الموضوع: أنت أميرُ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-25, 15:49 رقم المشاركة : 1
ابراهيم أوحسين
شاعر
إحصائية العضو







ابراهيم أوحسين غير متواجد حالياً


افتراضي أنت أميرُ..


أنمشي على سطح الثرى أم نطيرُ ؟


وعظمُ ذوي القربى عليه نسيرُ


وإني لأرجو الصفحَ منهم لأنني


وطئتُ يبابا أثقلتهُ قبورُ


أقولُ لجدّاتي أعِدنَ تفاؤلي


فقلن متى؟ إن الحياة تجورُ


إلى مُدُنِ الموتى نشدُّ رحالنا


لنهجُرَ ما للسيف فيه وزيرُ


سلام على الدنيا إذا نعقت بها


بكل مكان في البلاد حميرُ


* * * *


أبِيتُ على الآمال كالطفل نائما


سمائيَ سقفٌ والتراب حصيرُ


أُصدق فيها كل أوهام جدّتي


وما إن أملُّ الوهم يصحو الشخيرُ


تحدثني أن الرصاصة نعمة


وأن شظايا الجمر فضلٌ كبيرُ


ومطرقةُ الحدّادِ تعجنُ معدناً


وتحت لهيب النار تاجا يصيرُ


فها هو ذا السندانُ تلفحهُ اللظى


مدى الدهرِ جَلدٌ، صابرٌ لا يثورُ


كما كنتَ عشْ واصبرْ بُنَيَّ لأنهُ


غدا،سيقولُ الناسُ : أنتَ أميرُ


* * * * * *


تناسلتِ الخيباتُ فوق رؤوسنا


وعشّشَ في جوف العقولِ غديرُ


خُلِقْنا لربّ أمْ خُلقنا لغيره


ومنذُ متى فينا يُهابُ الصغيرُ؟


وتخدعُنا- كالسامريّ- عقولنا


نعظِّمُ عجلاً والعجولُ كثيرُ


يُطافُ علينا بالأكاذيب كلِّها


وصوتُ صداها في الأذانِ سُرورُ


ونلبسُ ثوبا كالمناشير ملمساً


لدى بعضنا كلُّ الثياب حريرُ


زهِدنا بعيشٍ كالمواتِ وما لنا


- لعمري- سوى ربٍّ به نستجيرُ


كأنّا وهذا العقلَ مثل فرزدقٍ


نصيحُ،فيأتي بالنقيض جريرُ


فلو يستطيعُ الشعرُ دفعَ مهانةٍ


لأبصرَ بي في الحالكاتِ ضريرُ


ولكنها الأشعارُ ليس لها جنى


ففي زمن الأموات تفنى البحورُ


كتبتُ وما كلَّتْ يدي من كتابةٍ


تئنُّ بقلبٍ مات فيه الشعورُ


ستنكسرُ الأصفادُ حينَ نملّها


فما في بطون الأمهات أسيرُ


* * * *


أيا خالقَ الأقدارِ فلتنتصرْ لنا


فأنتَ بنا بين العبادِ بصيرُ


ومسكُ قريضي أن أقولَ لظالمٍ:


كفاكَ،فهذا مُنكرٌ ونكيرُ



2/6/2012





آخر تعديل ابراهيم أوحسين يوم 2012-07-25 في 15:56.
    رد مع اقتباس