياة الإنسانية ، حاجتها الدائمة إلى الإحساس بالقيم الذاتية المثالية ، و محاولة التعبير عنها ... ومن بين تلك القيم الروحية الرائعة ، قيمة الشوق الإنساني . فالشوق إحساس نموذجي ، يسكن الكيان و الفؤاد و الإدراك ، مخلفا تباينات و سلوكات وليدة ، و غريبة أحيانا ... ومن الأمثلة القديمة نسبيا : في الماضي القريب كان شوقنا لرؤية ساعي البريد مثلا ، كشوقنا ليوم العيد ونحن أطفالا !! خاصة إذا كانت الرسالة من بعيد عن العين ، قريب جدا من القلب . والشوق حين يسمو و يتحول إلى مقامات أدبية ، تستعيد الذات المبدعة شغفها و قدراتها الكامنة في أعماق الخطاب .. ويتم إنتاج صياغة تحاول موافقة الإحساسات و الانطباعات الذاتية . وقد اختارت مبدعتنا أم منصف ، مخاطبة أطياف هذا الشوق العنيد ، شوق المسافات و الفصول ...وقد لبست خاطرتها حلة لغوية مباشرة أحيانا ، دون أن تفقدها البهاء الأدبي الممتع . إلى تألق دائم إن شاء الله .