عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-25, 08:30 رقم المشاركة : 5
رشيد زايزون
مشرف منتدى التعليم العالي ومنتدى التفتيش التربوي
 
الصورة الرمزية رشيد زايزون

 

إحصائية العضو









رشيد زايزون غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: بين الناجح والفاشل




صناعة الفشل


قد يبدو العنوان صادماً بعض الشيء...
عندما نتكلم عن صناعة النجاح، نتكلم عنه لأننا نريد أن نصنعه فمن غير الممكن أن نتصور أن أحدنا لا يحب أن يكون ناجحاً في حياته، بل كلنا يتمنى أن يتخطى النجاح إلى التفوق.
لذلك نحن مهتمون دائماً بمواضيع النجاح، وقصص النجاح والناجحين، نتحراها ونبحث عنها سعياً وراء اكتشاف مقومات النجاح الحقيقية.
النجاح بالتأكيدليس معجزة ، ينام الإنسان فاشلاً ليستيقظ وقد تكلل بالنجاح!
"النجاح يولد من رحم الفشل" مقولة ما أكثر ما نسمعها، نعتقد بها بل ونرى براهين على صدقها، ولكن ماذا عن نقيضها؟ "الفشل الذي يولد من رحم النجاح"؟
النجاح الذي يولد من رحم الفشل هو نجاح مضى في مسيرة طويلة وشاقة في دروب أشواكها أكثر من رياحينها، نجاح عرف أسباب الفشل ومقوماته، شخّصها فعالجها فبرئ منها ثم بدأ مسيرته بعد أن أزال العوائق، فماذا عن الفشل الذي يولد من رحم النجاح؟
فشل في ثوب نجاح
هو النجاح الذي يحمل في طياته هزيمة نفسية، وغالباً ما تكون دعامته "خداع الذات".
يمكن للإنسان أن يخدع جميع شعوب العالم ولكنه من العسير عليه أن يستمر في خداع نفسه! مهما طال الزمن ستأتي اللحظة التي سيعلو فيها صوت الضمير ويخبرنا بكل ما حاولنا إخفاءه والتستر وراءه طيلة سنوات مضين.
لنوفر على أنفسنا هذا الموقف، لأنه مؤلم جداً، بل وفي معظم الأحيان يكون مدمراً...
الكثير من عظماء التاريخ "الناجحين" حسب مقاييس معينة نجحوا في إدارة مصير عدد من شعوب العالم، وليس شعبهم فحسب، إلا أنهم في النهاية لم يسلموا من معاناة الهزيمة النفسية بعد أن اضطروا لسماع الصوت الذي ما فتئ يهمس في داخلهم إلى أن أصبح صراخاً مع مر السنين: أنتم لستم إلا رمزاً لفشل ألبستموه ثوب النجاح لتُخدعوا وتَخدعوا.
عودة إلى حجمنا الطبيعي كأفراد نحب أن نقوّم طريقنا الذي نسيره في هذه الحياة، لنتساءل: كيف نصنع الفشل؟
إذا كان النجاح صناعة فالفشل صناعة أيضاً، وهناك من يتقنها بل ومن يحترفها أيضاً...

تتشكل

مقومات الفشل


لدينا بشكل تراكمي، ليس من الضروري أن تكون بالترتيب ذاته الذي سنورده فيما يلي، ولكنها غالباً ما يكون تراكمها بسبب غياب محاسبة الذات بشكل مستمر:
1- إعجاب كل ذي رأي برأيه.
2- النصيحة أمر وارد ولكنه شخصي قد لا تهمني بل وعلى الغالب لست مضطراً للأخذ بها.
3- المكابرة بعد الوقوع في الخطأ- التبريرات.
4- العجز عن التمييز بين النصح والتغرير، لغياب المعيار الحق أو تجاهله
5- إلقاء اللوم، التهرب من المسؤولية.
6- التورية والتلبيس، وإتباع الأساليب الملتوية، فالصدق في علاقات العمل وحتى العلاقات الشخصية أمر متعب، وقد يوصف متبعه بالساذج.
7- تجميل المظهر على حساب الجوهر.
8- المادية محور الحياة.
9- قصور الرؤيا..
10- محاولة إسباغ القيمة على العمل الفاسد.
11- الإتباع الأعمى: عدم محاكمة الآراء المطروحة قبل الانقياد وراءها.
12- الافتقار إلى الصراحة: المخادعة والمراوغة شطارة...
13- ضبابية الهدف.. اختلاط النية.....
14- شعارات... جوفاء!
15- استصغار الآخر أو الاستهتار به.
...........

عوامل النجاح


قد يصعب عليك شي واحد.. ويسهل عليك ألف شي آخر .

الخطوة الأولى في قطع طريق طويل لا تختلف عن الخطوة الأخيرة, إلا في أن صاحبها يكون في البداية على شك من أمره, بينما يكون على يقين منها في النهاية.

من نعم الله تعلى على البشرية, أن الممكنات أكثر من المستحيلات, و أن كل أمر مستحيل يحيط به ألف أمر ممكن.
قائمة الممكنات بلا حدود, أما قائمة المستحيلات فمحدودة.

هل يمكن تحقيق المستحيل؟
و الجواب : نعم, إذا بدأت بالممكن.
فأنت قادر على ان تجلس فوق أعلى قمة جبل, إذا بدأت السير خطوه خطوه للصعود إليها. أما ان تقفز عليها بالطيران من غير وسائل, فهذا بالطبع غير ممكن.

