غدا نلقى الاحبه_ _محمدا وصحبه

لعل هذه الكلمات هي اسرع المعاني الى كنه المحبة ومدلولاتها
والمحبة في الاسلام حاجة جارفة تتملك النفس البشرية فتمتلكها لتملأ القلب حبورا وانشراحا يسع مداهما كل الحجر والشجر والبشر
والاسلام رفع مستوى هذه المحبة الى الوجوب بل ودفع بها الى ايثار المحبوب على النفس والمال والولد
وفي الصحيح أن عمر رضي اللّه عنه قال: يا رسول اللّه، واللّه لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى اللّه عليه وسلم: "لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك" فقال: يا رسول اللّه واللّه لأنت أحب إليَّ من كل شيء حتى من نفسي، فقال صلى اللّه عليه وسلم: "الآن يا عمر "
وهذه المحبة هي قِران بين القول والاحساس

فعن سعد بن أبي وقاص قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها، وأخوها، وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قالوا: خيراً يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين.
قالت: أرونيه حتى أنظر إليه.
قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل.
اليس هذا منتهى التعبير واقصاه دلالة عن محبة يتناغم فيها الاحساس بالقول
وقد يتعطل القول ليفسح للبدل والعطاء والفداء بالنفس - حتى في اقسى الظروف-مجالا هو اقصى ما يكون التعبير عن المحبة
وهذا طلحة بن عبيدالله
كان يساند الرسول عليه الصلاة والسلام بيسراه وصدره، متأخرا به الى مكان آمن، بينما بيمينه، بارك الله يمينه، تضرب بالسيف وتقاتل المشركين الذين أحاطوا بالرسول، وملؤوا دائرة القتال مثل الجراد..!!

" كان أبو بكر اذا ذكر يوم أحد يقول: ذلك كله كان يوم طلحة.. كنت أول من جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي الرسول صلى الله عليه وسلم ولأبي عبيدة بن الجرّاح: دونكم اخاكم.. ونظرنا واذا به بضع وسبعون بين طعنة.. وضربة ورمية.. واذا أصبعه مقطوع. فأصلحنا من شانه" .
انها محبة عنوانها
غدا نلقى الاحبة