عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-22, 07:52 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي الشريف الإدريسي... "مِّي مسعودة"


الشريف الإدريسي... "مِّي مسعودة"

الخميس, 21 يونيو 2012 11:11



مدرسة الشريف الادريسي




قبل ولوجنا إليها، لم نكن ندرك أنها ستشكل بالنسبة إلينا نحن أبناء بوركون وفران الجير ولهجاجمة والدرب الجديد، مكانا للتعذيب وتجريب جميع أنواعه من الضرب على الأيدي إلى "التحمال"، إلى جانب الدراسة والتحصيل وتعلم الأبجديات الأولى.
كل من درس في مدرسة "جان هاشيط" التي تحول اسمها إلى الشريف الإدريسي، يذكر هذه المرحلة التي وشمت جيلا بأكمله. مدرسة حقيقية بأساتذة من المستوى العالي، لا يرضون بأقل النتائج أمام زملائهم، إضافة إلى حصص التعذيب اليومي.
إلى اليوم، ما زلت أذكر أسماء عدد من الأساتذة والمعلمين الممتازين ككصاب وكنز والسباعي وخديجة والزيراوي.
كان أول يوم ولجت فيه هذه المدرسة، غير عاد بكل المقاييس بالنظر إلى أنني لم أكن أعتقد أن المدرسة ستكون بهذا الحجم الكبير، فهي مقسمة إلى جزءين، جزء بني خلال فترة الخمسينات والستينات وجزء بني في نهاية السبعينات، وبين الجزءين ساحة كبيرة تتوسطها شجرة ضخمة.
داخل الأقسام القديمة يظهر مدى اهتمام بناتها براحة التلاميذ، بوجود أمكنة لوضع الحقائب وخزانتين كبيرتين للكتب، أما في الأقسام حديثة البناء فالأمر مختلف تماما، فالقاعة لا توجد فيها إلا طاولات ومكتب وسبورة.
اليوم الأول في قسم المعلمة فاطمة مر ثقيلا ومملا، رغم أنها بمجرد أن أدخلتنا إلى القسم غادرته، وظلت إلى جانب الباب تحادث إحدى المعلمات، حتى نهاية الحصة الدراسية.
كان أستاذ اللغة العربية يتلذذ أيما تلذذ بتعذيبنا عند أي خطأ في قطعة الشكل أو الإعراب. ما زلت إلى اليوم أتذكر الطريقة التي كان يهيئنا بها لاستقبال ضيف عزيز عليه سيحضر بداية الأسبوع، كنا نظن ببراءتنا أنه أحد أصداقه القدامى لنكتشف أنه «مي مسعودة»، العصا الغليضة التي حولها إلى آلة «للتحمال».
لقد أسر إلينا أنه اشتغل عليها لمدة طويلة وأنها ستظل في القسم لكل التلاميذ الذين سيتعاقبون على فصله.
إلى حدود اليوم ما زلت أتذكر أيضا، الأسئلة التي كنا نطرحها على الفوج الذي يسبقنا «العصا كاينة اليوم»، بل إن بعض التلاميذ تحولوا إلى خبراء في شخصيته الغريبة والعجيبة «جاب الموطور اليوم كاينة العصا كون جا فالطوموبيل غايكون ناشط».
من بين الطرائف التي أذكرها أيضا عن هذه المرحلة، أنه شاءت الظروف أن أدرس عند إحدى المعلمات، الكبيرات في السن، التي كانت لا تكف عن الحياكة، والحديث مع نفسها، ما كان يجعلنا غير مدركين لما يحصل في القسم. أيضا حكاية المعلم الذي كان يتولى تدريسنا الفرنسية ومراقبتنا في الاستراحة، وعند العودة إلى القسم تبدأ جلسات التعذيب بوضع مسطرة بين الأصابع والبدء في تدويرها من طرف تلميذ، لمجرد أنه خالف القواعد وركض في الساحة.

أحمد نعيم






التوقيع

    رد مع اقتباس