إن إرادتك إذا تعلقت في ما لا تستطيع تحقيقه فسوف تصاب بالإخفاق, أما إذا تعلقت بما تستطيع تحقيقه فهي سوف تشحذ بمرور الزمن, وتزداد ثقتك بنفسك, فلا تكن من الذين يحاولون تحقيق ماهو غير ممكن بل كن من أولئك إذا لم يكن ما يريدون, أرادوا ما كان ممكنا, وتذكر دائما قول الإمام علي :
(( إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون))لقد جاء في الحديث الشريف:

(( تعجب الجاهل من العالم أكثر من تعجب العالم من الجاهل))

وكما أن العلم يحصل عليه الفرد من الدراسة خطوه خطوه, و أن البناء يرتفع من خلال وضع حجر على حجر, كذلك النجاحات الكبرى هي نتاج خطوات صغيره, تتجمع بمرور الزمن فتصبح نجاحات كبرى.


تأثير النجاح والفشل

إن تأثير النجاح على الإنسان كبير وهام ، فعندما يفوز إنسان بلعبة أو صراع أو تنافس أو مشروع ، يظن بأنه سيطر على الأوضاع ، وبأنه يستطيع إعادة ذلك بسهولة متى أراد , إنه يكتسب ثقة بنفسه، وإذا تكرر نجاحه تأكدت ثقته بنفسه وزادت , والنجاح يصعد قدرات الإنسان وينميها.
ولكن النجاح والفوز الذي يحققه أي إنسان لم يحدث بقدرات وتأثيرات ذلك الإنسان فقط ، لأن كل نجاح أو فوز ناتج عن تفاعل عناصر وظروف كثيرة جداً ، ولكن الإنسان يختصر ويختزل تأثير تلك العناصر والظروف ويبقي تأثيره هو فقط ويعتبر بأنه هو السبب الأساسي في ذلك النجاح ، وهنا يكون التقييم غير دقيق.
فإذا أراد الإنسان أن يحقق القدرة على التقييم الدقيق لنجاحه في مجال معين يجب أن يلاحظ ويدرس كافة مقومات وعناصر وظروف ذلك النجاح ، ثم يقارنها مع الواقع الموجود بشكل مجرد وموضوعي ودقيق , وهذا يكون صعباً على الكثير من الناس , لأن الواقع يفرض على الإنسان التفاؤل والثقة بالنفس أوالعكس فيفرض عليه الإحباط وعدم الثقة بالنفس ، وبالتالي التحيز وعدم الدقة والواقعية , وهناك الكثير من الأمثلة على الثقة بالنفس المبالغ بها - وتأثير النجاح أو الفشل - ، فالمهندس الذي أشرف على حفر قناة السويس - دولي سيبس- اعتبر نفسه بأنه حقق المعجزة بقدراته الخاصة ، واعتبر بأنه يملك القدرة على حفر قناة بنما ، وقيم الأوضاع لحفر قناة بنما وقدراته المتاحة بطريقة غير موضوعية فارتكز على نجاحه في قناة السويس ، وقد فشل فشلاً ذريعاً عندما حاول فتح تلك القناة - وهناك الكثير من الأمثلة - .
وهذه الظاهرة تنطبق على الجماعة كما تنطبق على الأفراد ، فعندما يصدر مجموعة أفراد حكم أو تقييم لنجاح حققوه فإن تأثير الغرور والثقة بالنفس الكاذبة يمكن أن يزداد بتأثير الإيحاء وانتشار التأثيرات الانفعالية بين الجماعة.
وقد أصبحت هذه الظاهرة لدى الشعوب المتقدمة ضعيفة التأثير فالنجاح الذي تحققه هو نجاح مدروس بشكل جيد، ومتنبأ به بموضوعية، بينما المجتمعات المتخلفة ما زالت على حالها فهي تستخدم تقييمات غير دقيقة وغير مناسبة , فتكذب على نفسها وتصدق هذا الكذب ، فهي تعطي أو تنسب لنفسها أو للأوضاع خصائص وقوى غير موجودة فعلاً ، وتبني تنبؤاتها على واقع غير موجود فتكون تقييماتها منخفضة الدقة بدرجة كبيرة ، وأغلب هؤلاء يريدون الربح والفوز والنجاح بأية طريقة كانت المهم بالنسبة لهم الشعور بالفوز والنجاح .
وكذلك تقييم الفشل يجب أن يكون واضحاً ودقيقاً لكي لا يحدث إحباط وعدم ثقة بالنفس .
إن النجاح من المرة الأولى - أو إصابة الهدف من المرة الأولى - لا يكسب مهارة النجاح في المرات التالية المماثلة ، فإصابة الهدف في المرة الأولى أو المرات القليلة الأولى حدث لأن العوامل والمؤثرات المتحكمة في إصابة الهدف كانت مناسبة ، ولكن المطلوب تحقيق إصابة الهدف في كافة الظروف .
فإذا لم تحدث العوامل والمؤثرات المحتملة لإعاقة إصابة الهدف فكيف لنا أن نحدد آليات التحكم في معالجتها عند حدوثها ، وهذا يعني أنه كلما كثرت العوامل التي تعيق إصابة الهدف واستطعنا معالجتها والتحكم بها كلما اكتسبنا مهارة أكبر في تحقيق إصابة الهدف - أو النجاح في المشروع - وزادة نسبة احتمال تحقيقه مهما كانت الظروف , فالنجاح بعد الفشل الكثير المتكرر بسبب الأوضاع والظروف إذا تم تحقيقه في النهاية يكسب مهارات كثيرة تسهل تحقيق النجاحات المماثلة ، بالإضافة إلى معرفة المستلزمات - العناصر والظروف والقوى- لتحقيق نجاح معين
.





التوقيع




    رد مع اقتباس