عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-19, 21:32 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي مهنة التدريس من قمة الشرف إلى حضيض السمسرة


مهنة التدريس من قمة الشرف إلى حضيض السمسرة


ذ.مولاي نصر الله البوعيشي









إهداء : إلى المعلمين الشرفاء صانعي الأجيال أصحاب الرسالة السامية والعمل المقدس.

من بين الأمراض المزمنة التي أصابت المنظومة التربوية في مقتل بعد وباء الساعات الخصوصية ظاهرة رجال التعليم السماسرة ، لقد تعدى هذا الموضوع عتبة أن يكون مجرد موضوع عادي بل انتقل الى مستوى ظاهرة اجتماعية بل و تعليمية. و هذه الظاهرة /السمسرة المستحدثة من طرف بعض الجشعين تبين حجم المشاكل ونقاط الضعف والأزمات التي تؤرق التعليم بالمغرب وبالتالي مدى الخطورة على المستوى الدراسي لأبنائنا الموكولين لهذه الفئة من المعلمين المضاربين .

لقد بدأت هذه الظاهرة في الاستفحال لأن المسؤولين عن القطاع تركوا الحبل على الغارب خصوصا فيما يتعلق بالتصدي لهذه الظاهرة ، حتى أصبح بعض السماسرة من رجال التعليم عبارة عن ورم سرطاني وطفيليات استغل فيه مجموعة مضاربين على شاكلة السماسرة والمضاربين الفرصة لاستتباب واقع مريض ونفعي استغل فيه وضع سكوت الساهرين على التعليم من مفتشين ومديرين لان هذا النهج قد وافق مصالح بعضهم .

هؤلاء المعلمين - السماسرة المشتهرون بلممارساتهم البشعة لا يرون في التلاميذ الا رؤوسا للقطيع يجب حراستهم في الحظيرة وابتزازهم ماديا وإرهابهم نفسيا وتهديدهم والتلويح بسلاح النقطة الهزيلة و"بالسقوط" الرسوب لكل من لم سولت له نفسه او سولت لولي امره ان يرفع عقيرته بالاحتجاج. .
إن اللوم كل اللوم يقع هنا على مختلف العناصر المتدخلة مدير اكاديمية الى النائب الى المفتش الى المدير الى مختلف مجالس الاقسام وأولياء الأمور، بسبب وتكريسها لهذه الوضعية وبسبب ترك هذا المشكل مطروحا بذل الجهر بفضحه والتشهير بمقترفيه الذي حول بعضهم ساخات المدرسة وجوارها إلى مرآب . إن سكةوت الجميع عن هذه الظاهرة زاد في قتل المؤسسة التعليمية ودورها التربوي ؛وبسبب عدم اتخاذ الاجراءات الرادعة ضد هذه الفئة ، أصبحوا أكثر شجاعة على التغيب والاستهتار داخل المدارس العمومية والحصص الرسمية، ومائلين أكثر إلى عدم بذل أي مجهود .صحيح أن لبعضهم جهات تحميهم وتتستر على تصرفاتهم ولكن يجب ان يعي الجميع أن الخاسر الأكبر هو التلميذ وهو الوطن.. ،

لقد أعمي الجشع والطمع عيون "البزناسة " من يفترض انهم مربون وهو دليل آخر على انتكاسة القيم وتدهور المستوى الخلقي لبعض رجال التعليم الذي يبيعون كرامتهم صباح مساء في الجوطيات وفي اسواق لمتلاشيات وبيع واستبدال السيارات المستعملة الذين فقدوا ماء وجوههم عندما اباحوا لأنفسهم اللهاث كالكلاب وراء ( الكاميلة) وهو المصطلح الذين يحبون اطلاقه على اجرة السمسرة لعد ابتزاز البائع والمشتري وإلقاؤ شباك حيالهم عليه لارضاء جشعهم وانانيتهم . فلعنة الله على المرتزقة الذين يدوسون على كرامتهم من اجل دراهم معدودات ويتركون التلاميذ ابناء الشعب عرضة للضياع والتيه . وهنيئا لنساء ورجال التعليم النزهاء الشرفاء ذوي الضمائر الحية الذين ما زالوا يعتبرون التدريس رسالة وجهادا وواجبا مقدسا، ونعم المعلمون الشرفاء -وما اكثرهم - الصابرون المثابرون المجدون المخلصون الموجودون بثقلهم النوعي والكمي، بناة اجيال الغد الغارقون في الديون ، المرضى بالسكري وبكل الامراض المزمنة الناتجة عن العمل الجاد عن الكفاح الابدي ، ضحايا السبورة السوداء والطبشورة الجيرية المتنقلين بين البنوك وشركات السلف؟! بين المستشفيات والصيدليات.....الذين يصرفون اجرتهم –التي بالكاد تكفيهم- على الادوية وعلى الحد الادنى من العيش الكريم فيما زملاؤهم السماسرة يتطاولون في البنيان ويشترون العقارات ويتفنون في تغيير موديلات السيارات .

