عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-27, 05:44 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

new1 بشأن تدبير الترقية الداخلية: نموذج (من الدرجة3 إلى 2)


بشأن الترقية الداخلية..تدبير الترقية الداخلية: نموذج (من الدرجة3 إلى 2)
ما أسفرت عنه نتائج الترقية الداخلية لسنة 2008، يبين بالملموس كيفية تدبير هذا الملف الشائك، المتضمن لجحافل من المدرسين والمدرسات ،من قبل مديرية الموارد البشرية التابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي و..، بتنسيق مع اللجان الثنائية، والنقابات الممثلة لفئات نساء ورجال التعليم..
فتدبير مثل هذا الملف خلق ارتباكا واضحا للوزراة في جمع المعطيات المتعلقة بالأطر المستوفية للشروط المحددة في سلم الترقي. فلا الأكاديميات عملت على تجاوز كل الأخطاء التي تعرضت لها بعض لوائح الترقي ، ولا النيابات عملت بتنسيق مع الهيئات الممثلة لنساء ورجال التعليم من نقابات لضبط الوضعيات الإدارية كل على حدة لتجاوز كل خلل من شأنه أن يزهق حق مترق يصبو إلى تغيير وضعيته الاجتماعية والاقتصادية..انطلاقا من السنون العديدة التي راكمها في الانتظار بالطابور،وابتعادا عن
القال والقيل في مثل هذه المحطات المصيرية التي إن لم تدبر بطريقة ديمقراطية، فستخلق بلا شك هوة سحيقة بين الجسم المدرسي الواحد، وتفكيكه إلى كانتونات كل منها يعمل على شاكلته، وكل منها يغني ويطرب على ليلاه.
ما خلق جدلا واسعا في أوساط نساء ورجال التعليم، نقطة الامتياز التي يتطلبها التسجيل في لائحة الترقي، وتعامل المفتش مع هذا المعطى ( أي النقطة ) بشيء من المرونة و عدم الالتزام بما تحدده معايير منحها لكل مرشح للترقية. فبعض المفتشين المزدوجين منحوا النقطة 20 للأطر التابعين لمقاطعتهم التربوية ، بالرغم من توفر العديد منهم على النقطة 18 في تقرير التفتيش السابق دون مراعاة للأقدمية في السلم ، والبعض الآخر من المفتشين المعربين منحوا نقطة 19.5 كامتياز بالنسبة لمدرس (ة) إطاره (ها) في الدرجة3 ، ورتبته (ها) 9 أو 10، بالرغم من توفره على النقطة 19 في تقرير التفتيش السابق مع العلم أن القوانين الجاري بها العمل في مثل هذه النازلة تحدد نقطة 19.5 كامتياز. فصاحب النقطة 18 السالفة رقي، وصاحب النقطة 19 انحاز إلى صف النمنتظرين.. فمثل هذا اللامنطق يخلق بلبلة في أوساط الأطر التربوية نتيجة هذا التفاوت البسيط في النقط بالرغم من التساوي في الوضعية الإدارية ككل، وبالتالي فعند إعلان النتائج تظهر بوادر عدم تكافؤ الفرص، بالرغم من تكافؤ سنوات الأقدمية بالسلم، وبالرتبة ... مما يسبب احتقانات داخل الوسط المدرسي تبتدىء بالمدير وتنتهي بالمفتش والنيابة.. وبالوضع العام داخل المؤسسة .
