عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-09, 15:01 رقم المشاركة : 1
ايميل دولا
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
إحصائية العضو







ايميل دولا غير متواجد حالياً


a3 ما يوصف به الإنسان من ألوان



السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
برع العرب في وصف الناس و سماتهم وسحنة وجوههم و ألوان بشراتهم التي تتراوح بين البياض و السواد. و قد أشار ابن سينا إلى ذلك في أرجوزة له في الطب بقوله :
بالزنج حر غيرالأجســـادا ***حتى كسا بياضها سوادا
و الصقلبي اكتسب البياضا***حتى غدت جلدها بياضا
(الصقلب و الصقلبي جمع الصقالبة قوم كانوا يقطنون بآسيا ثم انتشروا في البلاد الأوروباوية
فلا يسوغ في لغتهم أن يقال رجل ابيض و امرأة بيضاء إنما الأبيض عندهم الخالي من العيوب الأخلاقية فإذا قالوا : رجل أزهر و امرأة رعبوبة و فلان أحمر و فلانة حمراء عنوا بياض لونهم . و كانت العرب تسمي العجم ( الحمراء و رقاب المزاود ) لغلبة البياض على ألوانهم . وفي حديث أنس في صفته عليه الصلاة و السلام أنه (( كان أزهر و لم يكن يكن أمهق)) أي لم يكن كريه البياض كالجص . و الأزهر الأبيض المستنير بخلاطة من الحمرة . و يقال للرجل الأبيض أبو الجون و للرجل الأسود أبو البيضاء و هي من أسماء الأضداد.
و امرأة حوراء و حيرورة : بيضاء و لا يقصد بذلك حور عينها . و رجل أسمر و السمرة منزلة بين البياض و السواد ( ومنه السمر و هو ظل القمر لأنه ليس بكثيف ) . و رجل آدم و الأدمة في الإنسان السمرة .
و يقال رجل أشقر و الشقرة حمرة يعلوها سواد. و رجل أقشر إذا كان شديد الحمرة كأن بشرته متقشرة.و الثقيب من الرجال و النساء : الشديد الحمرة .
و يقال للأبرص : أبقع و اسلغ و ملمع وأصلخ و أذمل. و رجل أصهب إذا كان في شعره شقره و منه ما يطلقه العرب على قوم الروم (( صهب السبال و سود الأكباد)) ( و السبلة ما علا الشارب أو ما استرسل من اللحية ) و قد انشد ابن قيس الرقيات :
فظلال السيوف شيبن رأسي****واعتناقي في القوم صهب السبال
فهو يمدح نفسه بأنه قضى عمره في الحرب يمسك السيف و يصارع الأعداء من الروم.
و قد جعل العرب أوصافا لونية خاصة تطلق على كل جزء من أجزاء الوجه و البدن . فمن ذلك ما يوصف به الرجل الأسود مع عظم و هو الدغمان و الأدغم : الأسود الأنف و أما الأكحل فليس لونا كما في اعتقاد بعض الناس و لكن الأكحل الذي يكون بين الكحل و هو الذي يعلو جفون عينيه سواد مثل الكحل من غير اكتحال.
و الشفة اللعساء : الضاربة إلى السواد قليلا و هو مما يستحسن ( يقال نسوة لعس) و الرجل الأبثغ من كانت شفته ممتلئة حمرة من الدم ( يقال شفة كاثعة باثعة).
و العين الحوراء : التي يكون اتساع سوادها كما هو في أعين الظباء و في الآية ((حور عين )) أعينهن نقيات البياض شديدات سواد الحدق.
و العين الدعجاء: السوداء مع سعة المقلة. و العين البرجاء التي يكون بياضها محدقا بالسواد . والعين الشكلاء : يكون في بياضها كيئة الحمرة و هو محمود.
و العين الشهلاء : ( الشهلة أن يشوب سوادها زرقة و قيل حمرة) . و الشعر الفاحم : الشديد السواد .و الشعر الثاغم : الشديدالبياض.
و يشبه بياض الشيب بالثغام( و هو نبت أبيض الثمر و الزهر) قال حسان :
أما ترى رأسي تغير لونه******شمطا فأصبح كالثغام الممحل
و يقال رجل اشيب : و الشيب بياض الشعر . قال عبيد الأبرص
تصبو و أنى لك التصابي *** و الشعر قد شابه المشيب
يعني بيضه المشيب و ليس معناه خالطه
و يسمى بياض الأسنان ظلم( بالفتح) و هو الماء الذي يجري على الأسنان من البريق لا من الريق . قال زيد بن ضبة :
بوجه مشرق صاف ****و ثغر نائر الظلم
و الحبر( بالكسر) صفرة تشوب بياض الأسنان. و القلح : صفرة تعلو الأسنان . و الطرامة ( بالضم ) خضرة تعلوها .





    رد مع اقتباس