إن من يفترض بهم أنهم يربون الأجيال، ، ويعيدوا الاعتبار لهذه المهنة والمكانة الاجتماعية التي يستحقها هم -مع الاسف الشديد- هؤلاء السماسرة الدخلاء على هذه المهنة الشريفة الذين يمرغون كرامتها في التراب بسلوكاتهم المعروفة عند الجميع فهم دائما غائبون وإن حضروا ناموا أو تكاسلوا وان استيقظوا فلتمثيل مسرحياتهم الهزلية التي لم تعد تنطلي على احد ، ومع ذلك فهم يتقاضون أجورهم وزيادة، بفضل الساعات الخصوصية التي يفرضونها على تلامذتهم ؟!

ماذا قدمتم في الساعات المهدورة من حياة أبنائنا الأبرياء الذين يذهبون الى المدرسة ثم يعودون خاويي الوفاض ، لأن المعلم السمسار غائب في (بيعة اوشرية) ماذا يريد هؤلاء لماذا يزاحمون السماسرة الذين هذه هي حرفتهم وهذا هو مورد رزقهم الوحيد .

ان ابناء الشعب هم ضحايا رجال التعليم الذين يغشون و ويسمسرون في كل شيء بلا مبرر ثم يذهبون في نهاية الشهر لتلقي أجرة عمل لم يؤدوه ليراكموا الترواث .

يا اخي من اراد تحسين وضعيته فما عليه سوى الكد والاجتهاد والنضال في صفوف النقابات الشريفة بذل الاختباء والتستر وراء اشخاص في نقابات اتضح زيف شعاراتهم .

انا على يقين ان كلامي لن يعجب الكثيرين وسيجابه برد عنيف من طرفهم ، ولكن الحقيقة ان هذه الفئة لا تشرف مهنة التعليم بل ولا تشرف حتى مهنة السمسرة التي لها اصولها وقواعدها البعيدة عن أساليب التدليس والغش والمكر والخداع ،هذا هو المعلم النموذج ، القدوة ، التربوي ، مربي الاجيال ،

المطلوب من المسؤولين جهويا وإقليميا التصدي بكل حزم وصرامة لقطع دابر المتهاونين في أداء واجبهم ، المعروفين عند الخاص والعام و لتنظيف الساحة الشريفة للمدرسة العمومية من الوصوليين والانتهازيين وممن جبلوا على المصلحة الخاصة بدل المصلحة العامة وتشجيع وتكريم الشرفاء من نساء ورجال التعليم الذين ويؤدون واجبهم على أحسن وجه وبصدق وتفان خدمة للأجيال ومستقبل البلاد،

من حق المجتمع أن يشعر بحزن بالغ على ما آلت إليه المدرسة العمومية من منطلق أن أمثال هذا المعلم الذي يعتبر هو حجر الزاوية في المنظومة التعليمية قد تخلي عن دوره فى النهوض بالعملية التعليمية ومستقبل فلذات الأكباد للجري وراء الربح والمال بأي ثمن .

إن الامل معقود على المعلمين الشرفاء الذين هم مصابيح هذه الأمة الذين تهتدي الأجيال بنورهم ليتلمسوا طريقهم نحو المستقبل وسط هذه العتمة ولكن وعلى حد قول الشاعر :

متى يبلغ البنيان يوما تمامه **** اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

و إلى أن تتجند المصالح الجهوية والاقليمية لمحاربة هذه الظاهرة والضرب بيد من حديد على ايدي المعلمين السماسرة كما فعلت مع بعض المتملصين والاشباح وعلى امل الرجوع الى هذا الموضوع مع بداية الدخول المدرسي المقبل بحول الله .

وحتى ذلك الحين استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته






التوقيع

    رد مع اقتباس