فالترقية الداخلية بالطريقة التي تعالج بها، وبالكوطا التي تعرفها التي لم تتحرك قيد أنملة مع العلم أن العديد ممن يسحبهم تيار الترقية إلى الأمام ينضافون سنويا بشكل مهول، ويزدادون في طوابير الانتظار مشكلين جيشا عرمرما من المغضوب عليهم في انتظار تسوية أوضاعهم الإدارية وبالأخص منها الاجتماعية والاقتصادية نظرا لما تعرفه الظرفية الاقتصادية بشكل عام. فنسبة 14°/° المحددة كنسبة للترقي بالاختيار نسبة ضعيفة جدا ،مقارنة مع الأعداد المنتظرة في طوابير الانتظار والذين قضوا ما يفوق العشرين سنة بكثير. ونسبة 11 °/° المخصصة للترقي بالامتحان، غير كافية أيضا. ف 25 كنسبة مقررة للترقية بنوعيها ، نسبة ضعيفة وضعيفة جدا ، يجب مراجعتها كما جاء ذلك في مطالب النقابات والتي حددت سلفا في نسبة 33 في المئة. على أمل إقرارها والإضافة إليها بشكل تدريجي لإعطاء الأطر التربوية ما تستحقه من وضع اجتماعي مقبول ينعكس بالإيجاب على عملهم داخل الفضاءات المدرسية وخارجها..
فالعدد المقدم في لوائح الترقي والذي يمثل 17375، والخاص بالانتقال من الدرجة 3 إلى 2 ، رقي منه 2318، ابتداء من 119.5 نقطة، وانتهاء ب 106 نقطة. ( مع العلم أن سنة 2007 توقفت لائحة الترقي عند النقطة 108). غير أن الملاحظ أن 2748 يتوفرون على نقطة 106 وهم في لائحة الانتظار، فما هي المعايير التي اعتمدت ليرقى عمرو دون زيد ؟
فإذا كان عدد من يتوفر على 105,75 إلى 105 نقطة، يصل إلى4596 ..فعدد من يتوفر على نقطة 104 و104,75 عددهم 5825.. ولكم في العمليات الأربع الحسابية شأن يا أولي تدبير الشأن المالي بالوزارات ذوات الاختصاص. ولضحايا الانتهاكات الكوطية ( نسبة للكوطا) الالتفاف حول نفسها، وإيجاد بديل للإطار النقابي الحالي لعدم كفاياته في تدبير مثل هذه الملفات التي تحتاج لأطر ذات كفاءات عالية ، بعيدة كل البعد عن مقاربات ما هو سياسي حزبي ضيق، بما هو شأن وطني يهم المواطن/المدرس أولا وأخيرا. ويؤسس لثقافة العمل من أجل الآخر ، وليس من أجل النحن،لإعطاء الأنموذج المثالي في معالجة مثل هذه الملفات العسيرة من حيث التفاوض بشأنها مع الحكومة/ الباطرونا . فأسلوب التفاوض ، والإقناع والاقتناع يحتاج إلى طينة من الرجال متمرسة على الفعل الجمعوي في شتى تمفصلاته. ولكن للأسف الشديد غيبت يد المنون العديد من هؤلاء ، وأقعد المرض آخرين..وأصبحت الساحة خالية إلا من هؤلاء الانتهازيين، والباحثين عن فرص التسلق بأي وسيلة كانت..لا يهمم المبدأ بل يهمهم المبتدأ. والساحة تعج بالكثير من هؤلاء وخير دليل على ذلك تطلع في أي نقابة ذات تمثيلية ( كما يشاع). وابحث عن وضعية ممثلي مكاتبها الإدارية ستجد حتما ، جلهم إن لم أقل كلهم يقبعون في سلالم إدارية عليا( السلم 11 أو خارجه) أو يطمحون في تجاوزه...وإن بحثت في مناقبهم العملية ستجدهم جلهم اتكاليون ولا يقومون بشيء إرضاء لصفتهم النقابية. انظر كيف تحول مفهوم المسؤولية النقابية و.. من الاهتمام بالشأن الجماعي للفئة التعليمية، إلى الاهتمام بالشأن الفردي الخاص، إرضاء للذات بعيدا عن الذوات..وما دام تصريف الأمور بهذا الشكل الفوضوي، بعيدا عن التأطير والتشاور وخلق فضاءات حرة للنقاش والحوار، فانتظر زوال وأفول هذه الكانتونات التي تساهم في إشاعة الخواء على الصعيد الفكري والذهني، وعلى باقي الأصعدة.





المدرس

· نشر من قبل نجيب قشة في Saturday - 26 December 2009





آخر تعديل ابن خلدون يوم 2009-12-27 في 05:46.
    رد مع اقتباس